|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير قوله تعالى: { ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم } سعيد مصطفى دياب تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 129] هَذَهِ الآيةُ تَذْيِيلٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 128]، وَالمرادُ منه تقريرُ أَنَّ الْأَمْرَ كلَّهُ لِمَنْ لَهُ الْمُلْكُ وحْدَهُ. وَإِنَّمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾، وَلَمْ يَقُلْ: (مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)؛ ليدخل في ذلكَ الْعَالَمُ كلُّهُ بَمَا فيهِ، فإن (مَا) يدخل فيها العاقلُ وغير العاقلِ. ﴿ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾: اللهُ تباركَ وتَعَالَى يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ رحمةً منه وفضلًا، وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ حكمةً منه وعدلًا، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، الخلق خلقه والأمر أمره؛ كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ﴾ [الإسراء: 54]. وقدَّم سبحانه وتعالى المغفرةَ ترغيبًا للعبادِ في الإقبال على طاعته وعبادته؛ ولأن رحمته تسبق غضبه؛ كما أخبر عنه أعلم الخلق به رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث قَالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي»[1]. ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾: تَذْيِيلٌ لتَرْجِيحِ المَغْفِرَةِ وَالرَّحْمةِ عَلَى الغَضَبِ والعَذَابِ. الأَسَالِيبُ البَلَاغِيةُ: من الأساليب البلاغية في الآية الطباق في (السَّمَاوَاتِ) و(الْأَرْضِ)، وفي (يَغْفِرُ) وَ(يُعَذِّبُ). والجناس في: (يَغْفِرُ)، و(غَفُورٌ)، والتخصيص تقديم الضمير في قوله: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾، والإطناب بتَكرار (مَا فِي)، و (مَنْ يَشَاءُ)، للتأكيدِ. ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ لِما للفظ الجلالة في النفوس. [1] رواه البخاري، كِتَابُ التَّوْحِيدِ، بَابُ: ﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ﴾ [هود: 7]، ﴿ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، حديث رقم: 7422، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |