معاني ودلالات الإرادة في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131015 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2025, 03:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي معاني ودلالات الإرادة في القرآن الكريم

معاني ودلالات الإرادة في القرآن الكريم
محمد أمحزون

قرآن كريم مفتوح على حامل خشبي مزخرف، مع خلفية رمادية داكنة.

من معاني الإرادة: المشيئة. ومشيئة الله عز وجل مطلقة؛ فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يحدث شيء في الكون إلا بإذن الله تعالى. ولأجل ذلك فمشيئة البشر تابعة لمشيئة الله تعالى ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: 29]. فما يصيب الإنسان في الدنيا من خير أو نفع فلا أحد يستطيع أن يمسك ذلك عنه، وما يصيبه من شر أو ضر فلا أحد يستطيع أن يكشفه عنه.

والله تعالى أعلم أين ومتى يهب نصره وتمكينه لمن يستحق ذلك من عباده. فالعبد ليس له تجاه المشيئة الإلهية إلا الإيمان بها والتسليم لها، وتوسم المقدمات والنتائج المرتبطة بها، دون أن يقعده ذلك عن مهمته التي كلفه بها ربه عز وجل، ووظيفته التي ألزمه بها بمقتضى الأوامر الشرعية التي توضح له هذه المهمة، وترسم له حدود هذه الوظيفة.

فالمؤمن مطالب دائما بتتبع ما يحب الله عز وجل ويرضاه، والتزام ما هو مطلوب منه، والعمل به قدر وسعه وطاقته، كما هو مطالب بترك واجتناب ما لا يحبه الله جل ذكره ولا يرضاه، ليصل إلى درجة التقوى التي تؤهله ليكون عبدا شكورا.

أما ما وراء ذلك من الأمور الكونية التي قدرها الله تعالى بمشيئته المطلقة وحكمته الباهرة، فالمطلوب تفويض الأمر فيها إلى الله جل ثناؤه والتسليم له.

على أن لإرادة الإنسان دخل في سنن الله تعالى ومقاديره، وذلك بحسب سعة معرفته، وحسن تدبيره، وعلو همته، وبذل جهده، ودرجة إيمانه، وله ما يطلبه كله أو بعضه بحسب السنن، وتدبير الله تبارك وتعالى لنظم هذه الحياة.

فكل إنسان لا يخلو من الحرث والهم؛ أي العلم والإرادة، فالتسمية بحارث وهمام وصف للطبيعة البشرية على ما هي عليه دون اقتضاء مدح أو ذم للمسمى، ولهذا كانا أصدق الأسماء، كما جاء في الحديث الشريف([1]).

وأساس العمل في الحياة الدنيا وفق سنة الله تعالى هو الفكر والإرادة، ومعلوم أن الإنسان لا يخلو قط من الفكر والإرادة، وأنه لابد لها من متعلق ما وأثر ما في القلب ثم الجوارح، وليست حقيقة العلم إلا هذا([2]).

وعلى قدر صدق الفكرة وقوة الإرادة والرغبة يكون تحقق العمل في الخارج، إن خيرًا وإن شرًا؛ فأعمال الناس متشابهة في الكدح والعمل، ومشقتهم فيها متقاربة: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ﴾ [آل عمران: 140]، وإنما يتفاضلون بالإرادات والمقاصد: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ [النساء: 104]، لأنها هي سبب طهارة الروح، وسمو النفس، وعلو الهمة، ورقة الوجدان، وهي المزايا التي يفضل بها إنسان على إنسان وأمة على أمة.

إن الله سبحانه وتعالى جعل عطاءه للناس معلقا على إرادتهم وقدر همتهم: ﴿وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145] فتجري الإرادة على السنن التي اقتضتها حكمته تعالى([3]).

فالبشر يتحركون بإرادتهم وحريتهم، والله تقدست أسماؤه يرتب على هذا السلوك أمورا مناسبة لذلك الفعل: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

فالإنسان يعمل وفق إرادته فاعلا في حدود الأسباب، وفي حدود قدراته وخبراته وعقيدته، ونظرته للكون والحياة، والنتيجة التي يرتبها الله عز وجل تأتي منسجمة مع طبيعة فعل الإنسان أو المجتمع. فإذا الإنسان أو المجتمع استكمل كل الشروط المطلوبة، فإنه يحصل على مراده ويحقق أمانيه. ومتى توانى وتكاسل وتخاذل، فلن يرى النتيجة تحسنا وتوفيقا ونجاحا، بل انتكاسا وانحرافا وضياعا، يستوي في هذا المؤمن والكافر([4]).

[1]- أخرجه أحمد في مسنده، 4/345. وأبو داود في سننه، رقم 4950.

[2]- ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي، 1/159.

[3]- تفسير المنار، 4/168.

[4]- التفسير الإسلامي للتاريخ، ص 87.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]