|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير سورة الأنعام الآيات (131: 133) يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴾ [الأنعام: 131] ﴿ ذَلِكَ ﴾ أيْ: الْإِعْذَارُ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ ﴿ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ ﴾ أي: لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ﴿ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾ لَمْ يُنْذَرُوا، ولَمْ يَأْتِهِمْ رَسُولٌ[1]. وفي الآية فائدتان: أحدها: أَنَّ فِيهَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُهْلِكُ الْقُرَى إِلَّا بَعْدَ إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِليهِمْ، وَارْتِفَاعِ الْغَفْلَةِ عَنْهُمْ بِذَلِكَ، وَتَحَقُّقِ الْإِنْذَارِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴾ [الملك: 8، 9]، والْآيَاتُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ[2]. والثانيةُ: أَنَّ فِيهَا دَليلًا أَيْضًا عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُهْلِكُ الْقُرَى إِلَّا بِسَبَبِ ظُلْمِ أَهْلِهَا؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾ [النمل: 52]. ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 132] ﴿ وَلِكُلٍّ ﴾ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴿ دَرَجَاتٌ ﴾ مَرَاتِبُ وَمَنَازِلُ ﴿ مِمَّا عَمِلُوا ﱐ ﴾ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ[3]. ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ بَلْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَليَهِ، وَلَا تَخْفَى عَلَيهِ مِنْهُ خَافِيةٌ، وَسَيُجَازِيهِمْ عَلَى أَعْمالِهِمْ، كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرى: ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الأحقاف: 19][4]. ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 133]. ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ﴾ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ وَعِبَادَتهِمْ[5] ﴿ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ﴾ بِإِهْلَاكِكُمْ. ﴿ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ ﴾ مِنَ الخَلْقِ ﴿ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ﴾ أي: كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَسْلِ خَلْقٍ آخرِينَ كَانُوا قَبْلَكُمْ[6]. وَالْآيَةُ فِيهَا قُدْرَةُ اللهِ تَعَالَى الْعَظِيمَةُ عَلَى هَلَاكِ الْخَلقِ كُلِّهِمْ، وَاسْتِخْلَافِ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ يُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَمْتَثِلُونَ أَمْرَهُ، وَيَجْتَنِبُونَ نَهْيَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ﴾ [النساء: 133]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [فاطر: 15، 16]، وَقَالَ تَعَالَى ﴿ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]. [1] ينظر: تفسير البغوي (3/ 190). [2] ينظر: جامع المسائل لابن تيمية (5/ 47-48). [3] ينظر: تفسير الطبري (9/ 564)، تفسير ابن كثير (3/ 306). [4] ينظر: تفسير القرطبي (7/ 87)، فتح القدير (2/ 186). [5] ينظر: تفسير القرطبي (7/ 88)، تفسير ابن كثير (3/ 342)، تفسير الجلالين (ص185). [6] ينظر: تفسير الطبري (7/ 581)، تفسير النسفي (3/ 187).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |