|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الشيخ الدكتور عصام العويد: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب القلب سر من أسرار الله في الأرض قال الله تعالى: {َأفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (النساء: 82)، قال الإمام السعدي –رحمه الله- في تفسير هذه الآية: يأمر تعالى بتدبر كتابه، وهو التأمل في معانيه، وأعمال الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك؛ فإن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته؛ فإنه يعرِّف بالرب المعبود، وما له من صفات الكمال، وما ينزه عنه من سمات النقص، ويعرِّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها، وما لهم عند القدوم عليه، ويعرِّف العدو الذي هو العدو على الحقيقة، والطريق الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها، وما لهم عند وجود أسباب العقاب. وكلما ازداد العبد تأملا فيه ازداد علما وعملا وبصيرة؛ لذلك أمر الله بذلك وحث عليه وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ}، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. من هنا كان لابد لنا من وقفة مع هذا الموضوع المهم، وكان من خير من نقف معه حول موضوع «فن تدبر القرآن» هو الشيخ الدكتور/ عصام بن صالح العويد –حفظه الله تعالى- العضو المؤسس في الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، وصاحب كتاب «فن التدبر»، وقد وفقنا الله تعالى لهذا اللقاء في التعريف بهذا الكتاب، وكيفية تدبر القرآن الكريم وفق منهج السلف الكرام رضي الله عنهم أجمعين. - بداية نود أن نسأل عن رسالتكم الموسومة بـ» فن التدبر»؟- الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد، فرسالة «فن التدبر»، هي الرسالة الأولى ضمن مشروع (تقريب فهم القرآن)، كتبتها لعموم المسلمين، لكل قارئ للقرآن يلتمس منه الحياة والهداية، والعلم والنور، والانشراح والسعادةَ، والمفاز في الدنيا والآخرة، وهي تمثل (المستوى الأول) لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وقد توخيتُ فيها الوضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلا. فأسأل الله أن يتقبلها بقبولٍ حسنٍ، وأن يجعَلها ذُخْراً أفرحُ بها حين ألقاه. - يشتكي البعض من عدم وجود لذة عنده عندما يقرأ القرآن، فما السبب، وما الحل؟ - المسلمون مع القرآن ثلاثة: 1- قسم أعرض عن كتاب الله وهؤلاء خُصماء رسول الله[ يوم القيامة: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان: 30). 2- وقسم يتلو كتاب الله تعالى لكنه لم يستشعر عظمته، ولم يُدرك حقيقته، ولم يقف على سلطانه، ولم يَدْرِ أين إعجازه، ومن أجله كانت هذه الرسالة التي كتبتها باسم فن التدبر. 3- وقسم يُراجع كتب التفسير، وله همة في فهم كتاب الله، لكنه يشعر بأنه ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم. فالسبب الرئيس لعدم الشعور بهذه اللذة عند تلاوة القرآن هو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزل من لدن حكيم عليم {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (النمل: 6). فلابد من هذا الفهم ـ بقدر طاقتك ـ وإلا فلن تبلغ مُرادك في الصلاح والإصلاح في الدنيا، ولا في الرفعة والدرجات في الآخرة. - وكيف نحقق الفهم الحق القرآن؟ - بإتباع منهج الذين قال فيهم الله عز وجل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح: 29)، وقال فيهم[ كما في الصحيحين عن عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ: «خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلُّمنا وتعلِيمنا للقرآن. - وما هو منهجهم في فهم القرآن؟ - كان السلف - رحمهم الله - من عظيم فقههم يتعلمون الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن، يتعلمون صغار العلم قبل كباره، يمتثلون قبل أن يستكثروا؛ فينبغي أن نسير على طريقتهم في ذلك. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان. وقد ورد عنه أيضاً أنه قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله[ وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلا عليهم ، ورزقوا علما به وعملا، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً. وقد وصف الصحابة حال قلوبهم أول سماعهم للقرآن، ففي الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعت النبي[ يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} (الطور: 35 - 37)، كاد قلبي أن يطير. - هل يمكن اكتساب فن التدبر للقرآن؟ - نعم، هذا الفن يمكن اكتسابه من خلال مراعاة هذه المراحل الخمس: - المرحلة الأولى: لابد من اليقين التـَّام أنك مع القرآن حي وبدونه ميِّت، مبصرٌ وبدونه أعمى، مهتد وبدونه ضال. ولذا كان وصف القرآن للمعرضين عنه في غاية الشِّدة من التَّنقُّص والذم، وخذ مثلاً واحداً على ذلك: قال الله عز وجل: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} (المدثر: 49 - 51). - والمرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب. والقلب سرٌ من أسرار الله في الأرض كما قال القائل: للقلب سرٌ ليس يعرف قدره إلا الذي آتاه للإنسان وقد وُصفت قراءة الفضيل بن عياض -رحمه الله - فقيل: كانت قراءته للقرآن قراءةً حزينة شهية بطيئة مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً. ومما يُبيِّن أن القلب هو المخاطب بدءاً بالقرآن، أنّ القرآن نزل أولاً على القلب: يقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (الشعراء: 192 - 195). - والمرحلة الثالثة لفن التدبر: كيف نقرأ القرآن؟ من عظيم شأن القرآن عند الذي تكلّم به سبحانه، أن كيفية القراءة لم تُترك لنا، بل جاء القرآن بالكيفية التي تكون عليها قرآته، قال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (الإسراء: 106)، وهو أمر بالمكث وترك العجلة عند القراءة، ويروى عن مجاهد بن جبر - رحمه الله - أنه سُئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة، وقيامهما واحد، وركوعهما وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل، ثم قرأ: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}. - والمرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟ منهج النبي[ في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاً قبل تعليم الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم «العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره». - والمرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كُتب التفسير؟ والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما: المصباح المنير: وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها ، وهو يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف رضوان الله عليهم أجمعين. فإن كان المصباح المنير فيه عُسُر؛ فزبدة التفسير للأشقر فيه نفع كبير. وتيسير الكريم الرحمن للعلامة السَّعدي؛ لأنه يعتني بالمعاني العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك، ويُصرِّح بالعقيدة الصحيحة، وينبِّه على مخالفة المخالفين لها، وغير ذلك مما يحتاجه عموم المسلمين. - كلمة أخيرة يحب الشيخ أن يوجهها لأهل الكويت عامة، ولقراء مجلة الفرقان خاصة. - كم في القلب لكم يا أهل الكويت من الإجلال والحب، كلما زرناكم ازددنا همة ومعرفة، ففضلاؤكم غرة في جبين الخليج نزدان بكم إذا تبارت الناس تفاخر بأشرافها ورفعت فوق رؤوسها تيجانها. وهنيئا لقراء «الفرقان» بفرقانهم، فكم أبرزوا من مهم كان مطمورا، وكشفوا من باطل كان ملتبسا، وحرروا من مشتبك كان مشكلا، فهم فرقان مدادهم من فرقان في فرقان إلى فرقان، ففرق الله بينهم وبين ما يسوؤهم عاجلا وآجلا، وجمع الله شمل الخير لهم في الدين والدنيا معا. الضيف في سطور - هو الشيخ الدكتور عصام بن صالح بن محمد العويد السبيعي نسبا الرسي موطنا، والرس إحدى مدن القصيم.- حفظ القرآن وبدأ في حضور دروس العلم مواظبا عليها في سن الثانية عشرة . - كما حضر عند الشيخ سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز والعلامة الفقيه ابن عثيمين والعلامة ابن جبرين وغيرهم رحم الله الجميع. - تخصصه الأكاديمي في السنة النبوية وعلومها، أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم السنة وعلومها، وهواه العلمي والدعوي في القرآن وتدبره. - ويعمل كعضو مؤسس في الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم. اعداد: وليد دويدار
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |