|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عشرون درسًا من قصة آدم وحواء في القرآن الكريم د. صهيب هاني محمد عبود الحمد لله رافع السماء بلا عماد، وباسط وخافض الوهاد، أحمده حمدًا عدد كل شيء، وملءَ كل شيء، ثم الصلاة والسلام على من حبَّر القرآن تحبيرًا، وارتقى في مراقي إتقانه شأْوًا كبيرًا، وعلى من سلكَ منهجه في حسن التغني، واقتفى سنته في التزيين والتجلي، أما بعد: فقد قص الله علينا في كتابه قصص الغابرين؛ لتكون لنا عظةً وعبرةً، فنقتفي من خلالها سنن الأنبياء والمرسلين، ونهتدي بهدي القرآن الكريم، وكان مما قصَّه الله تعالى علينا في كتابه، قصة آدم وحواء- عليهما السلام- وهما أصل وسبب الوجود الإنساني، فقد تكاثر منهما بشرٌ كثيرٌ، وقد أشار الله تعالى إلى أصل تكاثر البشر من آدم وحواء في كتابه، فقال جلَّ شأنه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]، وقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]، وفي هذه العجالة السريعة سأذكر بحول الله وقوته الدروس المستخلصة التي نستفيدها من قصة آدم وحواء من خلال تدبر الآيات القرآنية، بحول الله تعالى وقوته، وهي كالآتي: 1- فضيلة آدم- عليه الصلاة والسلام- وأنه خليفة الله تعالى في الأرض. 2- أن الملائكة قد فُطروا على الخير فلا يفعلون الشرَّ على الإطلاق؛ ولذلك أنكروا فعل الإفساد في الأرض. 3- قيمة وفضيلة العلم، فقد علَّم الله تعالى آدم أسماء كل شيء، وأطلعه على ما لم تحط الملائكة به علمًا. 4- أن عداوة إبليس لآدم سببُها الحسد من إبليس لآدم؛ لأن الله تعالى خصَّه بهذه المزية على غيره. 5- تحذير الله تعالى لذرية آدم من طاعة الشيطان فيما نهى عنه سبحانه. 6- عدم اليأس من رحمة الله تعالى بعد الذنب، والمسارعة إلى التوبة من الذنوب والمعاصي. 7- أن الزوجة يجب أن تُعين الزوج على طاعة الله تعالى وفعل ما يرضيه سبحانه، فقد روى البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ يَعْنِي «لَوْلا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُن أُنْثَى زَوْجَهَا»[1]. 8- فضل الله تعالى على آدم بأن أعطاه كلماتٍ تاب عليه بها، فهو المتفضل بتيسر التوبة وقَبولها من آدم وذريته. 9- عاقبة الكبر والحسد الطردُ من رحمة الله تعالى، ودليل ذلك أنه لمَّا امتنع إبليس من السجود لآدم – عليه السلام- طرده الله من رحمته، قال سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الحجر: 34، 35]. 10- أن الشيطان لا يفتر عن الوسوسة لذرية بني آدم، فإنه يحاول بكل الطرق والوسائل ليضل عن سبيل الله تعالى، ويغوي بني آدم بالمعصية، قال سبحانه: ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17]. 11- أن الشيطان له أعوان كُثر يعاونونه في إغواء بني آدم، فمنهم الذي يمشي على رجليه، ومنهم الذي يمشي راكبًا، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الإسراء: 64]. 12- أن الشيطان يكذب ويقسم بالأَيمان الكاذبة؛ ليوقع بني آدم بالمعصية، قال سبحانه: ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 21، 22]. 13- وجوب سرعة المبادرة إلى الله تعالى بالتوبة من المعصية بعد فعلها، ولا يتمادى العاصي بالمعصية ويسوِّف التوبة، فقد بادر آدم وحواء بالتوبة مباشرة بعد الأكل من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها، قال سبحانه: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]. 14- أن تقوى الله تعالى خير لباس يلبسه المؤمن؛ ليقيه من شرور الشيطان ووساوسه، قال الله تعالى: ﴿ يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]. 15- أن الشيطان يسعى لنشر العُري والفواحش؛ لنشر الشرور والفتن بين الناس، والعري هو أصل كثير من الفتن التي تحصل اليوم، قال سبحانه: ﴿ يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]. 16- أن عباد الله المخلصَين الذين يلزمون طاعة الله تعالى فيما أمر، وينتهون عما نهى عنه وزجر، ليس للشيطان عليهم سبيل، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65]. 17- أن من مظاهر تكريم الله تعالى لبني آدم أنه خلق أباهم بيديه، وكفى بهذا شرفًا، قال تعالى: ﴿ قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾ [ص: 75]. 18- أن إبليس له ذريةٌ يتناسلون ويتكاثرون، قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50]. 19- أخذ الدروس والعِبَر من قصة آدم بألَّا نتَّبع خطوات الشيطان، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام: 142]. 20- ينبغي للإنسان إذا سُئل عن علم وهو لا يعلم أن يسند إلى عالمه إذا كان لا يعلمه، قال تعالى: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32]. [1] صحيح البخاري 4 /132، حديث رقم 3330.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |