الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52047 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45837 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64228 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2025, 12:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر

الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر

أ. د. علي بن إبراهيم النملة

وأصبح لوجودِ المسلمين أثرٌ وتأثير، بما في ذلك أثر الطلبة المسلمين الذين تلقَّوا علومهم على علماء الغرب، وكوَّنوا - مع أن وجودهم مؤقَّت - جسرًا للتعارف بين الشعوب، من خلال أوجه النشاط - العلمية والثقافية والاجتماعية - التي كانوا يقومون بها في المجتمع الغربي، فكانوا على العموم مثالًا لحُسن الخُلُق من خلال السلوكيات والنظرة الجادة، وإن لم يخلُ بعضهم مِن تأثر بالنمط اللَّهوي الغربي للحياة.

هذا الموضوع يحتاج إلى بحث علمي يركز على مدى أثر البعثات التعليمية الإسلامية إلى الغرب وتأثيرها الإيجابي في رحلة التعارف بين الأمم[1]، سواء ذهب هؤلاء لدراسة العلوم الإسلامية في المراكز الاستشراقية[2]، ثم عادوا لتطبيق المنهج الاستشراقي في دراسة العلوم الإسلامية والعربية[3]، أم بوجهٍ أوسعَ حين ذهبوا لدراسة تخصصات علمية تطبيقية وبحتة تحتاج إليها البلاد الإسلامية التي بعثتهم لها، وهؤلاء هم الكثرة، الذين بسطوا بتلقائيتهم قدرًا لا يُستهان به مِن تجسير الفجوة في العلاقات الفكرية بين الشرق والغرب، وإن لم ينووا الإقامة الدائمة في الغرب، إلا أن وجودهم ترك أثرًا إيجابيًّا على العموم في تجسير هذه العَلاقة، وإن لم يخلُ وجود بعضهم ممَّن له قابلية للتأثر بالنزعة المادية في النظرة للحياة، ومِن ثَمَّ تأثر البُعد الروحاني سلبًا لديهم؛ لما تلقوه بطرق غير مباشرة من وجود فجوةٍ ذهنية بين العلم والروحانيات في الثقافة الغربية، فعاد بعضهم ليبثَّ المنهج المعلمن في إدارة الحياة.

فهذا "موريس بوكاي" - يُحذِّر مِن أن يسري هذا التأثر بين الطلبة المسلمين الذين يدرسون في الغرب - يقول:
"كانت البلاد المسيحية في تلك الفترة من القرون الوسطى في ركودٍ وتزمُّت مطلق، توقَّف البحث العلمي، ليس بسبب التوراة والإنجيل؛ وإنما - وعلينا أن نُكرِّر ذلك - بأيدي هؤلاء الذين كانوا يدَّعون أنهم خدام التوراة والإنجيل، وبعد عصر النهضة في أوروبة كان رد الفعل الطبيعي أن يأخذ العلماء بثأرهم مِن منافس الأمس، وهذا الثأر مستمرٌّ حتى اليوم، لدرجة أن التحدث حاليًّا في الغرب عن الله في الأوساط العلمية يعتبر فعلًا علامة الرغبة في التفرد، ولهذا الموقف تأثيرُه السيئ على العقول الشابة (والمسلمة منها أيضًا)، التي تتلقى تعليمنا الجامعي"[4].

وتؤكِّد آمال قرامي في هذا المقام على أنه "لا مناصَ مِن القول: إن البعثات الدراسية إلى الخارج يسَّرت عملية اندماج المسلم في المَدَنية الغربية، ومكَّنته من الاطِّلاع على ديانات مختلفة، وحضارات متعددة، وأكسبَتْه شيئًا من أساليب الحياة الغربية، ومن الاتجاه الغربي في التفكير والعلم والسلوك وما إلى ذلك، ومن ثمة صار (الارتداد) ممكنًا، خاصة إذا علمنا أن المبشِّرين كانوا حريصينَ على تتبُّع أحوال هؤلاء الطلبة واستغلال حالة الوحدة والعَوَز التي يعاني منها أكثرهم لفائدة تحقيق أغراض التبشير"[5].

ويكاد معظم الطلبة (الأجانب)، كما يسمونهم، من مسلمين وغير مسلمين - يتعرضون لشكل من أشكال التنصير في المواسم الدينية وفي غيرها.

يؤيد المستشرق ولفرد كانتول سميث الطبيبَ الفرنسي موريس بوكاي وآمال قرامي في هذا المنحنى التأثري في كتابٍ له بعنوان: (الإسلام في التاريخ الحديث)؛ حيث يقول: "وقد سافر كثيرٌ من الشباب المسلم إلى الغرب، واطَّلعوا على روح أوروبة وقِيَمها، وأُعجبوا بها إلى أبعد حدٍّ، وينطبق هذا بخاصة على الطلاب الذين درسوا في جامعات أوروبة بعددٍ لم يزل يزداد مع الأيام، وهم الذين سبَّبوا استيراد كثير من أفكار الغرب وقيمه إلى العالم الإسلامي...، وكان مما صدَّره الغرب إلى العالم الإسلامي تلك الأفكارُ المتعددة، والاتجاهات العقلية الدقيقة الفجة، والميول الحديثة، التي كان في نشرها أوفر نصيب لنمط التعليم الغربي، ويفوقها في ذلك تأثيرُ معاهد الغرب الحقوقية والسياسية والاجتماعية ونفوذها الزائد...، وهكذا أثَّرت عملية التغريب بسرعة وقوة بالغتَينِ"[6].

[1] حذر بعض الذين كتبوا في هذا المجال من تأثُّر الطلبة المسلمين بالمادِّية الغربية، على حساب النظرة المتوازنة بين المادة والروح، وكان هذا التوازن هو الرسالة التي حملها الطلبة المسلمون إلى الغرب، وقليلٌ منهم مَن عاد إلى وطنه وهو خِلْو من هذه النظرة المتوازنة.

[2] تتمُّ استعانة المستشرقين الجدد بأطقم مدربة جيِّدًا من المثقفين العرب والمسلمين، الأمر الذي لم يكن وافرًا بهذا الوضوح مع الاستشراق التقليدي الذي استعان بنخب غربية أوروبية وأمريكية؛ انظر: فاضل الربيعي: ما بعد الاستشراق: الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء، مرجع سابق، ص 25.

[3] العلاقة المباشرة بين الاستشراق وعلماء الإسلام والعربية لم تكن مقصورةً على هذا النوع من التلقِّي، بل إنها بدأت بشيء من الندِّية من خلال مؤسسات علمية وتعليمية غربية وشرقية؛ انظر: سمير قصير: تعليق/ ترجمة محمد صبح، ص 107 - 113، في: يوسف كرباج ومنفرد كروب، مشرفان: تأمُّلات في الشرق، مرجع سابق، ص140.

[4] موريس بوكاي: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، القاهرة، دار المعارف، 1978م، ص 141.
Maurice Bucaille. The Bible the Qur'an and Science. Translated from French by: Alastair D. Pannell and the Author. - Indianapolis: North American Trust, 1978. - P117.

[5] انظر: آمال قرامي: قضية الردة في الفكر الإسلامي الحديث، تونس، دار الجنوب، 1996م، ص 49.

[6] نقلًا عن محمد خليفة حسن: أزمة الاستشراق الحديث والمعاصر، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421هـ/ 2000م، ص 345 - 346.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]