|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لم اعتد ان ادخل الملتقى الترفيهي ........ربما لقلة الوقت عندي الذي يتوفّر للترفيه؟ ،
ولا ادري ان كان ما اكتبه الآن ترفيهيا ام ( يبعث على الحزن )، ولكني بطريقة ما وجدته أكثر ما يكون مناسبا هنا ، ربما لأنها ذكريات خاصة او خواطر قديمة ، او صور اثرية و حروف متناثرة ، لا اسعى فيها الى بلورة قضية معينة أو استدراجكم الى نقاش أو حوار كما هو الامر في معظم ما اكتبه.. ربما هي وقفات....مع الماضي ........ في وقت عزّ فيه التوقف والتقاط الانفاس والنظر الى الوراء ولو نظرة خاطفة....... مجرد حروف افكار وخواطر أومضت في ذاكرتي .......حول ذكريات متفرقة متباعدة وصور يفصل بيني وبينها سنوات طوال ومسافات عميقة عمق الزمن...... رسومات قديمة بالابيض والاسود تخص والدي ووالدتي رحمهما الله ، انتزعتها من قلب ذاكرتي في احدى حالات المدّ التي عصفت بمخيلتي فتركت ألاف القصص والحكايا قبل انحسارها .....استقرت على شاطئ افكاري ، وبدأ قلمي يرسم كلماتها ...... مفردات من جملة الماضي .... قد تحمل بين سطورها ضحكات طفولية بريئة متحررة من كل أثقال الزمان وهموم الحياة .... وربما تحمل في طياتها التحسّر على ما يمضي وما قد مضى......... لذا .... دوما أردد...... زمان كان أحلى ! قد يجد البعض هذه مقدمة حزينة للغوص في قلب الايام الماضية.. ويستغربون ان تكون هذه الكلمات في هذا الملتقى الذي صنع خصيصا للترفيه !!! ولكنني أعي جيدا انه وحتى الاحداث الطريفة التي تمر بنا في لحظة من لحظات الزمن ، عندما تسير عليها عجلة الايام والسنين تنقلب لتصبح ذكريات يعزّ علينا مضيّها... ويثير هذا فينا شعور الالم والحسرة.... وأكثر ما يؤلمني ......رحيل الاشياء ........... **************************** الانسان مسؤول عن تهذيب نفسه... وصقلها بالاخلاق الحميدة.. وتربية اعضائه وجوارحه على طاعة الله. وهو أيضا المسؤول عن مصادر ثقافته ومنهل فكره ، حيث لا حسيب ولا رقيب عليك......الا انت مهما تعددت وسائل الرقابة واشتدت.... جزء كبير من المسؤولية ملقى على عاتقك وحدك.... لا احد يستطيع تكبيل الفضول وحب المعرفة اذا توافرت هذه الخصلة عند أحد ابنائه ، وان حاول جاهدا ان يوجهها ..ويراقبها ويطّلع عليها ، ويفرض مسؤوليته عنها ... يبقى هناك جزء شفاف خفيّ عنك ....خاصة وان كان ابنك (شقيّا )، ( سابق سنّه ) ! يتقن مهارة الالتفاف والدوران والاختفاء والإخفاء ...... ![]() وربما قد يورثك هذا - مع محاولات التتبع واقتفاء الآثار - أعراض ( بداية انهيار عصبي ). خاصة اذا لم تتمكن من ( القاء القبض عليه )..... مثلا ....... من يستطيع أن يتبع ويقيد النفوس النهمة إلى القراءة............!! وخاصة إذا كانا أبوين مسكينين أميين................!! كنت اقرأ واقرأ.. تمر أيام وليالي وأنا أواصل القراءة.. غير واعية لكل ما يحصل من حولي..كنت اقرأ كل ما تقع عليه عيناي .. أصابني ذات مرة صداع شديد وأنا في التاسعة من عمري ........ عندما قرأت كتابا كاملا عن "الكيمياء في حياتنا...!!" ......حيث تبين لي أنني لا زلت اجهل الكثير عن هذه الدنيا وعن نفسي...... ولم استطع وقتها أن افهم كلمة واحدة مما قرأت.... ومع ذلك واصلت قراءة الكتاب كاملا..! فلم يكن ابدا من عادتي ان اترك كتابا قبل ان أتم قراءته .....، وبعدها بدأت أفكر كيف يمكنني أن اخترع شيئا يفيد الناس..........!، وهداني تفكيري الطفولي لان أقدم ( خدمة جليلة ) إلى البشرية........ مادة لزجة صفراء اللون، كنا نستخدمها في البيت في إلصاق الخشب المتكسر ، ونعال الأحذية، أشعلت عود ثقاب ووضعته داخل العبوة كاملة ونظرت من ثقب العلبة في انتظار أن احصل بعد دقائق على........... المطاط الطبيعي... ! فأسجل بذلك سبقا علميا كيميائيا لم يخطر على بال جابر بن حيّان نفسه...............! فما كان من العبوة ( طبعا ) ، إلا أن انفجرت في وجهي انفجارا يشبه دوي العاصفة.. مخلفة حروقا، عوفيت منها بعد عدة اشهر، واحتفظت لنفسي ببراءة الاختراع ! ولما قرأت عن اكتشاف الطيران، وقصة عباس بن فرناس ، ولأنني كنت طفلة مفكرة... ولم أكن أميل إلى القفز والتنطيط ..... فقد وضعت سموم الطيران في عقل أخي الذي يكبرني بأعوام قليلة ..........وصنعت وإياه من (شراشف السرير.....) ما يشبه الأجنحة ، وربطناها جيدا على عدد من العصي ،ثم ثبتناها على كتفيه،، وانطلق الى سطح البيت ووقف على الحافة مستعدا للانطلاق في غياهب الفضاء... وقد لحقه الجيران وقبضوا عليه في اخر لحظة ، مفسدين بذلك علينا... تحقيق ما عجز عنه ...... بن فرناس........! وذات مرة.. كنت وقتها في الثانية عشر من العمر.. وكالعادة.. كنت اغرق نفسي بين الكتب،، ولكن اختلفت نوعية الكتب هذه المرة، فكانت كتب جبران خليل جبران..وأذكر انها قصة الأجنحة المتكسرة ......! دخلت والدتي الغرفة ، نظرت إلي ، ثم ما كان منها إلا أن أغلقت علي باب الغرفة بكل هدوء، ربما لكيلا يزعجني احد...! وبعد أن نادتني لتناول الطعام ، جلست على المائدة ،احمل الكتاب بيدي كالعادة ، فلم أكن أفارق كتابي أبدا... عندها شاهدت شقيقتي الكبرى(ناظر المدرسة ) الكتاب، ووبختني بشدة على قراءته ، بل ولامت أمي أيضا كيف سمحت لي بذلك.... فأجابت أمي المسكينة تغالب خجلها من جهلها ، و شعورها بالذنب... والله كنت اظنها تقرأ القرآن الكريم........ اللهم اغفر لي ولوالدي.... كيف لم اشعر وقتها بالرثاء لامي ... أأطفالا كنا .......أم شياطين......!!! منعت طبعا، منعا تاما من قراءة كتب جبران خليل جبران تحت طائلة التهديد (بعلقة الشبشب).... فما كان مني بعد حذر وتمحيص.....إلا استخدام (مصباح علاء الدين...) أضيئه بالليل تحت الغطاء والجميع نيام..واقتل نفسي بالقراءة حتى ساعات الصباح الأولى..! وأورثني ذلك طبعا هذه النظارة الطبية السميكة والتي تشبه(كعب فنجان الشاي...!!!). على العموم...فأنا لست نادمة على ما فعلته في طفولتي فيكفيني شرفا............أنني حاولت أن أجد فرصتي الذهبية........... ففشلت فشلا ذريعا في أن أكون عالمة في مصاف العلماء والمخترعين.. أو شاعرة في حقل الشعراء الحالمين .....!! تبخرت أحلامي الطفولية في الهواء، وشعرت وقت خيبتي في طفولتي.... أنني قد لا أكون يوما أفضل مما أنا عليه الآن. ما اشعر به اليوم...عندما تخطر في بالي تلك الذكريات وغيرها ......أحاسيس متضاربة بين حزن وندم شديد..... وبين ضحكات شقاوة طفولة احاول ان اخفيها .... فكم أرهقت والدتي المسكينة بطموحي وأحلامي..... وكم أثرت قلق أبي الرزين المحافظ على مستقبلي...... رب اغفر لهما وارحمهما وادخلهما فسيح جناتك.
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |