هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 794 - عددالزوار : 118088 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 39966 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366406 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-01-2025, 03:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,170
الدولة : Egypt
افتراضي هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -

هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -
لفضيلة الشيخ محمد على عبد الرحيم


لقد حالت قريش بين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتأدية رسالة ربه، وعمدت إلى أن تسلط عليه صنوف الأذى، وعلى من اتبعه من المؤمنين.
فلما ابتدأت الدعوة سرا، دخل في الإسلام عدد قليل كخديجة وأبي بكر وعلى وعثمان رضي الله عنهم، ثم أمره الله تعالى بالجهر بالدعوة بقوله الكريم: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} فلبى نداء ربه، ودعا الناس إلى عبادة الله وحده، ونبذ عليه آباؤهم من الشرك وعبادة الأوثان فوجد من أهل مكة كل ما كان عنت وإعراض عن دعوة الحق المبين.
عارضت قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشد معارضة، ولاقى من أذاهم مالا تحتمله الجبال، واشتد أذاهم كلما رأوه يصلي عند البيت الحرام.
وكان أكثر الناس إيذاء لرسول الله جماعة سموا - لكثرة أذاهم - بالمستهزئين، فأولهم أبو جهل عمرو بن هشام، قال يوما: يا معشر قريش: إن محمدا قد أتى ما ترون من عيب دينكم، وتسفيه أحلامكم (عقولكم) ، وسب آبائكم، إني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر لا أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته رضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. فلما أصبح، أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظره، وغدا عليه الصلاة والسلام كما كان يغدو إلى صلاته، وقريش في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد عليه السلام، احتمل أبو جهل الحجر وأقبل نحوه، حتى إذا دنا منه، عاد منهزما منتقعا لونه من الفزع، ورمى حجره من بين يديه، فقام إليه رجال من قريش، فقالوا مالك يا أبا الحكم؟ قال: (قمت إليه لأفعل ما قلت لكم، فلما دنوت منه عرض لي فحل من الإبل، والله ما رأيت مثله قط، هم بي أن يأكلني!) فلما ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: (( ذاك جبريل، ولو دنا منه لأخذه )) .
وكان أبو جهل كثيرا ما ينهى الرسول عن صلاته في البيت الحرام، فقال له مرة بعد أن رآه يصلي: ألم أنهك عن هذا؟ فأغلظ له رسول الله القول وهدده، فقال: أتهددنى وأنا أكثر أهل الوادي ناديا؟ فأقول الله تهديدا له في آخر سورة اقرأ: {كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية - ناصية كاذبة خاطئة - فليدع ناديه - سندع الزبانية - كلا لا تطعه واسجد واقترب} .
والسيرة النبوية قد تناولت ما فعله عدو الله أبو جهل وغيره من جماعة المستهزئين مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كأبى لهب، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن عبد المطلب الأسدي ابن عم خديجة، والوليد بن المغيرة وغيرهم. وكل هؤلاء انتقم الله منهم كما قال في سورة الحجر: {إنا كفيناك المستهزئين - الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعملون} . فمنهم من قتل، كأبى جهل والنضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط، ومنهم من ابتلاه الله بأمراض شديدة فهلك منها، كأبي لهب والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة.
تسلط الكبر والعظمة على قلوب صناديد قريش، فسلطوا أذاهم على كل من دخل في دين الله، ولكنهم كانوا أقوى إيمانا، وأصلب عودا، إذ كانوا يجدون في الأذى حلاوة ما دام في مرضاة الله تعالى، ولم يفتنهم عن الدين، بل ثبتهم الله حتى أتم للإسلام أمره على أيديهم، وصاروا في الأرض سادة بعد أن كانوا مستضعفين، قال تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} .
وقد مهد الله لنصرة نبيه بأن فتح قلوب الأنصار للإيمان، وذلك بأن عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه على القبائل في المواسم، وكان ممن كلمهم النبي نفر من الأوس والخزرج من أهل المدينة، فأسلم منهم على يديه بمنى ستة نفر كانوا سببا لانتشار الإسلام بالمدينة.
وفي العام القابل لقيه بمنى اثنا عشر رجلا من الأوس واثنان من الخزرج، فآمنوا به سرا عند العقبة الأولى بمنى، وبايعوه على ما أحب، وعادوا إلى المدينة، وأظهر الله الإسلام فيها.
وفي العام التالى (اللقاء الثالث بمنى) وفد على الرسول سبعون رجلا وامرأتان، فأسلموا جميعا، وبايعوه، ثم انصرفوا إلى المدينة، وانتشر الإسلام بين أهلها رضي الله عنهم.
ولما اشتد أذى المشركين على المسلمين أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة سرا خشية أن تلحق بهم قريش. ولما لم يبق منهم بمكة إلا نفر قليل خشيت قريش على نفسها من انتشار الإسلام بالمدينة، وإذ ذاك أجمعت أمرها على التخلص من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فاجتمعت في دار الندوة يتشاورون في الأمر، فقال قائل منهم: نخرجه من أرضنا كي نستريح منه. فرفض هذا الرأي بحجة أنه إذا أخرج: اجتمعت العرب حوله لما يرونه من حلاوة منطقه وعذوبة لفظه. وقال آخر: نوثقه ونحبسه حتى يدركه الموت. فرفض هذا الرأي أيضا بحجة أن أنصاره إذا سمعوا بذلك عملوا على تخليصه، وربما أدى ذلك إلى الحرب. ثم انبرى طاغيتهم بقوله: بل نقتله ونمنع قبيلته من الأخذ بثأره، وذلك بأن نختار من كل قبيلة شابا جلدا يجتمعون أمام داره، فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قريش كلهم {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} ولكن الله تعالى جعل كيدهم في تضليل، وعصم نبيه من كيد قريش ورد كيدهم إلى نحورهم، ومنع أذاهم عنه. فكان في الليلة التي تواعدوا على إنجاز جريمتهم فيها: أن أناب النبي على بن أبي طالب، فنام على سريره، وكان القوم قد أحاطوا ببيت رسول الله ينتظرون الفتك به، ولكن النبي خرج من بيته بعد أن ألقى الله النوم عليهم حتى لم يره أحد وهو يقرأ: {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} .
وكان أبو بكر قد أعد راحلتين للسفر بهما، ولكن الرسول اختار أن يختفي هو وصاحبه في غار ثور جنوب مكة حتى ينقطع الطلب عنه، وجرى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعجزات في هجرته ما هو معروف ومفصل في كتب السنة والسيرة.
وكان أبرز مظاهر الهجرة الشريفة: استقبال أهل المدينة لنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، فحدث ولا حرج عن السرور البالغ الذي صاحب مقدمه، فكان يوما سعيدا، لم يروا فرحين بشيء فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخرج النساء والصبيان والولدان ينشدون:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قباء في أول الأمر، وأسس مسجد قباء، ثم بنى مسجده النبوي الشريف بالمدينة حيث نزل بها قائلا: {رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} ، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأسس الدولة الإسلامية، ودك معاقل الشرك في غزوات متعددة حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، وعاد إلى مكة فاتحا مطهرا بيت الله العتيق من الأوثان، فأعلى الله كلمة الإسلام، ونشر لواء التوحيد، وطهرت الجزيرة العربية من الوثنية والديانات الشركية.
هذه الهجرة تمخضت عن أجل حدث في الإسلام، وقلبت وجه التاريخ، وفرقت بين عهد الوحشية والظلم وعبادة الأوثان، وعهد العدالة وعبادة الواحد الديان، فكانت الهجرة فتحا جديدا للإسلام، ملأ بنوره الخافقين في مدة وجيزة.
لا عجب في هذا أن تكون الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، وفيصلا مبينا بين الظلام والنور، لعل المسلمين يقدرون قدرها، ويستذكرون عهدها، فتذكى في نفوسهم مجد الإسلام التالد، بعد أن بددوا تراثه الخالد.
ولعل في ذلك عبرة وذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
محمد على عبد الرحيم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]