|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حوار التوحيد مع: الدكتور: علي بن محمد بن ناصر الفقيهي أستاذ ورئيس قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والمستشار في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - ظاهرة الغلو ظهرت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم!! - كل من تجاوز سنة الله ورسوله، وقع في المغالاة، ولا سبيل لعلاجه إلا بمجالسة العلماء!! - لا سبيل للتخلص من ظاهرة الغلو إلا بالعلم والجلوس عند العلماء والتفقه عليهم!! - ينبغي أن يسلك الدعاة المسلك الصحيح السليم، وبعد هذا تقوم الدولة على إيمان صحيح سليم!! إعداد جمال سعد حاتم برزت على السطح في الآونة الأخيرة ظاهرة الغلو .. أو ما يسمونه بالتطرف .. مما جعل العلماء في سباق مع الزمن للقضاء على هذه الظاهرة، وأكدوا أنه لا سبيل للحد من هذه الظاهرة، إلا بالعلم؛ لأن هؤلاء الذين اتجهوا إلى ذلك الغلو لم يجلسوا عند العلماء، ولم يتفقهوا على أيديهم، بل تجاوزا الحد، إما بسبب جهلهم أو بسبب عنادهم، فكان لقاؤنا هذا لبيان ما للعقيدة في حياة المسلم من أثر بالغ يكمن في إصلاح القلوب والجوارح حتى تنقاد إلى حكم الله وما يتبع ذلك من علم وعمل، إضافة إلى التحذير من التشكيك في علماء الأمة ورموزها. • التوحيد: برزت على السطح بعض الأخطاء التي تتعارض مع معتقد أهل السنة والجماعة، نرجو من فضيلتكم بيان هذه الأخطاء وحاجة الأمة إلى المعتقد الصحيح في ظل الأخطار الكثيرة التي تحيط بالعالم الإسلامي. من أراد النجاة فليتمسك بالكتاب والسنة - د. الفقيهي: إن هذه الأخطاء التي تحيط بالعالم الإسلامي قد أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح: «إن هذه الأمة ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة»، ثم بين أن كل الفرق هالكة إلا واحدة، ولما سئل عنها عرفها صلى الله عليه وسلم فقال: «إلا واحدة وهي الجماعة»، فالفرقة الناجية هي التي تسلك مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والمعاملات، فمن أراد النجاة فعليه أن يتمسك بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي». ثم أعقب هذا الجواب بتعريف الفرقة الناجية، حيث قال: «إلا واحدة، وهي الجماعة»، وهم الذي فهموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة. • التوحيد: من الملاحظ اليوم بروز ظاهرة الغلو، واتجاه العامة للتجاوب مع هذا الغلو، فما السبيل للحد من هذه الظاهرة؟ ومن المسئول عنها؟ د. الفقيهي أما الحد من هذه الظاهرة؛ فلا سبيل لذلك إلا بالعلم؛ لأن هؤلاء الذين اتجهوا إلى ذلك الغلو، لم يجلسوا عند العلماء، ولم يتفقهوا على أيديهم، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة: 122] ، فالمرحلة الأولى هي التفقه في الدين، والتفقه في الدين لا يكون من المجلات ولا يكون من الصحف، ولا يكون من الأشرطة، وإنما يكون بالتلقي عن العلماء الذين يفهمون النصوص ويجمعون بينها، فالغلو مجاوزة الحد، والحد لا يتجاوزه إلا المعاند الذي يفهم ويدعو إلى هذه المناهج - مناهج الغلو - وهو يعلم ذلك، فهذا قصده سيئ، ولكن المشكلة في هذه الكثرة من الشباب الذين ليس لديهم علم، وتجرفهم العواطف، قبل أن يثبتوا وقبل أن يعطوا كل ذي حق حقه، نضرب مثلا عبد الله بن عمرو بن العاص أراد أن يصوم النهار، ويقوم الليل، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاه، وكذلك الثلاثة الذين جاءوا وسألوا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل ولا أرقد، والثاني قال: أما أنا فأصوم ولا أفطر، والثالث قال: وأنا لا أتزوج النساء .. فهذه ظاهرة بدأت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه حسمها في نفس الوقت حينما قال لهم: «ما بال إخوان لنا يقولون كذا وكذا»، ثم ذكر قولهم هذا، وقال: «إني أتقاكم لله وأخشاكم لله، ولكني أنام وأقوم، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». متفق عليه. وكل تجاوز لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشريعة غلو. تغيير المنكر باليد لا يقوم به إلا السلطان أو من ينوب عنه بالنسبة لجموع الناس • التوحيد: ما تأثير العقيدة في حياة المسلم وتصرفاته؟ د. الفقيهي: إن العقيدة هي التي تقود حياة المسلم وتصرفاته، فلو رجعنا للحديث الموجود في «صحيح البخاري» في فوائد القرآن، حين جاء رجل يسأل عائشة، رضي الله عنها، عن الميت إذا مات فيم يكفن؟ ثم قال: أريني مصحفك، قالت له: ماذا تريد؟ قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن؛ لأنه غير مؤلف، فقالت له: إن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم سور من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، وفيها: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} ، ثم قالت: لو قال الرسول للناس: اتركوا الخمر، لقالوا: لا نترك الخمر أبدا، ولو قال: اتركوا الزنى، لقالوا: لا نترك، فلما ثاب الناس للإسلام - أي: رجعوا - نزلت الأحكام الشرعية، فهي تقول: إن السور القصار المفصلة التي فيها التخويف - أي الترهيب والترغيب - والدعوة للتوحيد، والدعوة للعقيدة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، ولم تنزل عليه سورة «البقرة» و «النساء»، وهي السور التي فيها الأحكام الشرعية، إلا وأنا عنده في المدينة، وحينما انتقل الناس إلى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة كلها من عمر الدعوة في تصحيح العقيدة، وإصلاح القلوب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». فلما صلحت القلوب نزلت الأحكام الشرعية، ولهذا لا نستطيع أن نطبق الإسلام على مجتمع قبل أن نعلمه العقيدة، وقبل أن يتقبلوا بأنفسهم هذه الأحكام؛ من غير أن نجبرهم على هذا، فالرسول صلى الله عليه وسلم عرض عليه الكفار بمكة إذا كان يريد الملك ملكوه عليهم، ولكنه يعلم أنه لو صار ملكا لن يستطيع أن يرغم الناس بما في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والحديث الصحيح يبين أن: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وأنه إن لم يعاقب في الدنيا فسيعاقب في الآخرة، وأن كل شيء مسجل عليه، وهذا الحديث يبين أهمية الدعوة، وأنها ينبغي أن تبدأ بالأصل، وهو الذي بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما انتقل إلى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة في تحقيق لا إله إلا الله، وعشر سنوات نزلت فيها كل الأحكام الشرعية، من جهاد، وزكاة، وصوم، وحج .. هذا يبين لنا أهمية العقيدة. • التوحيد: يزعم البعض أن منهج أهل السنة والجماعة لم يعد مناسبا لهذا العصر، مستدلين بأن الضوابط الشرعية التي يراها أهل السنة والجماعة لا يمكن أن تتحقق اليوم، فما قولكم في ذلك؟ - د. الفقيهي: بعد أن يعلم كل واحد منا واجبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندئذ يكون هناك تفصيل ماذا يجب علي أنا، وماذا يجب على فلان و «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده» مثلا فيما بيني وبين أولادي يمكن أن أغير المنكر بيدي إذا لم يكن ينفع فيه التغيير باللسان، أما تغيير المنكر باليد بالنسبة لجموع الناس فإن ذلك يكون قاصرا على السلطان، أما إذا حدث التغيير باليد من قبل كل إنسان فهذه هي الفوضى. أما قولهم: إن منهج أهل السنة لا يصلح، فهؤلاء لا يريدون منهج أهل السنة والجماعة؛ لأنهم لم يعرفوه ولم يطبقوه، ولو أنهم رجعوا إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه - من الأئمة - وسلك مسلك الصحابة لعرفوا أنه صالح لكل زمان ومكان، ولهذا كانت هذه النبوة الخاتمة، والقرآن آخر الكتب السماوية، ولهذا تكفل الله بحفظه، بخلاف الكتب السابقة التي كانت مؤقتة، فكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم للناس عامة، فأنزل الله عليه هذا الكتاب، وهو معجز إلى أن تقوم الساعة. ولو درس هؤلاء المشككون منهج أهل السنة في العقيدة وفي العبادات والمعاملات والأخلاق لعرفوا أنه صالح لكل زمان ومكان، والله تبارك وتعالى أنزل هذا الكتاب وجعله خاتم الكتب، وجعله معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت نفسه تحدى به البشرية كلها إلى الآن، حين قال: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء: 88] ، لن يستطع أحد أن يعارضه، ولو سلك الناس المنهج كما سلكه السابقون لعاد الأمر كما كان عند السابقين، فإذا كانوا يقصدون الوسائل، فهذا يتسع فيه القول ولا يستطيع أحد أن ينكر عليهم، أما إذا كانوا يريدون الأصول التي كانت قواعد، بحيث إن الإنسان يريد أن يدعو الدعوة الصحيحة، يبدأ بالعقيدة، ثم ينتقل للعبادات، ثم المعاملات، ثم ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فكلامهم هذا ليس بصحيح، فيمكن أن تستفيد من الوسائل، أما الأصول فلا شأن لنا بها. • التوحيد: فيما يتعلق بالعلم والعمل، هل يجب على كل إنسان أن يتعلم كل شيء وأن يعمل كل شيء؟ أم يجب على الإنسان أن يأخذ قدرا معينا من العلم، وقدرا معينا من العمل؟ د. الفقيهي: كون الناس يتعلمون كلهم حتى يكونوا على درجة واحدة من العلم، هذا من الأمور المستحيلة .. ومن الأمور المخالفة للفطرة البشرية، إنما يكون هناك علماء يجتهدون، والله تبارك وتعالى يفتح عليهم أما العامة فعليهم أن يعرفوا ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فالواجب على كل فرد بعينه أن يتعلم التوحيد، وأن يعرف العقيدة الصحيحة، وأن يعرف أن الله هو الإله الحق، وهو الإله الواحد، والأمور الأخرى تلزم الشخص بقدر ما يحتاج إليها، أما أن يكونوا على درجة واحدة من العلم فلا، وأما العمل فلا بد أن يعملوا جميعا، فكل واحد يأتي من العبادات والطاعات بقدر ما يعلم، لا سيما ما يعرفه عامة الناس، أما الأشياء الغامضة التي تحتاج إلى اجتهاد وإلى استنباط فهذه يرجع فيها إلى العلماء. التشكيك في رموز الأمة وعلمائها ومحدثيها فتنة • التوحيد: مسألة الحدود من يطبق الحدود، بعض الفرق والجماعات ممن عندهم مغالاة وتطرف يقولون: إن عندهم أشخاصا بلغوا مرحلة الاجتهاد، وأصبح الحكم عندهم إذا لم ينفذ السلطان شرع الله يقومون هم بتطبيق الحدود، لا سيما بالنسبة للردة، وعندهم لجنة يعرض عليها بعض الأشخاص فتحكم بقتلهم ويقوم آخرون بالتنفيذ، فما قولكم في ذلك؟ - د. الفقيهي: إن مثل هذا الأمر في الشريعة الإسلامية غير جائز، وهذا من باب الأهواء التي لا تؤدي إلا إلى الفوضى والدمار، والصواب أن الحاكم الموجود هو المسئول، وأن من اعتدى أو خرج من الدين بردة وإن اعتدى على آخر، فالأمر للسلطان، وهو الذي يقيم الحد، فالحدود لا يقيمها الأفراد، ومثل تلك الجماعات وهذه اللجان، فهي غير شرعية؛ لأنها إذا كانت بهذه الصورة فإنها تمثل دولة داخل الدولة، وهذا أمر غير مشروع، أما ما يقال عن تشكيل لجنة عالمية، ووصول بعض الأشخاص إلى مرحلة الاجتهاد، فهذا شيء غير معروف، فهي أفكار من وسوسة إبليس، ومن تلبيس إبليس على الناس. • التوحيد: ما أسباب انتشار ظاهرة التشكيك في الرموز الإسلامية ومحاولة تشويههم؟ - د. الفقيهي: إن هؤلاء مسلكهم مسلك الأوائل، وهو أنهم أرادوا أن يفصلوا بين الشباب وبين العلماء، حينما قالوا: إن هؤلاء العلماء لا يفقهون شيئا، ويتكلمون بالسوء في رموز الأمة من العلماء، ويشككون فيهم بالفعل، حيث قالوا: إن هؤلاء لا يفهمون من أمور الواقع شيئا، ولا من أمور المجتمعات مما يحتاجه الإسلام، وإنما يفهمون قضايا معينة مثلما قيل عن قضايا الحيض والنفاس. لقد قال أمثالهم كما جاء في كتاب «الاعتصام» للشاطبي، حين ذكر عن شخص من هؤلاء المبتدعة أنه قال: ما فكر ابن سيرين والحسن البصري إلا فكرا لا يتجاوز خرقة حيض ملقاة!! وقال آخر: إن فكر الشافعي وأبي حنيفة لا يتجاوز سروايل امرأة!! هذا معناه أن هؤلاء العلماء مثل ابن سيرين، والحسن البصري، والإمام الشافعي، والإمام أبي حنيفة، والذين هم أئمة الأمة، قالوا عنهم: إنهم لا يفهمون إلا ذلك، وهؤلاء المتأخرون أخرجوا هذا بأسلوب آخر، فقالوا: إن هؤلاء العلماء لا يفهمون من الواقع شيئا، وإنما يفهمون هذا الفقه، وهو مقتضى الحيض والنفاس، فالغرض من هذا هو الفصل بين الشباب والعلماء؛ لأنهم إذا فرقوا بين الشباب والعلماء الذين يفقهونهم في دين الله استطاعوا أن يلبسوا عليهم وأن يدخلوا عليهم ما يشاءون، وهكذا نجحوا لأنهم فصلوا بين المجتمع وبين هذا العالم أو ذاك، ويستطيع هؤلاء المرجفون أن يبثوا في الشباب الأفكار التي يريدون؛ لأن الشباب إذا أفسدت عقولهم ارتكبوا أخطاء فادحة يضرون بأنفسهم ويضرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه، ويضرون بالدعوة، وهذا هو الواقع في العالم؛ لأن هؤلاء الشباب صاروا يتفقهون بعضهم على بعض، يقرءون الأحاديث ويستنبطون منها الأحكام، حتى أخذوا ينفذون أهواءهم، فهم لو رجعوا إلى العلماء لبينوا لهم ذلك، وها هم الخوارج عندما قرءوا حديث: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن». قالوا: هذا كافر، فطبقوا قاعدتهم على ذلك، فلو كانوا عند عالم من العلماء لقال لهم: تعالوا فهناك حديث آخر رواه أبو ذر نفسه، وهو حديث: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة». فالعلماء هم الذين يبينون للشباب، فهؤلاء الذين يشككون في رموز الأمة هدفهم الفصل بين العلماء والشباب؛ حتى لا يتفقهوا في أمور دينهم ويصلون إلى ما أرادوا عن طريق هذا الأسلوب. والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |