|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عظمة تفوق كل عظمة، وبلاغة تمتد بين الحرف والحرف نراها واضحة جلية تأخذ الألباب وتأسر القلوب وتؤِّثر في كل مَن يقرأ أو يسمع شيئا منها هي عظمة محمد صلى الله عليه وسلم وفصاحة لسانه نراها تترك بصمة على كل ما ينطق به عليه السلام كلها ذات صدى بعيد التأثير في القلب والعقل معا.
ولمّا كان ذلك دفعتنا الرغبة إلى تلمس مواطن الجمال في عدد من أساليب البلاغة العربية في الحديث الشريف وإدراك عناصرها اللغوية البنيوية والفنية المتألقة، والحاملة لقيم نبيلة رفيعة صافية صفاء نفس قائلها، ومن هذه الأساليب: القصص: سلك الحديث الشريف في قصصه كل ما يؤمن به من دعوة إلى الخير، وحضٍّ على البر، وتحريض على الجهاد، وتعريف بالفساد، وترغيب في الإحسان، وترهيب من الطغيان وغيرها من القيم التي لم تُحكَ للتسلية، ولا للمتعة، وإنما رويت للتربية والنصح والإرشاد. ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ((بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْراً مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإذَا بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثّرَى مِنَ العَطَشِ. فَقَالَ لَقَدْ بَلَغَ هَذا مِثْلُ الّذِي بَلَغَ بِي فَمَلا خُفَّهُ ماءً، ثُمَّ أمْسَكَهُ بِفيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فغَفَرَ لَهُ)) قَالُوا: يَا رَسْولَ اللهِ وَإنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أجْراً؟ قال: ((فِي كُلّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرُ)) البخاري/2403. فالقصة هنا دعت إلى الرأفة بكل حيوان أيّاً كان جنسه، لأنه يحمل سراً من أسرار الخلق، وهو الروح. الأمثال: إن المتتبع للأمثال النبوية يجد فيها الإيجاز والتركيز والعمق، ومثال ذلك قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((المنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى)) . فالمنبت: المنقطع عن أصحابه في السفر، والظهر: الدابة، ويُضرب لمن يبالغ في طلب الشيء حتى يفوّته على نفسه. ومنه : ((إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب)) . التمثيل: وسر الجمال فيه التشبيه المركب من صورتين تقاس إحداهما بالأخرى، ومن ذلك قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((مَثَلِي وَمثَلُكُمْ َكمَثَلِ رَجُلٍ أوْقَدَ نَاراً فَجَعَلَ الجَنَادِبُ وَالفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأنَا آخِذٌ بِحْجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي)) مسلم/6098. فصورة التمثيل متنوعة المشاهد، فهي تبهر العقول بالحكمة، والخيال بالصورة، والبصر بالألوان والحركات، والقلب بالمشاعر. التصوير: وهو من وسائل التعبير عن الأفكار، وأساليب التجسيم الحسي للمعاني المجردة، ونجد ذلك في قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((سَوْقَاًً بالْقَوارِيرِ)) البخاري/6219 ، فصوّر النساء بأرق الأشياء فجعلهن كالقوارير المصنوعة من زجاج متى تحرك يكسر ومتى يكسر يصعب جبره. الترغيب والترهيب: وهما من أهم الطرق المتبعة في الأحاديث النبوية لإيصال الأفكار والتأثير في العواطف، وذلك على مختلف الموضوعات التي الواردة في الأحاديث. ومن الأحاديث التي جاءت بأسلوب الترغيب قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((دَعْ مَا يَرِيبُك إلى مَا لا يَرِيبُكَ)) أحمد/11655. ومن الترهيب قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ)) البخاري/2449. فاشتمل الأسلوبان هنا على الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية وعلى فعل الأمر وكلاهما من صيغ الأمر؟ ومن الصور الأخرى في هذين الأسلوبين الجملة الخبرية والفعل المضارع المسبوق بلام الأمر ويصوغ الجملة أيضاً بلفظ (إياك) ولعل ذلك يرجع إلى أن كثرة المحرمات أشنع من إغفال الواجبات ومن الترغيب قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((تؤتون الحق الذي عليكم، وتُسألون الله الذي لكم)). ومن الترهيب قوله محمد صلى الله عليه وسلم : ((إيَّاكُمْ والظَّنَّ فَإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَدِيثِ)) البخاري/6135.
__________________
![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |