|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله ما حرَّم الله على عباده شيئًا إلاَّ عوَّضهم خيرًا منه، كما حرَّم الاستقسامَ بالأزْلام، وعوَّضهم عنه الاستخارة، وحرَّم الرِّبا، وعوَّضهم عنه التِّجارةَ الرابحة، وحرَّم القمار، وأعاضهم عنه المسابقةَ النافعة، وحرَّم عليهم الحرير، وعوَّضهم عنه أنواعَ الملابس الفاخرة، وحرَّم الزنا واللواط، وأعاضهم عنها بالنكاح والتسرِّي بالنِّساء الحِسان، وحرَّم آلاتِ اللهو، وعوَّضهم عنها سماعَ القرآن، وحرَّم عليهم شُرْب الخمر، وأعاضَهم عنه الأشربةَ اللذيذة المتنوِّعة، وحرَّم عليهم الخبائثَ من المطاعم وغيرها، وعوَّضهم عنها الطيبات، فمَن تلمَّح هذا وتأمَّله، هان عليه ترْكُ الهوى المردِي، واعتاض عنه بالنافع المجدي، وعَرَف حِكمة الله، ورحمتَه في الأمر والنهي؛ أ. هـ من "روضة المحبِّين لابن القيم"[1]. وهذه القاعدة وردتْ في القرآن في مواضعَ كثيرة، منها ما ذكره الله عن المهاجرين الأوَّلين، الذين هجروا أوطانهم وأموالَهم وأحبابهم لله، فعوَّضهم الله الرِّزق الواسع في الدنيا، والعزَّ والتمكين، وإبراهيم الخليل - عليه السلام - لَمَّا اعتزل قومه وأباه، وما يدعون من دون الله، وَهَب له إسحاق ويعقوب، والذرية الصالحين، ويوسف - عليه السلام - لَمَّا امتنع؛ خوفًا من الله عن الوقوع مع امرأة العزيز، مع ما كانت تُمنِّيه به من الحظْوة وقوَّة النفوذ في قصْر العزيز ورياسته، وصَبَر على السِّجْن وأحبَّه وطلبه؛ ليبعدَ عن دائرة الفساد والفِتنة، عوَّضه الله أن مكَّن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، ويستمتع بما يشاء ممَّا أحلَّ الله له من الأموال، والنساء والسلطان، وأهلُ الكهف لَمَّا اعتزلوا قومَهم وما يعبدون من دون الله نشَر لهم من رحمته، وهيَّأ لهم أسبابَ المرافق والراحة، وجعلهم سببًا لهداية الضالِّين، ومريم ابنة عمران لَمَّا أحصنتْ فَرْجها، أكرمها الله، ونَفَخ فيه من رُوحه، وجعلها وابنها آيةً للعالمين، وهكذا مَن تَرَك ما تهواه نفسُه من الشهوات لله تعالى، عوَّضه الله من محبَّته وعبادته، والإنابة إليه ما يفوق لذَّاتِ الدنيا كلَّها؛ ا.هـ من "القواعد الحسان لتفسير القرآن"؛ للشيخ عبدالرحمن السعدي[2]، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم. =========================== [1] "روضة المحبين"؛ لابن القيم (ص: 9). [2] "القواعد الحسان لتفسير القرآن" (ص: 197).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه(2) الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فمن الأمثلة على ذلك: ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لَمَّا هاجروا وتركوا ديارهم وأموالهم لله تعالى، فعوَّضهم الله بأن جعلهم قادة الدنيا وحكَّام الأرض، وفتح عليهم خزائن كسرى وقيصر، ومكَّنهم من رقاب الملوك والجبابرة، هذا مع ما يُرجى لهم من نعيم الآخرة، فشكروا ولم يكفروا، وتواضَعوا ولم يتكبَّروا، وحكموا بالعدل بين الناس؛ قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]. وتأمَّل قصةَ أحدِ هؤلاءِ المهاجرين، وهو صُهَيْب الرومي رضي الله عنه، فعن عِكْرِمة قال: لَمَّا خرج صهيب مُهاجرًا تبعه أهلُ مكة، فنثل كنانته فأخرج منها أربعين سَهْمًا، فقال: «لا تَصِلُونَ إليَّ حتَّى أضع في كُلِّ رجُلٍ منكم سهمًا، ثم أصير بعد إلى السيف، فتعلمون أني رجل، وقد خلفتُ بمكة قَيِّنَتَيْن[1] فهما لكم، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207]، فلمَّا رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ البَيْعُ»، قَالَ: وتلا عليه الآية»[2]. ومن ذلك: ما حصل لنبي الله يوسف - عليه الصلاة والسلام - عُرِضَتْ عليه المغْريات في أرقى صوَرها، فاعتصم بالله فعصَمه الله، وترك ذلك لله عز وجل؛ لأنَّ الله جعله من المخلصين، وأُوذِيَ بسبب ذلك؛ فاختار السجن على ما يدعونه إليه، فصبر واختار ما عند الله، فعوَّضه الله تعالى أحسن العوض، فملَّكه على خزائن الأرض، وعلَّمه تأويل الرؤيا، فنعم المُعْطِي، ونعم المُعْطَى، ونعمتِ العَطِيَّة؛ ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [يوسف: 34]، وقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 56]. اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، وانصُرنا على من ظلمنا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ هَمِّنا، ولا مبلغ علمنا. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر سبب نزول قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207].2- اذكر قصة نبي الله يوسف عليه وسلم وما فيها من فوائد. 3- اذكر أمثلة على عوض الله لمن ترك شيئًا من أجله. [1] قينتين، قال ابن الأثير: (القينة: الأمة غنّت أو لم تغنِّ) النهاية في غريب الحديث (4/ 135). [2] مستدرك الحاكم (3/ 450) ورقم (1298)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه، وحسَّنه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه الصحيح المسند من أسباب النزول (ص33).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |