|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من سب معاوية بقلم: أسامة سليمان الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد: تحت عنوان «جنود من عسل»، نشرت جريدة الجمهورية بعددها الصادر 8/ 11/2001 مقالا جاء فيه: أن معاوية رضي الله عنه نموذج للحاكم الذي لم يتلزم بالشرف والأخلاق، وأن الإسلام لم يستقر في عقله ولا وجدانه، وأنه اتسم إلى جانب الدهاء بالعنف في الخصومة!! إلى غير ذلك من افتراءات وسخافات على صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونظرا لخطورة هذه القضية - سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - من دعاة حركة التنوير ورواد العلمانية الضالة، أردت توضيح حكم سب الصحابة، ومنزلتهم، فضلا عن إزالة الشبهات عن أحد كتبة الوحي الذين شهد لهم الصحابة بالفقه والعلم. منزلة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين - لقد وصف الله سبحانه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ... وهذا الوصف لجميع الصحابة عند جمهور العلماء، وذكر ذلك ابن الجوزي في «زاد المسير»، ويروى أن مالكا رحمه الله ذكر عنده رجل ينتقص من قدر الصحابة، فقرأ هذه الآية ثم قال: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية؛ {ليغيظ بهم الكفار} . قال جل شأنه: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} . وقال سبحانه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 100] . يقول الحافظ ابن كثير: «قد رضي الله عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم». - لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الصحابة، بل توعد من فعل ذلك باللعن من الله والملائكة والناس أجمعين، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه». رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». أخرجه أبو نعيم، وحسنه الألباني. قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير القلوب، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ». وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم». وسب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هو دأب الرافضة ومن على شاكلتهم. قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة»: اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. ولقد كان الإمام أحمد رحمه الله يرى أنه من سب الصحابة فإنه يضرب ضربا نكالا. وقال إسحاق بن راهويه: «من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس»، ولقد جيء برجل سب معاوية لعمر بن عبد العزيز رحمه الله فضربه أسواطا. ولقد خصص الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسنده مسندا خاصا بمعاوية رضي الله عنه، وأخرج له أصحاب الكتب الستة ستين حديثا، واتفق البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة عن معاوية رضي الله عنه، فضلا عن أن الإمام البخاري قد بوب له في كتاب المناقب في صحيحه. أما عن أقوال العلماء في حقه رضي الله عنه فنسوق منها: 1 - قال ابن عساكر: خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين. 2 - قال عنه الذهبي: «أمير المؤمنين، ملك الإسلام». 3 - قال عنه ابن خلدون: «وقد كان ينبغي أن ألحق دولة معاوية وأخباره بدولة الخلفاء وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة». 4 - وقال عنه أبو العز شارح الطحاوية: «أول ملوك المسلمين معاوية، وهو خير ملوك المسلمين». أضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول جيش يغزو مدينة هرقل مغفور له». رواه البخاري , ومعلوم أن معاوية رضي الله عنه هو الذي قاد هذا الجيش سنة 51هـ. هذا قليل من كثير ... فهل يحق لأحد بعد ذلك في زمن الغربة والمحن أن يتطاول على ذلك الصحابي الجليل في جريدة رسمية دون أن يقال له قف عند حدك، ولكن ماذا نقول في زمن وسد فيه الأمر إلى غير أهله، ووكل العلم إلى الأصاغر، ونطق به الرويبضة؟! والله من وراء القصد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |