|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الولد مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ نورة سليمان عبدالله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]؛ أي: لا تشغلكم أموالكم التي تهتمون بجمعها وتحصيلها، ولا أولادكم الذين هم أشهى ثمرات حياتكم، لا يشغلكم ذلك عن أداء ما كلفكم سبحانه بأدائه من طاعات، فالمراد بذكر الله، ما يشمل جميع التكاليف من صلاة وزكاة، وصيام وحج، وغير ذلك من الطاعات التي أمر الله تعالى بها. وخص الأموال والأولاد بتوجُّه النهي عن الاشتغال بهما اشتغالًا يُلهي عن ذكر الله؛ لأنهما أكثر الأشياء التي تُلهي عن طاعة الله تعالى. فمن أجل الاشتغال بجمع المال يقضي الإنسان معظم حياته، وكثير من الناس من أجل جمع المال، يُضحُّون بما يفرضه عليهم دينهم من واجبات، ومن أخلاق، ومن سلوك وآداب. ومن أجل راحة الأولاد قد يضحي الآباء براحتهم، وبما تقضي به المروءة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول: ((الولد مجبنة مبخلة)). والتعبير بقوله تعالى: ﴿ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [المنافقون: 9]، يشعر بأن المسلم إذا اشتغل بجمع المال، وبرعاية الأولاد، دون أن يصرفه ذلك عن طاعة الله، أو عن أداء حقٍّ من حقوقه تعالى؛ فإن هذا الاشتغال لا يكون مذمومًا، بل يكون مرضيًّا عنه من الله تعالى. فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا، وإلا فهناك أشياء غير الأموال والأولاد أيضًا مما يشتغل به الناس، والناس في هذا على صنوف شتى؛ منهم من يكون شغله حب الرئاسة والشرف والوجاهة، ويبذل من أجلها الأموال، ويبذل من أجلها كل شيء، ويقاتل عليها، ومن الناس من يجد لذته في الشهوات الأخرى من الزوجات وغير ذلك، فهذا كله مما يشغله عن طاعة الله تعالى، إذا كان اشتغاله به، ونظره إليه واقعًا على وجهٍ يصرفه عن طاعة ربه، وفي قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9] دليل على قول علماء أصول الفقه: النهي اقتضاء كفٍّ عن فعل. ومن أجل ذلك خاف السلف رحمهم الله الافتتانَ بالأموال، وبزهرة الحياة الدنيا وزخرفها. من الفوائد المستفادة من الآية: 1- وجوب ذكر الله تعالى، وعدم نسيان حقه جل جلاله بأداء ما افترض، واجتناب ما نهى. 2- الحذر من أن يشغل الإنسان بماله وولده عن ذكر الله تعالى. 3- أن الاشتغال بالأموال والأولاد الذي لا يُلهي عن ذكر الله ليس بمذموم، وهذا هو مفهوم الخطاب. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجالِ. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |