|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل أعجبك المقال ورأيت فيه فكر جديد؟؟ | |||
نعم أعجبني وفيه فكر جديد! |
![]() ![]() ![]() ![]() |
3 | 60.00% |
لا لم يعجبني وليس فيه فكر جديد! |
![]() ![]() ![]() ![]() |
1 | 20.00% |
نعم أعجبني وليس فيه فكر جديد! |
![]() ![]() ![]() ![]() |
1 | 20.00% |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 5. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا عدل إلا ما سماه الله عدل، وإن كل شيء فعله الله هو العدل قال أبو محمد: وذلك أن للرجل أن ينكح امرأتين وثلاثاً وأربعاً من الزوجات؛ وذلك له مباح حسن، وأن يطأ من إمائه أي عدد أحب؛ وذلك له مباح حسن، ولا يحل للمرأة أن تنكح غير واحد ولا يكون عبدها؛ هذا منه حسن. وبالضرورة ندري أن في قلوبهن من الغيرة كما في قلوبنا، وهذا محظور في شريعة غيرنا، والنفار منه موجود في بعض الحيوان بالطبع. قضية تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية الغراء قال أبو عمر: فكما قال الإمام بالحق، وهنا تحل قضية التعدد في الإسلام حيث أن الغرب وأدعياء الحرية والعقل والفكر يرون أن الإسلام قد ظلم المرأة عندما أباح للرجل تعدد الزوجات، والحقيقة أنهم بزعمهم هذا يقولون ربكم قد ظلم المرأة. وبالتأكيد هذا قول ظالم من أناس ظالمين، لأن الله تعالي ليس بظلام للعبيد، وما كان ذلك إلا لأن الناس قد قاسوا أنفسهم بربهم وقاسوا أنفسهم بربهم، وعبدوا عقولهم من دون الله تعالي إلهاً لا يخالف ولا يتجرأ أحدهم علي مخالفته مهما حدث وإن استحلوا في نفس ذات الوقت مخالفة ربهم والجراءة عليه. ولكن المؤمنون والمسلمون يعلمون أن الله تعالي هو من قدر حد الظلم، وهو نفسه سبحانه وتعالي هو من قدر حد العدل، فلا عدل إلا ما سماه الله عدلا، ولا ظلم إلا ما سماه ظلماً، وطالما أن الله تعالي قد أباح للرجل المسلم استثناءاً من القاعدة العامة(وهذا استثناء من القاعدة الأصلية والتي هي أن لكل رجل الزواج من امرأة واحدة فقط لا غير) أباح له أن يتزوج من النساء مثني وثلاث ورباع فقد حق لنا أن نقول أن هذا عدلاً وأن ما سواه ظلم، واهدأ قليلاً أيها المنفعل واستعذ بربك من شر وسوسات كل شيطان رجيم، وافهم فهمك الله. الإسلام لم ينادي بالتعددية كما قد يفهم البعض من أصحاب العقل الناقص والعلم المختل، ومن قال أن الإسلام نادي بالتعددية فقد ظلم نفسه وافتري علي رب العباد. قال أبو عمر: والذي نفسي بيده لو أراد الله تعالي أن يكون التعدد هو الأصل البشري السوي لكان خلق آدم ومعه ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو عشرون أو مائة أو ألف أو يزيد أو ينقص من الحواءات، ولكنه تعالي قدر ورتب الفطرة الإنسانية السوية علي أن لا تتزوج المرأة إلا بغير رجل واحد، وأن لا يتزوج الرجل إلا بامرأة واحدة. ولهذا فإنك ستجد في كافة عقول الناس أو الغالبية العظمي منهم قد اتفقوا علي أن الرجل لن يستطيع أن يحب إلا امرأة واحدة، يودها ويحنو عليها ويحبها ويبادلها كافة مشاعره ويعطيها كل عقله وكل قلبه لا نصفه ولا ثلثه ولا ربعه،وكذلك المرأة لا تستطيع أن تحب رجلين أو تخلص لهما معاً في نفس ذات الوقت أبداً، وعلي هذا فطر الله تعالي كل النساء، حتى لو كانت امرأة باغية أو زانية، فهي تشارك الرجلين أو أكثر في جسدها فقط، أما في باطن قلبها وتلافيف مشاعرها لا تحب ولا يمكن لها إلا أن تحب إلا رجلاً واحداً فقط من دون كافة الرجال. وعلي هذا فطر الله تعالي الناس، وهذه هي سنة الله تعالي الكونية في الأرض: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا}الفتح23. ولكن كما قلنا وندندن الإسلام دين عالمي ليس هو دين العرب وحدهم، أو هو دين العجم أو الترك أو غيرهم، بل هو دين كل العباد كافة، في كل مكان وفي كل زمان، ولما علم الله تعالي وفطر وجبل بعض الرجال علي عدم الاكتفاء بامرأة واحدة، والصبر عليها، أباح الله تعالي لهؤلاء الرجال أن يتزوجوا اثنين وثلاثة وأربعة من النساء كحد أقصي يمكن أن يكونوا له حلالاً شرعياً علي سنة الله تعالي وعلي سنة رسوله صلي الله عليه وسلم. ولعلمك أيها القارئ الكريم مثل هذا الرجل الذي لا يطيق الصبر علي النساء، لن يمتنع أبداً عن فعل الزنا لو أن الله تعالي لم يبح له الزواج من أخري، ولكن الله تعالي أراد أن يرد مكر الشيطان الرجيم علي العباد الذي يزين لهم الزنا في كل خطوة وشبر، فأحل الله تعالي لمثل هذا ولمثل هذا علي وجه الخصوص أن يتزوج من امرأة أخري، فرحمة الله وسعت كل شيء، فوسعت ذلك المسلم الذي تتحكم فيه شهوته (ونحن دين لا ينكر أن يكون للإنسان شهوة أبداً طالما هي في حلال وبحلال) فأباح له ربه سبحانه وتعالي، أن ينكح ما طاب من النساء في حدود وتحل ظل الشرعية الإسلامية التي ستحفظ للرجل ولنسائه ولأولادهم كافة حقوقهم دون إفراط أو تفريط.
__________________
سارق الزهرة مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعي الباسل الخطر وقاتل الجســـــم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشـــــر |
#2
|
||||
|
||||
![]() الجنس في الإسلام قال أبو عمر: فقد يظن بعض من جهال أو ناقصي العلم من أهل زمن الألفية الثالثة أن الفطرة السوية تنادي الإنسان الكامل بالحرمان الجنسي، وقتل الشهوات والرهبنة، وما أراد الله خالق البشر هذا أبداً لهذا المخلوق المكرم عند ربه، والذي أسماه الإنسان.. ولو كان سبحانه وتعالي أراد هذا للبشر ما كان ليخلقهم علي زوجين أو جنسين، أحدهما الذكر والآخر الأنثي، وربط بينهما سبحانه وتعالي بروابط عاطفية طبيعية أو غريزية تدفع كلاً منهما إلي الآخر دفعاً، وذلك لأن الإنسان الفرد ناقص إنسانياً ولا يكتمل إنسانياَ بزوجه الطبيعي الذي خلقه له ربه سواء أكان إنساناً ذكراً أم إنسان أنثي. وهذا هو فحوي ديننا الحنيف ونصه قبل فحواه والذي قال فيه رب المخلوقات: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}الروم21. أي : ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته سبحانه وتعالي أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة, إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون. أو كما قال رسول رب العالمين صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي قال فيه الراوي: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية؛ فمر رجل بغار فيه شيء من ماء وبقل. فحدث نفسه بأن يقيم فيه ويتخلى من الدنيا، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية؛ ولكني بعثت بالحنيفية السمحة. والذي نفس محمد بيده؛ لغدوة أو روحة في سبيل الله؛ خير من الدنيا وما فيها. ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة . (رواه أحمد عن أبي أمامه وصححه الألباني، ماعدا ما بين القوسين فلم يتم دراسته) والغدوة والروحة في سبيل الله هي عبارة عن كل عمل يعمله الإنسان، ويتقي فيه الله ؛لا نستثني منه شيئا، سواء أكان الإنسان محارباً في جيشه أو طبيباً أو عالماً أو متعلماً أومهندساً أو محامياً أو شرطياً أو كنّاس أو وزيراً أو غفيراً أو فناناً أو كاتباً أو في أي درب من دروب الحرف والصناعات والفنون وكل عمل شريف. ولمقام أحدكم في صف الصلاة بين الجماعة خير من صلاته ولو صلي ستين سنة، والستين سنة هو متوسط عمر المسلم من أمة محمد صلي الله عليه وسلم، بل هو الآن في عصرنا هذا متوسط عمر الإنسان، وإن أردت فإبحث في سجلات وإحصائيات الطب والعلم والحديث، أو كما قال صلي الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك . (خرجه السيوطي عن أبي هريرة وأنس وصححه الألباني) وأعمار كل البشر صارت الآن ما بين الستين والسبعين، وأقلنا من يتجاوز ذلك. لذا فديننا دين عالمي.. ديننا دين الحب لا دين الكره.. وديننا دين السلاملا دين الحرب.. وديننا دين البناء والعمار لا دين الهدم.. وديننا دين الصلاح والإصلاح لا دين الفساد والإفساد.. وديننا دين حفظ الدماء لا إراقتها.. وديننا العلم لا دين الجهل.. وديننا دين العمل لا الكسل.. دين التوكل لا التواكل.. وديننا دين الأمان لا دين الخوف والإرهاب.. قال الإمام محمد الغزالي في تحفته مائة سؤال عن الإسلام: هل خلق الإنسان من روح وجسد شيء يعاب؟ كذلك يري بعض الناس! بل كذلك قال أعداء الأنبياء لهم وهم يرفضون رسالاتهم وينكرون حديثهم عن الله، مقترحين أن يكون الرسول ملكاً: {وَقَالُوا: مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرا}الفرقان7. وكما استنكروا أن يكون المرسلون بشراً يأكلون، استنكروا عليهم الزواج، والنسل، ظانين أن الرغبة الجنسية تشين الإنسان الكبير، وعليه إذا أراد الكمال أن يكبتها. وقد رد القرآن هذه المزاعم، وبين جل شأنه أن المصطفين الأخيار من عباده كانوا رجالاً ناضجي الغرائز: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً}الرعد38. ومع ذلك فإن بقايا من منطق الجاهلية القديمة لا تزال عالقة بأذهان الكثيرين ممن يحسبون السمو البشري لا يتم إلا بإعلان حرب مجنونة علي البدن توهي قواه وتدوخ غرائزه. بل سري ذلك التفكير إلي بعض المذاهب الدينية، وأنبني عليه، إن التقوى في هذه الحياة تعني الرهبانية وأن السمو في الحياة الأخرى لا يتصور مع وجود هذا الجسد اللعين!! وعليه بعد ذلك فلابد أن يكون النعيم الموعود روحانياً محضاً وكذلك العذاب المرصد للأشقياء!! ولما كان الإسلام دين الفطرة السليمة، ولما كان لبابه احترام الحقيقة المجردة، فإنه رفض كل هاتيك المقدمات والنتائج، وأسس تكاليفه وأجزيته الدينية علي اعتبار أن الإنسان كائناً متميزاً يجمع بين جملة من المواهب والخصال المتلاقية في شخصيته، بها جميعاً يسمو أو يهبط وبها جميعاً يثاب أو يعاقب. أو كما قال الأستاذ العقاد: ليس ما يدين به المسلم أن يرتد النوع الإنساني إلي ما دون طبيعته، ولكن مما يؤمن به أن ارتفاع الإنسان وهبوطه منوطان بالتكليف، وقوامه الحرية والتبعية فهو بأمانة التكليف قابل للصعود إلي قمة الخليقة، وهو بالتكليف قابل للهبوط إلي أسفل سافلين، وهذه الأمانة هي التي رفعته مقاماً فوق مقام الملائكة، أو هبطت به إلي زمرة الشياطين. ليس الهبوط أن يشتهي الإنسان طعاماً أو امرأة. إنما الهبوط أن يأكل المرء من سحت، أو يتصل بمن لا تحل له. فإذا طعم من حلال، أو اتصل بأنثى لتكون زوجة يسكن إليها، ويتم بها وجوده معها فلا شيء في ذلك أبدا. ولقد أخطأ كثير من المنتسبين إلي الدين في احتقارهم للبدن، وفهمهم أن التسامي لا يحصل إلا بسحقه، وفهمهم بعد ذلك أن الحياة الأخروية لا وجود للبدن فيها، وأن النعيم أو الجحيم معنويان، وحسب!! وقد سري هذا الخطأ كلا أو جزءاً إلي بعض المتصوفة المسلمين، فاعتنقوه، وحسبوه دلالة ارتقاء، وتجرد، فظلموا بهذا المسلك دينهم، وأوقعوا خللاً سيئاً في موازين الجزاء كما أقامها الكتاب العزيز. وقلدوا أتباع الديانات المنحرفة في الجور علي الطبيعة البشرية، وبذلك أفسحوا للمذاهب المادية طريق التقدم والسيادة. بل بلغت المجازفة بهذا البعض أن حقروا عبادة الرغبة والرهبة، وأشاعوا أن من الهبوط أن تطيع الله طلباً لجنته، أو تدع عصيانه خوفاَ من ناره حتى توهم الناس أن الأمل في الجنة والخوف من النار ليس شأن العباد الصالحين!! وهذا الضرب من التفكير لا يمكن وصفه بأنه تفكير إسلامي، إنه ضرب من الشرود والغرور تبدو تفاهته عندما نحتكم إلي العقل والنقل علي سواء. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى[ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فيبلغ الشاهد الغائب. ولهذا فالإسلام أنصف الإنسانية جمعاء ذكرانهم وإناثهم . ولا أعتقد أن هناك كتاب أرضي ولا سماوي بين النساء في الإسلام قال أبو عمر: فالإسلام دين عالمي، وما هو عالمي لا يفرق بين الناس بجنسهم فلا فرق في الإسلام بين الذكر أو الأنثى: {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض}آل عمران195. وقال تعالي: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرا}النساء124. وقال تعالي: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}النحل97. وقال من خلق الذكر والأنثى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب}غافر40. وديننا يحارب العنصرية فلا يعرف الإسلام أبداً التفرقة بين الناس بلون بشرتهم كذلك لأنه دين عالمي فهو لا يفرق بين أبيض ولا أسود، ولا أحمر ولا أصفر: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى. (خرجه السيوطي عن أبي ذر وصححه الألباني) وقال صلوات ربي وسلامه عليه: إن الله بعثني إلى كل أحمر وأسود. (خرجه السيوطي عن علي وصححه الألباني) وقال ابن مسعود لأخته: أنشدك الله ألا تنكحي إلا مسلما وإن كان أحمر روميا أو أسود حبشيا. كذلك الإسلام دين عالمي لا يفرق بين الناس بجنسيتهم عربي ولا غربي ولا شرقي ولا جنوبي، ولكن يفرق ويميز بين الناس كلهم بمدي تقوي قلوبهم وصلاح أعمالهم فقط لا غير: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}الحجرات13. يا صفحتيه سورة كاملة كبيرة اسمها النساء وفيها تشريع لكافة أحكام النساء وأحكام معاملة النساء كما في كتاب رب العالمين الذي قال لكافة الإنسانية في كل زمان ومكان من العام -الذي كلم الله تعالي فيه رسوله صلي الله عليه وسلم بالوحي، وإلي ما بعد أعوام الألفية الثالثة أو الرابعة أو الخامسة أو إلي ما شاء الله من زمن وأجل للبشرية جمعاء- قال لهم قوله الحق الذي لا حق غير ما أحقه ولا عدل إلا ما عدله ولا ظلم إلا ما جاء فيه أنه ظلم، ولا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً. وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا}1-3النساء. فأمرنا الله تعالي نحن معشر الإنسانية أن نتقي ربنا الذي خلقنا من رجل واحد هو آدم ومن أدم الرجل خلق من ضلعه زوجه الأنثى الواحدة حواء، استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع ..الحديث (خرجه السيوطي عن أبي هريرة وصححه الألباني) ومن رجل واحد وأنثي واحدة خرجنا نحن جميعاً معشر الإنسانية. وبعد أن ذكرنا ربنا بتلك الحقيقة من الحقائق الكونية التي لا ينكرها إلا مخذول أو مجنون، أمرنا أن نعطي أيتام الناس(ولا يتم إلا بعد حلم أو حيض أو كما قال رسولنا صلي الله عليه وسلم) حقوقهم التي بين أيدينا كلها كما كانت أمانة بين أيدينا أمنّا عليها ولي هؤلاء الأيتام الصغار(سواء أكان وليه أبوه أو أمه أو القاضي أو غيرهم)، وحذرنا من ضم أموالهم إلي أموالنا فنأكل بهذا عليهم حقوقهم التي ستضيع لو فرطنا فيها. وبعد أن ذكرنا سبحانه وتعالي بتلك الحقيقة الأخلاقية الإنسانية التي لا ينكرها إلا جبان مخذول في الدنيا وفي الآخر من حيث وجوب عناية وصيانة حقوق الضعيف اليتيم الذي فقد وليه، بعد أن ذكرنا ربنا بهذا أمرنا أننا لو خفنا أن نعدل في اليتامى الكبار؛ وهم بنات الناس، وكل الناس لابد وأنهم ميتون، ولهذا لابد وأنهن كلهن يتامى فهذا يتم اعتباري لا يتم طبيعي كما كان في الآية السابقة لها. أمرنا سبحانه وتعالي أن نتقي الله ونخافه في بنات الناس، فلا نعتدي عليهن بما يخدش شرفهن أو حيائهن(حتى لو كان بعضهن بلا شرف أو حياء) أمرنا سبحانه وتعالي أن لا نستحل شرفهن وحيائهن وحرمتهن بأن نعتدي عليهن بالأذى مهما كان دين هذه المرأة أو مذهبها -وأدخل في ذلك كل مسيحية أو يهودية أو حتى ملحدة-، فلا حق لك أيها المؤمن في استحلال فروجهن إلا بالزواج الشرعي الإسلامي الذي أحله الله له ورسوله صلي الله عليه وسلم، فلا تعتدي علي نساء الناس وتقول هذه كافرة أو بنت كفار، فربك الذي تعبد وله تسجد قد حرم كافة نساء الأرض عليك، وحذرك أن تعتدي علي حرمات الناس إلا بالحق، والحق الوحيد عند المسلمين هو الزواج الشرعي المتفق عليه عند أئمة المسلمين كلهم بلا نكير واحد، والذي أهم من شروطه وأركانه الرضا والقبول بين الرجل والمرأة، والمهر، والإشهاد.
__________________
سارق الزهرة مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعي الباسل الخطر وقاتل الجســـــم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشـــــر |
#3
|
||||
|
||||
![]() وإلا أجب في قلبك أيها المسلم هذا السؤال: أترضي أن يفعل بأختك أو بأمك أو بابنتك هذا، أقصد أن يستحل أحدهم شرفها دون حق؟! إن كانت إجابتك: لا، فاكفي بنات الناس شرك، وإن كانت إجابتك: نعم، فقد شهدت علي نفسك بأنك من المفسدين، وكفي بنفسك عليك شهيدا. ولو كان أحدنا نحن معشر المسلمين متزوج وبه شهوة أكبر من طاقة الناس، لا يستطيع محاربتها أو التغاضي عنها، فشعر أنه يريد امرأة أخري علي زوجته فخاف علي نفسه هذا الاعتداء علي بنات الناس الذي منه نحذر، فشعر أنه ضعيف لا يستطيع تمالك نفسه والسيطرة علي شهوته، بحيث أن ذلك الإنسان مهما حاول في ضبط شهوته لا يقدر فَفعل كل ما قد يُفعل صام وصلي ودعا وصبر وتريّض، فلم يعد يقدر علي ضبط نفسه، وفي نفس ذات الوقت لو كان هذا الزواج من أخري محرماً عليه في شريعته فماذا يفعل بالله عليكم؟ يزني أم يتزوج؟! لو قلت: يزني. فأنت من عبدة الشيطان والله ورسله وملائكته والمؤمنون كلهم بريئون منك ومن قولك وأمرك بالفاحشة. {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ: وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ: إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}الأعراف28. فلا يبقي للمسلم إلا أن يقول يتزوج ولا يغضب ربه أبداً. وأكبر مثال علي صدق قولي: الأوربيون والأمريكيون في غالبيتهم – لو كانت ملتهم لا تبيح الطلاق أو الزواج من أخري- يحرمون الطلاق والزواج من أخري، وإن استحلوا الزنا والتعدي علي حرمات الغير، ونظرة واحدة في أي فيلم أمريكي تري من فسادهم وتعديهم علي حرمات أقرب الناس إليهم عجبا، وإن كانوا في الأونة الأخيرة-أقصد المجتمع الغربي- قد تنبه أخيراً لمفاسد الزنا وانتهاك الحرمات، وبدأ ينادي في الناس أن قلدوا المسلمين والمسلمات، ولا تمارسوا الزواج إلي داخل رباط الزوجية المقدسة، والحمد لله رب العالمين علي نعمة الإسلام والعقل والشرف. قال أبو عمر: فالله تعالي قد أوصانا بكل النساء كافرهم قبل مؤمنهم فأمرنا أن لا نستحل فروجهن ولا عرضهن ولا شرفهن إلا بما أحل الله تعالي لنا، فأمر الله تعالي هذا الصنف من الرجال( وكل واحد منا أعلم بنفسه وربه به أعلم) أمره أن يتزوج ما أراد من النساء اثنين وثلاثة حتى يصل إلي الزوجة الرابعة فيقول له ربه توقف عندك، لا يحل لك أكثر من هذا، لأن أي إنسان بعد هذا سيحكم علي نفسه أنه من المسرفين: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين}الأعراف31. فالإسلام أيها الناس لم يأمر الرجال أن يتزوجوا علي زوجاتهن أخري. لكن لأنه دين عالمي لكل الناس في كل زمان ومكان، ولأنه ليس كما قلنا ونقول ليس بالنصوص الجامدة الصلبة الغير مرنة، فإن كنت أنت في مجتمعك الذي فيه تعيش أو زمنك الذي تسكن تنفر من فكرة معاشرة أكثر من امرأة( مع إني لا أعلم مجتمع فيه رجل سليم الآلة والعقل لا يشتهي أن يجامع كل امرأة جميلة) ولكن علي أية حال إذا كانت تلك عادات مجتمعك وفكرك وزمنك؛ فربك أيها الإنسان المسلم أو غير المسلم قد أمرك من قبل بالزواج من امرأة واحدة لا أكثر حتى تستطيع أن تهبها كل إخلاصك وحبك ورعايتك واهتمامك وتستطيع رعاية أطفالك وتربيتهم تربية سليمة قويمة. كذلك حتى تبادلك زوجتك كل حب وإخلاص ورعاية واهتمام. لأنك أيها الإنسان لن تستطيع أن تعدل بين النساء مهما كانت شخصيتك أو فكرك أو علمك أو قدراتك الشخصية، فعليك بالمرأة الواحدة واصبر عليها مهما رأيت منها، وإن لم تطق عليها صبراً فطلقها بالمعروف وأعطها كافة حقوقها بما ترضي به ربك وإلهك ، وتزوج غيرها فلا تظلمها فتذرها معقلة لا متزوجة ولا مطلقة. {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129. ولو حتي كان مجتمعك أو فكرك أو زمنك أو مكانك يستحل زواجك علي زوجتك ولكنك في قرارة نفسك تعلم أنك ستظلم أحدهما، أو كلاهما، أو ستظلم أولادك منهما، فربك ينهاك إن كنت تقياً عن هذا الزواج: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً قال أبو عمر: والله أعلم بما في نفسك أيها الإنسان من نفسك. ولا تنسي وصية رسولك صلي الله عليه وسلم أيها المسلم الموحد الذي قال في خطبة الوداع الأشهر من الشهرة عند كافة المسلمين: في زوجتك أو زوجاتك اللائي هن أمانة الله بين يديك قال رسولنا صلي الله عليه وسلم: اتقوا الله في النساء فإنكم إنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله. قال أبو عمر: وإذا كنت أيها الإنسان لا تستطيع الصبر علي امرأة واحدة، فانكح ما طاب لك من النساء مثني وثلاث ورباع َانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ولا تقرب الزنا أبدا من أي أبوابه الكثيرة فإن الزنا كان وسيظل عار في تاريخ البشرية كلها وفاحشة وساء سبيلا، وإياك أن تستحل فرج امرأة إلا بالزواج الشرعي الذي أحله الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم. {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا}الإسراء32. فلا تقربوا الزنا فهو لفظ أوكد من قوله فلا تأتوا الزناـ إنه كان فعلا بالغ القبح، وبئس الطريق طريقه. اللهم هل بلغت، الله فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد. قال أبو محمد: والحر المسلم ملكه ربه أن يستعبد أخاه المسلم، ولعله عند الله تعالى خير من سيده في دينه وفي أخلاقه وقنوته، ويبيعه ويهبه ويستخدمه، ولا يجوز أن يستعبده هو أحد لا عبده ذلك ولا غيره؛ وهذا منه حسن. وقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه المقدسة ما أكرمه الله تعالى به من أن لا ينكح أحد من بعده من نسائه أمهاتنا رضوان الله عليهن، وأحب هو عليه السلام نكاح من نكح من النساء بعد أزواجهن؛ وكل ذلك حسن جميل الصواب؛ ولو أحب ذلك غيره كان مخطئ الإرادة قبيحاً ظالماً. ومثل هذا أن تتبع كثير جداً إذ هو فاش في العالم ، وفي أكثر الشريعة فبطل هذا القول الفاسد منهم. قال أبو عمر: فلو قال إنسان مسلماً كان أو كافراً أنك بهذا يا إسماعيل بن مرسي قد شهدت علي رسولك أنه كان لا يستطيع أن يملك شهوته فتزوج هذا العدد الكبير من النساء؟! ولهذا الشيطان أو الشاك أو الجاهل أقول وبالله التوفيق: أنا في إجابة هذا السؤال لابد أن لا أخرج عن إجابتين، فأقول نعم أو لا؟ وأنا ملتزم بما ألزمتك به أيها السائل المفكر، ولك أقول وبالله تعالي نتأيد: هبك أي افرض أن الإجابة هي نعم. لم يستطيع أن يملك نفسه مهما حاول، فكانت طاقته الجنسية مرتفعة وقدراته كذلك، فكان هذا الرجل المسمي محمد صلوات ربي وسلامه عليه قوته الجنسية عالية فلم يطيق صبراً علي النساء، فماذا يفعل؟ أيحل لنفسه ما أحله له ربه من زواج النساء، فينكحهن من أوليائهن ويعطيهن كافة حقوقهن وكذلك حقوق أولادهن كاملة وزيادة، ويحترمهن ويقدرنهن ولا يؤذيهن وهن لجمعهم معًا جميعاً علي ذمته راضين محبين وأكثر من هذا، أم يبيح لنفسه ما حرم الله عليه من النساء؟؟ إن قلت يبيح لنفسه الزنا ويستحل فروج النساء بالحرام الذي ينهي عنه من أسلم لرب العالمين، فقد شهدت علي نفسك بأنك لا تستحق حتى أن يطلق عليك لفظ إنسان أو حتى كائن حي، فمن هو مثلك لا دم ولا حياة في وجهه. وكفانا الله شر مناظرتك وجدالك. ولو قلت يستحل ما أحله الله ويحرم ما حرمه الله، فطالما أن ربه أباح له ذلك فهذا من حقه أولاً وأخيراً، والله تعالي يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما}الأحزاب50 يا أيها النبي إنَّا أبَحْنا لك أزواجك اللاتي أعطيتهن مهورهن, وأبَحْنا لك ما مَلَكَتْ يمينك من الإماء, مما أنعم الله به عليك, وأبحنا لك الزواج من بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك, وأبحنا لك امرأة مؤمنة مَنَحَتْ نفسها لك من غير مهر, إن كنت تريد الزواج منها خالصة لك, وليس لغيرك أن يتزوج امرأة بالهِبَة. قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بألا يتزوجوا إلا أربع نسوة, وما شاؤوا من الإماء, واشتراط الوليِّ والمهر والشهود عليهم, ولكنا رخصنا لك في ذلك, ووسَّعْنا عليك ما لم يُوسَّع على غيرك؛ لئلا يضيق صدرك في نكاح مَن نكحت مِن هؤلاء الأصناف. وكان الله غفورًا لذنوب عباده المؤمنين, رحيمًا بالتوسعة عليهم. قال أبو عمر: وإن قلت لك أيها الإنسان أن رسولك صلي الله عليه وسلم، لم يكن بالرجل الذي تسيطر عليه شهوته، ولا بالذي تسيطر عليه هفوات وشهوات وشبهات البشر، ولا يسيطر عليه وعلي كل أفعاله من أقوال ولفتات إلا قول الله تعالي وحده، عليك أن تصدقني في قولي هذا فمحمد بن عبد الله هو سيد ولد آدم -والفخر لكل مسلم موحد من أمة هذا النبي صلوات ربي وسلامه عليه-، الأمي الذي علم العلماء، واليتيم الذي ساد دينه ورجاله الأرض يوماً من الأيام وستعود تلك الأيام بإذن الله تعالي متى شاء الله تعالي مرة أخري. فمحمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه قبل أن يكون نبياً لم يتزوج إلا امرأة واحدة أكبر منه بسنوات عدة وهو كان مازال شاباً تملأه الفحولة والذكورة والرجولة، وظل مخلصاُ لها طوال حياتها، وملأ حياتها حباً وإخلاصاً ورعاية، حتى بُعث إليه برسالة ربه ودين الإسلام، وحتى توفاها ربها، وهي أم المؤمنين سيدة نساء العالمين، خديجة بنت خويلد، ثم بعد هذا استسلم الرسول محمد صلوات ربي وسلامه عليه لأمر ربه، فكلما أمره بالزواج من امرأة معينة تزوجها تسليما لقضاء الله تعالي، وأحسن إليهن كلهن وعدل علي قدر طاقته، في كل ما يمكنه العدل فيه إنسان نبي، والحمد لله رب العالمين. قال أبو محمد: وقد نص الله تعالى على إباحة ما ليس عدلاً عند المعتزلة بل على الإطلاق وعلى المحاباة حيث شاء، وكل ذلك عدل منه قال عز وجل: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ} النساء129. وقال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم}النساء3. فأباح تعالى لنا أن لا نعدل بين ما ملكت أيماننا، وأباح لنا محاباة من شئنا منهن؛ فصح أن لا عدل إلا ما سماه الله عدلاً فقط، وإن كل شيء فعله الله فهو العدل فقط لا عدل سوى ذلك. وكذلك وجدنا الله تعالى قد أعطى الابن الذكر من الميراث حظين؛ وإن كان غنياً مكتسباً، وأعطى البنت حظاً واحداً؛ وإن كانت صغيرة فقيرة. فبطل قول المعتزلة وصح أن الله تعالى يحابي من يشاء ويمنع من يشاء، وإن هذا هو العدل لا ما تظنه المعتزلة عدلاً بجهلها وضعف عقولها. قال أبو عمر:يريد الإمام بهذه المثل وباقي الأمثلة الآتية، أن يوجه نظر وفكر القارئ الكريم، أن الأمر كله لله تعالي لا شريك له فيه، وأنه تعالي خالق كل شيء، وأن الظلم هو ما سماه تعالي ظلماً لا ما يراه الناس بعقولهم وأهوائهم ظلماً، وأن الحسن هو ما حسنه الله تعالي لا ما اعتقد الناس بعقولهم وأهوائهم أنه حسن، وأن القبيح هو ما قبحه الله تعالي لا ما ظنه الناس بعقولهم وبأهوائهم أنه قبيح. فدل كل هذا وأمثاله علي أن لله تعالي الأمر من قبل ومن بعد بحجة العقل والمنطق نفسه. جزء من كتاب الإنسان الجزء الثاني الفصل الثاني: علّة الخلق الفصل الثالث: أفكار شيطانية قريباً بالأسواق
__________________
سارق الزهرة مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعي الباسل الخطر وقاتل الجســـــم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشـــــر |
#4
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك شيخنا الحبيب على الطرح الكريم ونسأل الله تعالى ان يفقهنا في ديننا بالتوفيق |
#5
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
مجهود طيب شيخنا الكريم بارك الله فيك قبل أن أقول رأيي ، أحب أولاً أن أعرف من هما هذان الرجلان اللذان ذكرتهما في مقالك هذا: أبو عمر و أبو محمد؟ جزاك الله خيراً. |
#6
|
|||
|
|||
![]() شرع ما قبلنا شرع لنا اذ لم يعارض شرعنا اما اذ عارضه فنرميه خلفنا وناخذ بشرعنا.. وعلى هذا فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه ولم من تسع نسوة... وشرع لنا الزواج من اربع فيكف تقول ان الاسلام لم ينادي بالتعدد الم يقل سبحانه وتعالى
( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3) النساء. لقد شرع الله الزواج للمسلم من اربع وهذا في حد ذاته مناداه فكيف تقول اخي ان الشرع لم ينادي بالتعدد...؟ اما المحبه التي في القلب لا يؤاخذ عليها الانسان ولا ياثم لانها ليس من كسبه الذي يؤاخذ عليه بل هي من الله يلقيها في قلب العبد والمطلوب هنا العدل النسبي المقدور عليه من حيث النفقه والمبيت والمعامله الحسنه واهم امر ينبغي الاخذ به في الحسبان هو طباع المرأة فلا ينبغي لرجل ان يتزوج من امرأة حادة الطباع حمقاء تنقص عليه حياته فالذي يريد ان يتزوج من امرأة او اكثر عليه مراعاة ما ذكرت حتى تكون حياته مع نساءه حياة سعيدة من غير كدر لان القلب من الممكن ان يحمل في طياته حب اكثر من واحده اذ كن من ذوات الاطباع الحسنه هذا هو القلب الكبير اما اذ كان قلب ضيق صغير فلا اظنه يستطيع ان يحب حتى امرأة واحدة وهذا امر مشهود من واقعنا المعاصر فكم من امرأة جميلة هادئة متدينة مخلصه لزوجها لم تظفر بأدنى درجات حب زوجها لها ... وتحدث المشاكل والفراق بينهما فالقلب الكبير يشمل بسماحته كل الزوجات بل ويشتاق الى من لم يأتي دورها
__________________
![]() اذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي حديث
|
#7
|
||||
|
||||
![]() أشكر كل من قرأ وأشكر كل من علق، كذلك أشكر كل من شكر وكل من أنكر،والله ولي المؤمنين، اما الذين كفروا فلا مولي لهم، ولا نكلف أحد بما نقول، فهو ما نكلف به أنفسنا أمام الله تعالي وحده لا شريك له وأمرت أن أكون من المسلمين.
أخوكم المحب المخلص أبو عمر ابن حزم المصري: إسماعيل مرسي أحمد. ولأخي السائل أبو عمر هو أخوك في الله اسماعيل مرسي أحمد أبو محمد هو أستاذي الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي والله ولي التوفيق،
__________________
سارق الزهرة مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعي الباسل الخطر وقاتل الجســـــم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشـــــر |
#8
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك شيخنا الحبيب على الطرح الكريم ونسأل الله تعالى ان يفقهنا في ديننا ولى عودة معك على الخاص |
#9
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع |
#10
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع
معلهش التصويت كان قبل ما اقرأ الموضوع كويس
__________________
الاسلام هو دين علم وانسانية وصدق وامانة واخلاص وتسامح ومساواة وفكر متطور وعقل متنور،دين يدعو الى الحداثة والبحث والمتابعة والتجدد والغور في شتى انواع العلوم وغزو الفضاء والبحار،وهل هو قرأن كريم كتاب علم لم يستطيع كبار العلماء لغاية اليوم من فك اسراره العلمية التي استبقت الزمن بالاف الاعوام ،كتاب زاخر بنظريات وحقائق علمية لم يصلها الى اليوم العلماء وكبريات دور العلم والبحوث في العالم . الاسلام الحقيقي دين يطلب من المسلم ان يتعلم ويٌعلم ،يتثقف ويبدع يتسامح ويحب،يحترم الاخر طفلاً كان أم شيخاً |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |