|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ خالد سعد النجار بسم الله الرحمن الرحيم {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) } {{وَيُعَلِّمُهُ}} قرأ نافع، وعاصم: {{ويعلمه}} بالتحتية، أي: يعلمه الله. وقرأه الباقون بنون العظمة: { {ونعلمه}} ، على الالتفات. {{الْكِتَابَ}} الخط والكتابة، وفيه شرف الكتابة وفضلها. {{وَالْحِكْمَةَ}} وأحسن ما قيل في الحكمة: قول مجاهد ومالك: إنها معرفة الحق والعمل به، والإصابة في القول والعمل. والحكمة حكمتان: علمية وعملية.. فالعلمية: الاطلاع على بواطن الأشياء ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقا وأمرا، قدرا وشرعا، والعملية: كما قال صاحب المنازل: وهي وضع الشيء في موضعه. {{وَالتَّوْرَاةَ}} كتبها الله تعالى كتابة بيده، قال تعالى: {{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ}} [الأعراف:145] ولهذا قال أهل العلم من علماء السلف: إن الله تعالى غرس جنة عدن بیده، وخلق آدم بیده، وكتب التوراة بيده سبحانه وتعالى، ونزلت ألواحاً على موسى وفيها ما تقتضيه المصلحة، والحاجة والضرورة في ذلك الوقت. {{وَالْإِنْجِيلَ}} روي أن عيسى كان يستظهر التوراة والإنجيل، ويقال لم يحفظها عن ظهر قلب غير: موسى، ويوشع، وعزير، وعيسى. وذَكر الإنجيل لمريم وهو لم ينزل بعد لأنه كان كتاباً مذكوراً عند الأنبياء والعلماء، وأنه سينزل. {{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} } قائلا لهم {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ} أرسلت إليكم من جانب الله، ونظيره قوله تعالى: {{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ}} [الزخرف:63] {{بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}} فيه الإشارة إلى وجوب قبول رسالته لأنها من الله تعالى. {{أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ}} أصور لكم، لا الخلق الذي هو الإِنشاء والاختراع إذ ذاك لله تعالى. {{مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}} الهيئة: الصورة والكيفية أي أصور من الطين صورة كصور الطير. {{فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}} هذا من أجل تحقيق التوحيد، بإظهار العبودية، ونفي توهم المشاركة في خلق الكائنات. وفي قراءة سبعية: {{فيكون طائراً بإذن الله}} ، والقراءتان لكل واحدة منهما معنى يكمل الأخرى، فقوله: {{فيكون طيراً} } أي طيراً حيا بعد أن كان على صورة الطير وليس فيه روح، وقوله: {فيكون طائراً} أي: يطير، تشاهدونه يطير بالفعل، فعندنا ثلاث مراتب: تصوير على هيئة الطير، وطير فيه روح على قراءة {فيكون طيراً}، وطير يطير بالفعل على قراءة {{فيكون طائراً}} بإذن الله. ** وفيه أن ما فعل بأمر الله فهو حلال مباح وإن كان نظيره بدون أمر حراماً، فلو أن أحداً أراد أن يصنع تمثالاً من الطين على هيئة الطير لكان ذلك حراما، لكن لما كان هذا بأمر من الله كان هذا حلالاً، ولهذا نظائر: السجود لغير الله شرك والسجود لغير الله بأمر الله طاعة، ولهذا سجد الملائكة لآدم فكانوا طائعين، واستكبر عن ذلك إبليس فكان من الكافرين.. قتل النفس المحرمة ولاسيما ذو الرحم من كبائر الذنوب، وإذا كان بأمر الله كان مما يقرب إلى الله، فإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أُمر بذبح ابنه إسماعيل فامتثل، وكان امتثاله لذلك طاعة الله عز وجل.. هكذا خلق عيسى كهيئة الطير لينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله، هذا من الأمور التي أبيحت له بأمر الله عز وجل. {{وَأُبْرِئُ}} أشفي، والبرءُ في الأصل من البراءة، والبراءة من الشيء السلامة منه. {{الْأَكْمَهَ}} هو الذي يولد أعمى، وقيل: من ولد بلا عين، وهذا أبلغ في القدرة. {{وَالْأَبْرَصَ}} داء جلدي عبارة عن بقع بيضاء شديدة البياض تظهر على الجلد، فإن كانت غائرة في الجلد فهو البرص، وإن كانت مساوية لسطح الجلد فهو البهق، ثم تنتشر على الجلد فربما عمت الجلد كله حتى يصير أبيض، وربما بقيت متميزة عن لون الجلد. وأسبابه مجهولة، ويأتي بالوراثة أحيانا، وهو غير معد. والعرب والعبرانيون واليونان يطلقون البرص على مرض آخر هو من مبادئ الجذام، فكانوا يتشاءمون بالبرص إذا بدت أعراضه على واحد منهم. فإما العرب فكان ملوكهم لا يكلمون الأبرص إلا من وراء حجاب، كما وقع في قصة الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ الشاعر مع الملك عمرو بن هند [وحِلِّزة اشتقاقُه من الضِّيق. رجلٌ حِلِّزٌ ، إذا كانَ بخيلاً]. وأما العبرانيون فهم أشد في ذلك. وقد اهتمت التوراة بأحكام الأبرص، وأطالت في بيانها، وكررته مرارا، ويظهر منها أنه مرض ينزل في الهواء ويلتصق بجدران المنازل، وقد وصفه الوحي لموسى ليعلمه الكهنة من بني إسرائيل ويعلمهم طريقة علاجه، ومن أحكامهم أن المصاب يعزل عن القوم ويجعل في محل خاص، وأحكامه مفصلة في سفر اللاويين. ولهذا كان إعجاز المسيح بإبراء الأبرص أهم المعجزات فائدة عندهم دينا ودنيا. وقد ذكر فقهاء الإسلام البرص في عيوب الزوجين الموجبة للخيار وفصلوا بين أنواعه التي توجب الخيار والتي لا توجبه ولم يضبطوا أوصافه واقتصروا على تحديد أجل برئه. {{وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ}} ولا شك أنها آية عظيمة -وهي إحياء الموتى-، وهذا من آيات الله، وفي الآية الأخرى: {{وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي}} [المائدة:١١٠]، ففي الآيتين إحياء الموتى وإن كانوا على ظهر الأرض، وإحياء الموتى وإن كانوا في القبور وإخراجهم منها أحياء، يعني إذا ضممت هذه إلى هذه استفدت فائدتين أنه يحيي الموتى وهم على ظهر الأرض، ويحييهم وهم في بطن الأرض فيخرجون. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |