|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين صلى الله عليه وسلم الحلقة الثانية بقلم: جمال عبد الرحمن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهمية الاعتناء بالأطفال في بداية حياتهم، وأنها أهم فترة، وأن هذا الأمر يسبب قلقا لكل أب وأم حريصين على التربية الإسلامية الصحيحة، وكما وعدنا بأن نعرض لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال والاعتناء بهم، فإننا في هذه الحلقة سنذكر هديه صلى الله عليه وسلم في الاهتمام بالنشء في مراحله المبكرة ليكون ذلك منهجا علميا دقيقا ومدروسا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. (1) النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للأبناء وهم في أصلاب آبائهم: لما رد المشركون من أهل الطائف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم للإسلام وآذوه، وبالحجارة رموه، عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة) ، عندها قال النبي المشفق الرحيم صلى الله عليه وسلم: «أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا». [البخاري 2992 كتاب بدء الخلق، ومسلم وغيره] . وقد حقق الله تعالى رجاء النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام أبنائهم. كذلك يرشد النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين لما فيه صلاح الابن مستقبلا فيقول لهم: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد، فلا يصيبه الشيطان أبدا». [متفق عليه] . وفي هذا توجيه إلى أن تكون البداية ربانية لا شيطانية، فإذا ذكر اسم الله تعالى في بداية الجماع أسس ما بين الزوجين على التقوى فلا يضره الشيطان بإذن الله. ولقد أمرنا المولى جل وعلا باختيار الصالحين والصالحات عند الزواج ليكونوا قادرين على تنشئة جيل صالح، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فقال: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم} [سورة النور: 32] . وقال صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: «تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم». [أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ح2687) ، وحسنه الألباني] . (2) ويدعو لهم صلى الله عليه وسلم وهم نطفة في رحم الأمهات: كان أبو طلحة خارج بيته، وابنه بالبيت مريض فمات، فلم تخبره زوجته أم سليم بعد عودته، ولم تبد أي مظهر من مظاهر الحزن له، بل تزينت وجهزت له عشاءه، فتعشى ثم جامعها، وبعد هذا كله أخبرته بوفاة ولده بطريقة إيمانية ذكية، فقام مغضبا فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من زوجته ومنه، فدعا لهما صلى الله عليه وسلم بالبركة في جماعهما وقال: «بارك الله ليلتكما» فولدت بعد غلاما سماه النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) ، ومن بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له؛ كبر وتزوج ورزقه الله تعالى من الأولاد تسعة، كلهم قد حفظ القرآن. والقصة بطولها في البخاري. - ومن مظاهر عناية الإسلام بالطفل وهو في رحم أمه؛ ما أمر به الإسلام من النفقة للمرأة المطلقة ثلاثا إذا كانت حاملا، وهذه النفقة لأجل جنينها وليست لأجلها حيث قد سقطت نفقتها بطلاقها ثلاثا. (فالمرأة التي يطلقها زوجها ثلاثا تبين منه، وتصبح أجنبية عنه لا تجب لها عليه نفقة ولا سكنى على القول الراجح من أقوال العلماء رحمهم الله. إلا إذا كانت حاملا فإنها تجب لها النفقة بالإجماع). [المغني لابن قدامة 8/ 232] . قال تعالى: {وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [سورة الطلاق: 6] . وإنما وجبت على الزوج النفقة للحامل التي بانت منه من أجل ولده الذي لا سبيل للإنفاق عليه إلا عن طريق الإنفاق على أمه التي يتغذى منها، كما قال ابن قدامة رحمه الله: «ولأن الحمل ولده فيلزمه الإنفاق عليه، ولا يمكنه النفقة عليه إلا بالإنفاق عليها، فوجب كما وجبت أجرة الرضاع .. ». [المغني لابن قدامة، وراجع الجامع لأحكام القرآن (18/ 166 - 167) ] . هذا في العناية به من حيث النفقة. ومن العناية به؛ وقايته مما قد يؤثر على صحته، وهو في رحم أمه، ولذا أبيح للحامل إذا خافت على جنينها أن تفطر في رمضان، كالمريض والمسافر، وقد أعفاها الشرع كما قال به بعض العلماء من الكفارة دون المرضع. قالوا: «لأن الحمل متصل بالحامل، فالخوف عليه كالخوف على بعض أعضائها» أما المرضع فيمكنها أن تسترضع لولدها. [المغني لابن قدامة 3/ 149 - 150] . وأدخلوها في قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [سورة البقرة: 184] . - ومن العناية بالطفل وهو في رحم أمه تأجيل العقوبة التي تستحقها إذا كان ذلك قد يؤثر على الولد أو تحقق أن العقوبة ستقضي عليه. فقد روى عمران بن حصين رضي الله عنه أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله أصبت حدا، فأقمه علي. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال: «أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني بها». ففعل، فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها. [مسلم ج3، ح1324] . وفي حديث آخر في قصة الغامدية التي اعترفت بالزنا وطلبت منه صلى الله عليه وسلم أن يقيم عليها الحد قال لها: «فاذهبي حتى تلدي». فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته، قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه» فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، قالت: هذا يا رسول الله قد فطمته وقد أكل الطعام. «فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها ... »). [رواه مسلم وأصحاب السنن] . (3) ويعلمنا صلى الله عليه وسلم أذكارا لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس: «ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب - أو في الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا». وإن لحظات الولادة من أشق اللحظات على الأم وجنينها لما فيها من المشقة والكرب وتكون الأم مكروبة فيها كربا عظيما؛ لذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يقال في مثل هذه الحالات؛ فعن أبي بكرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت». [صحيح الكلم الطيب لابن تيمية] . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أصاب عبدا هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا». [صحيح الكلم الطيب لابن تيمية] . (4) ويبين صلى الله عليه وسلم منزلته عند الله إذا سقط من بطن أمه قبل تمامه: (وهذا ما يسمى بالسقط)، فقد ورد بشأنه أحاديث تسر السامعين، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره (1) إلى الجنة إذا احتسبته» أي صبرت على فقده. [أحمد (21076) ، وابن ماجه، كتاب الجنائز (1598) ] . وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السقط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة، فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة». [ابن أبي شيبة ج3 ح11887 ومسند أبي يعلي ج1 ح468، ومسند البزار، ج3 ح815] . ومعنى يراغم ربه: أي يغاضبه ويتدلل عليه، يعني: يأتي السقط وهو غضبان من أجل أبيه وأمه (2) . فانظر رحمك الله إلى اهتمام الإسلام حتى بالسقط. (5) وبعد ولادتهم يؤذن في الأذن اليمنى للطفل: عن أبي رافع أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة. [أبو داود، كتاب الأدب 5105، والترمذي، كتاب الأضاحي 1514. قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: والعمل عليه أي حديث أبي رافع في التأذين في أذن المولود عقيب الولادة لأنه يعتضد بحديث الحسن بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى الموصلي وابن السني] . قال ابن القيم رحمه الله: وسر التأذين والإقامة: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك التلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه، وتأثره به، وإن لم يشعر (3) . ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الأذان، فيسمع شيطانه ما يغيظه في أول لحظات حياته. وهذا يبين اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بعقيدة التوحيد ومطاردة الشيطان في بداية حياة المولود حين يولد، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها». ثم يقول أبو هريرة: واقروا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} (4) . وعن ابن عباس: ليس من مولود إلا يستهل، واستهلاله: يعصر الشيطان بطنه فيصيح إلا عيسى ابن مريم (5) . وعليه فيكون الأذان لكزة مضادة للشيطان الذي يسعى جاهدا لإفساد الذرية وتدمير النشء. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى. الهوامش (1) الحبل السري. والحديث قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ج3 ص9: فيه يحيى بن عبيد الله التيمي، ولم أجد من وثقه، ولا جرحه. (2) النهاية لابن الأثير، باب: رغم. (3) تحفة المولود لابن القيم ص 39 - 40. (4) البخاري, كتاب أحاديث الأنبياء 3177. ومسلم، كتاب الفضائل 4363، وأحمد، 7383. (5) الدارمي (2999) .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |