ما تصدقت به هو الباقي عند الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 510 - عددالزوار : 131510 )           »          أصول الاستدلال في تفسير الأحلام (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 8328 )           »          إيذاء موسى عليه السلام: قراءة تفسيرية وتحليلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وقفات ودروس من سورة آل عمران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2515 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1962 )           »          حديث: أدركت بضعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يقفون المولي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أهمية وثمرات الإيمان باليوم الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2024, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,201
الدولة : Egypt
افتراضي ما تصدقت به هو الباقي عند الله

ما تصدقتَ به هو الباقي عندَ الله

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ [التكاثر: 1]، قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟»[1].



معاني المفردات:
﴿ لْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ : أي قرأَ السورة كلها.


مَالِي، مَالِي: أي مالي كذا، مالي كذا، والمعنى يعدُّه افتخارا، فالتكرار للتعظيم، والاهتمام.


وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ: أي هل يحصل لك من المال، وينفعك في المال.


إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ: أي فوصل نفع ذلك إلى أجزاء البدن، واستقام به أمرها.


أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ: أي على محتاج قاصدًا وجه الله تعالى، فأبقيت ثوابه مدخرًا لك عند المولى؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96]،وقال تعالى: ﴿ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20].


والمعني العام للحديث: مَا لَكَ من دنياك إلا ما انتفعت به في دنياك بأن أكلتَ، أو لبِستَ، أو أخَّرتَ بأن تصدقت، وما عدا ذلك من باقي المال فإنما أنت فيه بمنزلة الخادم الخازن لغيره[2].


روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ»[3].



معاني المفردات:
مَالُ وَارِثِهِ: نسبة المال إلى الوارث باعتبار المآل.


أَحَبُّ إِلَيْهِ: أي أكثر حرصا عليه.


مِنْ مَالِهِ: أي في الدنيا.


مَالَهُ مَا قَدَّمَ: أي أنفقه في حياته في مصارف الخير.


وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ: أي ما ادخره من مال حتى مات، ولم يتصدق به.


في هذا الحديث تنبيه للمؤمن على أن يقدِّم من ماله لآخرته، ولا يكون خازنًا له وممسكه عن إنفاقه في الطاعة، فيخيب من الانتفاع به يوم الحاجة إليه في الآخرة، وربما أنفقه وارثه في الطاعة فيفوز بثوابه.

فائدة:
إن قيلَ: هذا الحديث يدل على أن إنفاق المال في وجوه البر أفضل من تركه لوارثه، وهذا يعارض قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لسعدٍ رضي الله عنه: «إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ»[4].


الجواب: لا تعارض بينها، وإنما حضَّ الشارع سعدًا رضي الله عنه على أن يترك مالًا لورثته؛ لأن سعدًا أراد أن يتصدق بماله كله في مرضه، وكان وارثه ابنته، والبنت لا طاقة لها على الكسب، فأمره أن يتصدق منه بثلثه، ويكون باقيه لابنته، وله أجر في كل من يصل إليه من ماله شيء بعد موته.


وأما هذا الحديث فإنما خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صحتهم، وليس الأمر فيه بصدقة المال كله، فيكون معارضًا لحديث سعد، بل حديث عبد الله مجمل يفسره حديث سعد[5].

ما يستفاد من الحديثين:
1- الحث على الصدقة، وأنها تنفع المسلم بعد موته.


2- لا يبقى للإنسان من ماله إلا ما أنفقه في سبيل الله عز وجل.

[1] صحيح: رواه مسلم (2958).

[2] انظر: دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، للبكري (4/ 416).

[3] صحيح: رواه مسلم (2958).

[4] متفق عليه: رواه البخاري (1295)، ومسلم (1628).

[5] انظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح، لابن الملقن (29/ 440-441).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]