مشروعية إطالة الركعة الأولى والحكمة منه وما يقاس عليه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما هي أبرز أسباب تأخر النطق عند الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعشاب تدر الحليب: تعرف عليها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أطعمة خالية من اللاكتوز: قائمة بأفضلها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          علاج هشاشة العظام بالأكل: هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          علاج التجشؤ بالأعشاب: 7 أعشاب فعالة ومجربة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حمية dna: خطوة نحو تغذية مخصصة لصحتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف يتم علاج سوء التغذية؟ دليلك الشامل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دليلك للأكل الصحي عند الإصابة بالتسمم الغذائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          7 أطعمة تسبب الغازات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          علاج العصبية: كيف تتحكم بانفعالاتك بعقلانية وهدوء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2024, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي مشروعية إطالة الركعة الأولى والحكمة منه وما يقاس عليه

لماذا كان صلى الله عليه وسلم يطوِّلُ الركعةَ الأولى في الصلاة؟

عبدالله بن يوسف الأحمد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالأصل في تطويل الركعة الأولى ما روى البخاري في صحيحه (767 و788)، عن أبي قتادة قال: ((كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأُولَيَينِ من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، يُطوِّل في الأولى، ويُقصِّر في الثانية، ويُسمِع الآية أحيانًا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يُطوِّل في الأولى، وكان يطوِّل في الركعة الأولى من صلاة الصبح، ويُقصِّر في الثانية)).

وترجم البخاري للحديث في أحد مواضعه من صحيحه بقوله: "باب: ‌يطول ‌في ‌الركعة ‌الأولى".

وهو ظاهر عملِ الصحابة في صلاة الجماعة؛ كما أخرج البخاري (3700) من حديث عمرو بن ميمون "أن عمر بن الخطاب ربما قرأ سورة يوسف أو سورة النحل في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس".

وكان الإمام أحمدُ يُنكِر على من قصَّر الركعة الأولى، وأطال في الثانية، ويقول له: "تعلَّم"، وذُكر له مرة عن رجل يقصِّر في الأولى، ويُطيل في الثانية، فقال: "لا ينبغي هذا، يُقال له، ويُؤمر"؛ ا.هـ.

وأصحاب المذاهب حين تناولوا هذا الحكم، تفاوتوا في إطلاق سُنِّيَّة إطالة الركعة الأولى في كل الصلوات، أو تقييدها بالفرائض، أو بما كان وقته من الصلوات مَظِنَّةً لتأخُّرِ الْمُصلِّين كصلاة الفجر، وأكثر أصحاب المذاهب أخذًا بظاهر هذه السُّنَّة الحنابلةُ فالأحنافُ والمالكيةُ؛ حيث استحبَّ الحنابلة - وكذلك الظاهرية - إطالةَ الركعة الأولى من كل صلاة، وخصَّه المالكية بالفرائض دون النوافل، وخصَّه الأحناف بالصلوات التي تُقام وقت النوم والغفلة؛ [بدائع الصنائع (1/ 206)، وشرح الزرقاني (1/ 372)، والمغني (2/ 277 – 278)، والمحلى (3/ 28 - 29)].

وأما الشافعية، فقد استحبوا إطالة الركعتين الأُولَيَين مع التسوية بينهما في مقدار الإطالة، باستثناء ما تزيد به الركعة الأولى من دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، وخالفهم من المحدِّثين منهم ابن حجر، فاستحب إطالة الركعة الأولى في جميع الصلوات؛ [فتح الباري (2/ 261)].

ومن اللطائف التي ذكرها بعض الفقهاء من المالكية مسألتان اجتهاديتان ذواتا منازع دقيقة:
الأولى: كراهة المبالغة في تقصير الركعة الثانية، إذا كان نقصُها عن الركعة الأولى بنحوِ الرُّبُع.

الثانية: كراهة أن تكون الركعة الثانية أطول من الأولى، إلا أن يكون وجد حلاوةً وفي نافلة.


ذلك، وإن في هذا الحديث مسائلَ وفوائدَ متصلةً بمبحثه؛ وهي كما يأتي:
المسألة الأولى: الحكمة من تطويل الركعة الأولى:
الحكمة - والله أعلم - هي إعانة المصلِّين على إدراك الركعة الأولى؛ حيث كانت الركعة الأولى حديثة عهد بإقامة الصلاة، ولذلك قال أبو قتادة: "فظننا – أي: تيقَّنَّا – أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى"؛ [رواه عنه أبو داود في سننه برقم: 800]، وقال عطاء [عبدالرزاق (3710)]: "إني لَأُحِبُّ أن يطول الإمام الأولى من كل صلاة حتى يكثر الناس، فإذا صليت لنفسي، فإني أحرص على أن أجعل الأُولَيَين سواءً"؛ ا.ه‍، والأصل المتقرر أن من أعان على برٍّ وخير، كان له من الأجور مثل أجر فاعله.

وإن استقام أن تكون هذه الحكمة علَّةً، نُدِبَ للإمام أن يتريَّث في ركوعه، إذا سمِع قرع أقدام الداخلين إلى المسجد، بما لا يشق على المصلين، وهذا هو منصوص الحنابلة.

المسألة الثانية: استحباب إتمام السورة التي تُقرأ بعد الفاتحة، وقد حكى ابن رجب الاتفاق على ذلك [فتح الباري (7/ 7)]، وقال رحمه الله: "فإنْ قَرَأَ السورة في ركعتين لم يُكره - أيضًا - وقد فعله أبو بكر الصديق... وإن قرأ في الركعتين ببعض سورة: إما في أوائلها، أو أواسطها، أو أواخرها، ففي كراهته خلاف عن أحمد..."؛ [انتهى كلامه]، ومما يدل أن عمل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كان على إتمام السورة التي تستفتح بعد الفاتحة في الجملة، أنهم كانوا يُتِمُّون عامةَ ما نُقِل عنهم قراءتُه في الجهريات من الفرائض والنوافل؛ كقراءة سورتي السجدة والإنسان تامَّتين صبحَ الجمعة، وقراءة سورتي الجمعة والمنافقين، وسورتي الأعلى والغاشية، تامتين تامتين في صلاة الجمعة، وقراءة سورة الأعراف تامَّةً في صلاة المغرب، مع دنوِّ وقت خروجها، إلا أنه صلى الله عليه وسلم أتمها لما ابتدأها، وكذلك فعل لما قرأ بسورة الطور وسورة المرسلات في المغرب، وبسورتي ق والقمر في صلاة العيد، وبالسور الطوال في نافلة الليل، فإنه أتم البقرة حين افتتحها، ثم كذلك في آل عمران والنساء، ولذلك كتب عمر إلى أبي موسى يأمره أن يقرأ بأوساط المفصَّل، فيما أورده الترمذي معلقًا.

المسألة الثالثة: كيف كانوا يعرفون قراءته في الركعة السرية؟
أولًا: بجهره بالآية أحيانًا، وباضطراب لحيته صلى الله عليه وسلم ثانيًا؛ كما روى البخاري (768) عن أبي معمر قال: ((سأَلْنا خبَّابًا: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته)).

ومعرفة قراءته صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته يدل على أن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثيفة، وكلما أرخى الرجل لحيته، كان ذلك أبْعَدَ له عن التشبُّه بالمجوس، وأبعد له عن التشبُّه بالنساء والمردان: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾ [النساء: 32].

المسألة الرابعة: وجوب تحريك اللسان والشفتين في قراءة القرآن والذِّكْرِ:
ذلك أن اضطراب لحيته صلى الله عليه وسلم يدل على تفعيل اللسان والفكَّين والشفَتَين في قراءة القرآن سرًّا، وعلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يعطي الحرف حقه من المخرج والحركة، وهذا القدر لا بد منه في القراءة والذكر، فإن أسمع نفسه ومن يليه في كل القراءة، انتقل من مرتبة الإسرار والمخافتة إلى مرتبة الجهر بالقراءة.

والحمد لله أولًا وآخرًا، حمدًا كثيرًا طيبًا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]