|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لماذا الإبتلاء؟
إن الانسان عندما يولد، تولد معه فرصتان متساويتان ككفتي الميزان اللتين لا رجحان لأحداهما على الأخرى؛ فرصة الخير، وفرصة الشر.. فرصة الدخول الى الجنة، وفرصة الدخول في النار. ثم يدخل الانسان بعد ذلك في سلسلة لا تنتهي من الامتحانات، وهذه الامتحانات تتعمق وتصبح أكثر صعوبة عند البلوغ، وفي بعض الأحيان تغدو امتحانات عسيرة شديدة. وكلما إزدادت هذه الاختبارات شدة وصعوبة، إزداد نقاء جوهر الانسان. والدليل على ذلك إن أصل كلمة (فتنة) مقتبس من وضع الذهب في النار، لأن هذا المعدن يختلط بسائر المعادن. فلكي يصفى وتذهب عنه تلك الشوائب، فانه يحتاج الى (الفتنة)؛ أي الى أن يعرض للنار ليذوب فيها وتزول الزوائد منه. وقد استخــدم القرآن الكريم هذا المصطلح في مواضع عديدة، منها سورة (البروج) حيث يقول عز من قائـل: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ( (البروج/10) فما هو - يا ترى - معنى الفتنة للمؤمنين في هذه الآية الكريمة ؟ إنها تعني؛ أن في داخل المؤمن خليطاً من رواسب الشرك والذنوب والخطايا.. فالكثير من الناس كانوا يعانون في مقتبل أعمارهم من إنحرافات، كالكذب والغيبة، والنظر أو الاستماع الى ما حرمه الله تعالى، وما الى ذلك من ذنوب. وهذه الذنوب تظل في أعناقنا بالتأكيد، لأنها مسجلة في اللوح المحفوظ، وقد أحصتها الملائكة علينا. كما أنه كل شيء يشهد على الانسان، كالأرض التي ارتكب الذنب عليها، والجوارح التي مارست بها هذا الذنـب. أضف الى ذلك، إن الذنوب تترك آثاراً على قلب الانسان، فهي ترين عليه، وتحيط به. الفتنة تطهر الانسان والفتنة هي التي تتكفل بازالة رواسب الذنوب، والثقافة الجاهلية، والانحراف، والتربية الفاسدة من نفس الانسان وقلبه. وقد تتجسد الفتنة في الجهاد في سبيل الله عز وجل أو العيش في دار الغربة.. والألم الذي يعاني منه الانسان في هذه الحالة، يؤدي الى تطهير القلب، كما تطهر النار الذهب من الرواسب العالقة به. ولذلك فان الانسان المؤمن حقاً يحب الفتنة، ويتقبلها بصدر رحب، لكي يتخلص من رواسب ذنوبه. وبالطبع فاننا نعوذ بالله تعالى من جهد البلاء وشدته، ومن التعرض الى الفتن العظيمة التي لا طاقة للانسان بها والتي تؤدي الى تهيبه وتراجعه، وبالتالي سقوطه في الامتحان الإلهي. وهكــذا فان نظرتنا الى الصراع بيننا وبين أعداء الدين قائمة على أساس الايمان بالفتنة والاختبار الإلهي، وبالتالي فان علينا أن لا نعترض على الارادة الالهية، ولا نتذمر منها قائلين: لماذا كل هذه المآسي والمصائب التي تنزل علينا، ولماذا لا نعيش مرتاحين كما يعيش الآخرون، ولماذا لا نخرج من صراع إلاّ لندخل في صراع آخر؟ فطبيعة الحياة الدنيا تقتضي أن يدخل الانسان سلسلة من الامتحانـــات، ونحن لا نستطيع أن نهرب من تقديرات الله تبارك وتعالى. فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول ص : "ولو أنَّ مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله عز وجل إليه شيطاناً يؤذيه". (1) الفتنة جزء من الحياة وإذا ما أراد الانسان أن يتخلص من الفتن، فعليه أن يخرج من هذه الدنيا. وإذا خرج منها، فإن كل شيء سينتهي. فما دامت الحياة قائمة، فان الفتنة قائمة هي الأخرى الى اللحظة الأخيرة من هذه الحياة. ولذلك ففي لحظات الموت يصاب الانسان بعطش شديد، ولذلك فمن المستحب أن يسقى الماء. وفي هذه اللحظات الحرجة والحساسة، والتي هي لحظات الفتنة والاختبار، يأتي الشيطان ويخاطب الانسان قائلا: سأعطيك الماء شريطة أن تكفر بالله. وهناك من الناس من يسقط في هذا الامتحان، فيكفر بربه في اللحظات الأخيرة، فيموت وهو كافر. فلنحذر من هذه اللحظة، ولنفكر فيها، ولنحاول أن نتجاوزها بنجاح من خلال تعويد أنفسنا على قراءة القرآن وحفظ آياته والتدبر فيها، والعيش في أجوائها، لكي تكون زادنا الذي نتقوى به في تلك اللحظات المصيرية. وعلى هذا فان صراعنا مع الأعداء هو صراع ثقافي مبدئي؛ وهذا الصراع من مصلحتنا، لأنه يزكينا ويطهرنا من دنس الذنوب ورواسب الشرك وحب الدنيا. فمن الضروري أن تكون في حياتنا الصراعات والمشاكل، لكي لا ننسى الآخرة، ولا نتجه الى الدنيا. وهذا الصراع الثقافي الدائر بيننا وبين أعدائنا ينبغي أن نديره بمهارة وذكاء، بأن نستغله في تربية الروح الدينية، وتنمية التقوى، وإيجاد زخم معنوي في النفوس، وبعث الحالة الحضارية في أنفسنا من جديد. فكلنا مسؤول، وسنمثل يوم القيامة كلنا أمام رسول الله ص ليكون شاهداً وحجة علينا فيما عملناه من أجل الاسلام، وما قدمناه له من تضحيات وعطاءات. عقبى الفتنة والتعرض الى الفتن والابتلاءات والخروج منها ونحن أقوى عزيمة وأشد بأساً، وأكثر مضاء وتصميماً على مواصلة الدرب، والاستمرار في المسيرة.. كل ذلك هو الذي يضمن لنا الارتفاع في درجات الايمان، والتطهر من الذنوب والآثام، وصقل نفوسنا، وبالتالي المثول أمام رب العالمين جل وعلا بوجوه بيضاء، ونفوس مطمئنة، وأرواح متطلعة الى ثواب ربها ورضوانه. وإلا فان سوء العاقبة سوف تكون بانتظارنا - لا قدر الله - إذا ما سقطنا في الامتحانات الإلهية، ولم نعرف كيف نستغلها في سبيل الرقي في المدارج العليا للايمان، وذلك من خلال التذمر منها، وعدم الصمود أمامها، والتهرب من مواجهتها.
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ![]() راقب افكارك لأنها ستصبح أفعالك راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك ![]() راقب طباعك لأنها ستصبح مصيرك ![]() ![]() ![]() لاالاه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا
|
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي الكريم على موضوعك القيم نسأل الله ان يثبتنا واياكم ويهيئ لنا عملا صالحا يقبضنا عليه ويستعملنا فيما يرضية اشكر تواجدك الطيب ومشاركاتك القيمة |
#3
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك واشكرك الشكر الجزيل على المرور والتشجيعات
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ![]() راقب افكارك لأنها ستصبح أفعالك راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك ![]() راقب طباعك لأنها ستصبح مصيرك ![]() ![]() ![]() لاالاه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا
|
#4
|
||||
|
||||
![]() قال ابن القيم : " فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " . جزاك الله خيرا اخي على الطرح القيم جعله في ميزان حسناتك واثابك الثواب العظيم |
#5
|
|||
|
|||
![]() اليك الشكر الجزيل على المرور وشكرا على الكلمات الطيبة
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ![]() راقب افكارك لأنها ستصبح أفعالك راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك ![]() راقب طباعك لأنها ستصبح مصيرك ![]() ![]() ![]() لاالاه الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا
|
#6
|
||||
|
||||
![]() قال امير المئمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ما اصابتني مصيبة الا ونظرت ان الله تعالى انعم علي فيها بثلاث نعم ، الاولى ان الله تعالى هونها علي ولم يصبني باعظم منها وهو قادر على >لك
والثانية ان الله تعالى جعلها في دنياي ولم يجعلها في ديني وهو قادر على >لك والثالثة ان الله تعالى يثيبني عليها يوم القيامة " نسال الله تعالى الثبات عند البلاء بارك الله فيك اخي الحبيب وجعله الله في ميزان حسناتك سيتم تثبيت الموضوع لفترة |
#7
|
|||
|
|||
![]() بارك الله بك اخي
|
#8
|
|||
|
|||
![]() ألسلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
ألهم ثبت المؤمنين ألصابرين عند وقوع ألبلاء واكفنى شر ألفتنة والحمد للة رب ألعالمين وألصلاة على سيد المرسلين |
#9
|
||||
|
||||
![]() بارك الله في ما خطت يمينك اخي الكريم البجعدي
وجعلها في ميزان حسناتك
__________________
يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |