عـــــــايـزيـــــــــــــــن فلــــــــــــــــــــوس ... تعالـــــــــــوا

[oumyahia]

السلام عليكم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
أصبح الرزق أكبر شيء يقلق المسلمين اليوم فراحوا يطلبونه بشتى الوسائل الحلال منها والحرام وضاعت بهذا الهم بيوت المسلمين ودينهم كذلك ، فأصبحت المسلمة المسكينة التي فضّلت القرار في البيت طاعة لمولاها لا تـُنكح لأنّ الشاب المسكين يراها حملا ثقيلا هي وأبنائها في المستقبل وراح يسعى وراء المرأة العاملة لتجلب له الرزق فما ربح هذا المسكين ولكنّه خسر كثيرا و نسي أنّ رزقه في السّماء، ولكن يجب عليه أن يتّخذ الأسباب الشّرعية لجلب الرّزق وفي ما يلي نضع بين أيديكم بعض الأسباب التي يتقرب بها العبد إلى مولاه ليبسط له من بركاته ورزقه :
السبب الاول: التوكل على الله
يقول تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لو أنّكم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا }
وكيف وأنت تتوكّل على الحيّ الذي لا يموت وقد قال تعالى ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
وقال: ( و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ).
ومعنى المتوكل كما قال صاحب اللسان: "الذي يعلم أنّ الله كافل رزقه وأمره فيركن إليه وحده ولا يتوكل على غيره"
فما عليك أيّها المتوكل إلاّ إتّخاذ الأسباب التي شرعها الله لك فوالله لإنّه هو الرّزاق ذو القوّة المتين.
السبب الثاني: التّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــقوى
قال عزّ وجل : ( ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ¤ ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه )
قال ابن كثير: "يجعل له من أمره مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب أي من جهة لا تخطر بباله".
وقال تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض ).
السبب الثالث: صلة الرحم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من سرّه أن يمدّ له في عمره ويوسّع عليه في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه } (مسند الإمام أحمد 1212).
فالواصل هو من يتفضّل ولا يتفضّل عليه.
وفي الحديث القدسيّ قال تعالى: ( أنا الله، أنا الرحمن ،خلقت الرّحم وشققت لها أسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ). (رواه أبو داود 1695 وهو صحيح).
السبب الرابع: الإستغفار
فوالله لتكفينا هذه الأية: ( فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفارا¤ يرسل السّماء عليكم مدرارا¤ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب }. (مسند أحمد 2234)
السبب الخامس: الإحسان إلى الضعفاء
قال عليه الصلاة والسلام: { هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم } (عمدة القاري بشرح صحيح البخاري 118).
فالضّعف هو ضد القوة، فمنه ما هو لازم للشخص كالعمى والعرج........ومنه ما هو عارض كالصغر والحبس...... حتى ولو كان صاحب مال كالمرأة والصبي ...
السبب السادس: الصدقة والإنفاق في سبيل الله
قال تعالى: ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ) .
وقال ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرّازقين ) .
السبب السابع: تفريغ القلب لعبادة الله
قال عليه الصلاة والسلام { يا ابن أدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقا، يا ابن آدم لا تباعدني فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا}. (السلسلة الصحيحة 1359).
السبب الثامن: النكاح
قال تعالى ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
قال عليه الصلاة والسلام { ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف ...} (رواه أحمد والترمذي والنسائي).
السبب التاسع: المتابعة بين الحج والعمرة
قال صلى الله عليه وسلم: { تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة...} (مسند أحمد رقم 3669).
السبب العاشر: قيام الليل
يقول الله تبارك وتعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { يتنزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له } (رواه البخاري ومسلم).
فقــم يا عـبد الله، قــم وناجي ربك بركعتين في جوف الليل تحييها بيقين وسترى العجب.
وبعد هذا أقول: فوالله لقد عايشت هذا الأمر سنينا فوجدته أصلا من أصول حياة المسلم وما خُيبت يوما.
والحمد لله على ذلك ونسأل الله أن يخلص لنا أعمالنا ويتقبلها منا و خير ختام هذا القول:

يا طالب الرزق إن الرزق في طلبك ¤¤¤¤¤ والرزق يأتي وإن أقللت من تعبك
إن تخفى أسباب هذا الرزق عنك فكم ¤¤¤¤¤ للرزق من سبب يغنيك عن سببك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.