في التشدُّد والتفلّت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024201 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301444 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119047 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40240 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367085 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-07-2024, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي في التشدُّد والتفلّت

في التشدُّد والتفلّت

بقلم: محمد عادل فارس

منذ قرأت العبارة الحكيمة التي ذكرها الإمام سفيان الثوري ، وهو يضع الضوابط بين التشدّد والتفلّت … وأنا أزداد إعجاباً بها ، لأنها تلخص واحدة من نظريات الإسلام في السلوك المعتدل .

العبارة تقول : " التشدّد كل الناس تُحْسِنُه ، ولكن العلم رخصةٌ من عالِم " .

نعم ، بإمكان أي واحد من طلاب العلم ، فضلاً عن المتقدّمين فيه ، أن يوسِّعوا من دائرة الحرام ليُدْخلوا فيه ما ليس منه ، وتكون حجّتُهم في ذلك مفهومة ، ودافعهم نبيلاً ، فباسْم الورع وسد الذرائع واتّقاء الشبهات … يُدخلون كثيراً من الحلال في دائرة الحرام . ولو أنّهم ميّزوا الحرام من الحلال ، والبيّنات من الشبهات ، والمتّفق عليه من المختلف فيه … فشدَّدوا حيث يحسُن التشديد ، وندبوا حيث يحسن الندب ، وشحذوا العزائم للترقّي في مدارج التقوى ، وعرفوا ما له أولوية فقدَّموه ، وما ليس كذلك فأخّروه …

لو أنّهم فعلوا ذلك لقدّموا لأبناء الإسلام خيراً عظيماً ، ولاستثاروا في نفوسهم أنبل المشاعر ، واستخرجوا عظيم الطاقات … من غير أن يحرجوهم ويحدثوا شرخاً بين السابق بالخيرات والمقتصد فيها .

وبالمقابل فإن أناساً استهواهم الترخُّص والتيسير … وكان زادهم من العلم محدوداً ، وبضاعتهم مزجاة … فصار كل شيء عندهم مباحاً ، أو كاد ، واقتنصوا الحجج لها يحسبونه تيسيراً ، من أحاديث واهية مردودة ، أو أقوال شاذّة وزلات لبعض العلماء ، ولكل عالم زلّة ، والمعصوم من عصمَه الله .

ولو أن هؤلاء تزوّدوا بالعلم الشرعي الرصين لعلموا حدود كل قول ، ومكانته بين أقوال العلماء ، ولعرفوا ما هو رخصة شرعية ، وما هو انفلات من قيود الشرع .
من هنا ندرك أهميّة الكلمة التي نقلناها عن الإمام الثوري ، رحمه الله . فليس الخير في التشدّد ، ولكن الرخصة تؤخذ من أهل العلم الراسخين . ومن هنا كذلك ندرك فداحة الأمر حين نجد مسلماً يشنّع على مسلمين وهم يعملون أعمالاً لها وجه شرعيّ ، قد يكون ( هذا الوجه ) في قوة الوجه الشرعي التي يدعو هو إليه ، أو أقوى منه … في الوقت يغفل هذا المسلم وكثير من المسلمين عن كبائر ترتكب في المجتمع ، أجمع العلماء على تحريمها ، ويسكت عن مخاطر تحيق بعقيدة الأمة وقيَمها ومقدّساتها …

وحين ننظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة نلاحظ كم كان صلى الله عليه وسلم ييسّر على أصحابه في كثير من أمورهم اليومية ، ويشتدّ غضبه حين تنتهك حرمة من حرمات الله ، أو حين يجد من يميل إلى التشدّد فيما لم يشدِّد به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومع أن الشواهد على هذا وذاك كثيرة متداولة معروفة ، فمن الخير أن نذكر للقارئ نماذج منها :

1. " بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " رواه الإمامان أحمد ومسلم .

2. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " … إن الدين يُسْرٌ ، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبهُ ، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا " رواه البخاري وغيره .

3. عن عروة بن الزبير رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه . وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها . رواه البخاري وغيره .

4. عن جعفر عن أبيه عن جابر رضي الله عنه قال … " وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش : صبَّحَكُم مَسَّاكم … " رواه الإمام أحمد .

5. ومن ذلك مثلاً : ما جاء عن غُضيف بن الحارث قال : ( قلت لعائشة رضي الله عنها : أرأيتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول الليل أو في آخره ؟ قالت : ربّما اغتسل في أول الليل أو في آخره . قلتُ : الله أكبر ، الحمد لله ، الذي جعل في الأمر سَعَة … قلت : أرأيتِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُوْتِر أول الليل أم في آخره ؟ قالت : ربما أوتر في أول الليل ، وربما أوتر في آخره . قلتُ : الله أكبر ، الحمد لله ، الذي جعل في الأمر سعة … قلتُ : أرأيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقرآن أم يخفُت به ؟ قالت : ربما جهر به ، وربما خَفَتَ . قلتُ : الله أكبر ، الحمد لله ، الذي جعل في الأمر سعة ) رواه أبو داود .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.72 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]