شرح حديث جابر: "اتقوا الشح" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اتقوا الأرحام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ورع وإخلاص طلاب علم الأمس... مشاعل تنير دروب الحاضر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اتقوا فتنة التبرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه وفي بيته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عمى البصيرة يورد المهالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 659 - عددالزوار : 115311 )           »          شرح أحاديث الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          حقوق اليتيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          الإسلام كفل لأهل الكتاب حرية الاعتقاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-01-2025, 09:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,952
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث جابر: "اتقوا الشح"

شرح حديث جابر: "اتقوا الشح"

محمد بن صالح العثيمين


عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«اتقوا الظُّلم؛ فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشُّحَّ؛ فإن الشحَّ أهلَكَ من كان قبلكم، حمَلَهم على أنْ سفَكوا دماءهم، واستحَلُّوا محارمهم» [رواه مسلم] .


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف النوويُّ رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب النهي عن البخل والشح؛ قال: عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة» ))؛ "اتقوا الظلم" بمعنى احذروه، واتخذوا وقاية منه، وابتعدوا عنه.
والظلم: هو العدوان على الغير، وأعظمُ الظلم وأشدُّه الشركُ بالله عز وجلَّ؛ قال الله تعالى: {﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾} [لقمان: 13].
ويشمل الظلمُ ظلم العباد، وهو نوعان: ظلم بترك الواجب لهم، وظلم بالعدوان عليهم بأخذ أو بانتهاك حرماتهم.
فمثال الأول ما ذكَرَه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (( «مَطْلُ الغنيِّ ظلمٌ» ))؛ يعني ممانعة الإنسان الذي عليه دَينٌ عن الوفاء وهو غني قادرٌ على الوفاء - ظلمٌ، وهذا منع ما يجب؛ لأن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحلُّ له أن يؤخِّر، فإنْ أخَّر الوفاء وهو قادر عليه، كان ظالمًا والعياذ بالله.
والظلم ظلماتٌ يوم القيامة، وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثمًا والعياذ بالله، وربما يعسِّر الله عليه أمره، فلا يستطيع الوفاء إما بخلًا وإما إعدامًا؛ لأن الله تعالى يقول: {﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾} [الطلاق: 4].
فمفهوم الآية أن من لا يتقِ الله لا يجعل له من أمره يسرًا؛ ولذلك يجب على الإنسان القادر أن يبادر بالوفاء إذا طلبه صاحبُه، أو أجله وانتهى الأجل.
ومن الظلم أيضًا اقتطاعُ شيء من الأرض؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا، طُوِّقَه يوم القيامة من سبع أرضين» .
ومن الظلم الاعتداء على الناس في أعراضهم بالغِيبة أو النميمة أو ما أشبه ذلك، فإن الغيبة ذِكرُك أخاك بما يكره في غيبته، فإن كان في حضرته، فهو سبٌّ وشتم، فإذا ظلم الناس بالغيبة بأن قال: فلان طويل، فلان قصير، فلان سيئ الخلُق، فلان فيه كذا، فهذه غِيبة وظلم يحاسَب عليها يوم القيامة.
وكذلك أيضًا إذا جحد ما يجب عليه جحودًا؛ بأنْ كان لفلان عليه حقٌّ، فيقول: ليس له عليَّ حقٌّ، ويكتُم، فإن هذا ظلم؛ لأنه إذا كانت المماطلة ظلمًا، فهذا أظلم؛ كمَن جحد شيئًا واجبًا عليه، فإنه ظالم.
وعلى كل حال: اتقوا الظلم بجميع الأنواع؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، يكون على صاحبه - والعياذ بالله - ظلمات بحسب الظلم الذي وقع منه؛ الكبير ظلماته كبيرة، والكثير ظلماته كثيرة، وكل شيء بحسَبِه، قال تعالى: { ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾} [الأنبياء: 47].
وفي هذا دليلٌ على أن الظلم من كبائر الذنوب؛ لأنه لا وعيد إلا على كبيرة من كبائر الذنوب، فظلمُ العباد وظلمُ الخالق عزَّ وجلَّ ربِّ العباد؛ كلُّه من كبائر الذنوب.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((واتقوا الشحَّ))؛ يعني الطمع في حقوق الغير. اتقوه: أي احذروا منه، واجتنبوه؛ ((فإنه أهلَكَ من كان قبلكم)) يعني من الأمم، ((حمَلَهم على أنْ سفَكوا دماءهم، واستحَلوا محارمهم))، فكان هلاكهم بذلك والعياذ بالله.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.03 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]