|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الدكتور محمد الحمود في الجزء الثاني من حواره مع الفرقان (2 – 2)الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة مهمة لمواجهة الفتن وجر البلاد للتناحر والتصادم أكد الشيخ الدكتور محمود الحمود أن الحوار بين الأديان والمذهب متنوع بحسب أهدافه وأغراضه، ومنه ما هو حق ووسيلة فعالة، ومنه ما هو باطل واضاعة للأوقات ولحقوق العباد والبلاد. وقال في الجزء الثاني من حواره مع «الفرقان»: إن روح التسامح يجب أن تسود بين أبناء البلد الواحد، مؤكدا أن روح التسامح وعمل الخير لابد منها في البلاد ذات الأديان المتعددة. ويرى أن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة مهمة لمواجهة الفتن والشرور ومحاولات جر البلاد للتناحر والتصادم الذي لا نحمد عقباه. وشدد على ضرورة أن تتمسك المرأة بحجابها وبالحق الذي هي عليه ما استطاعت إليه سبيلا، معربا عن استيائه من القانون الذي ظهر في الدول الأوروبية بمنع الحجاب ومتعجبا من هؤلاء الذين يدعون الحرية والعلمانية، وأن للإنسان أن يعتقد ما يشاء. الحوار بين الأديان- برأيك لماذا فشلت فكرة الحوار بين الأديان؟ وهل هناك نتيجة منتظرة من مثل هذا الحوار؟ - الحوار بين الأديان والمذاهب متنوع بحسب أهدافه وأغراضه، وبحسب أهله وأحوالهم، فمنه ما هو حق وخير، ووسيلة فعالة من وسائل إصلاح الفرد والجماعة والأمم، وذلك إذا كان دعوة وبيانا للدين، وبحثا عن الحق، وسبيلا إلى التعايش والتفاهم في الأرض، والتعاون على البر والخير. ومنه ما هو باطل، وإضاعة للأوقات، ولحقوق العباد والبلاد، إذا كان نقضا للدين الحق، وتمييعا لشرائع الإسلام، وطمسا لمعالمه، وإماتة لعقيدة الولاء والبراء، وإذا فقدت الضوابط والمقاييس الصحيحة منه. وحينئذ فإن حوار الأديان لا يرد مطلقا؛ لأننا بذلك قد نرد الحق الذي فيه، ولا نقبله مطلقا؛ لأننا بذلك نقبل الباطل الذي فيه. وكذا الحوار بين أهل السنة والجماعة والمذاهب البدعية وأهل الأهواء. أما أسس الحوار الصحيحة فأهمها: 1- الاتفاق على منطلقات ثابتة، وقضايا مسلَّمة ومتفق عليها بين الطرفين، وهذه المسلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها العقل السليم، ولا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين: كحُسن الصدق، وقُبح الكذب، وحسن الأمانة، وقبح الخيانة، وشُكر المحسن، ومعاقبة المذنب، أو تكون مسلَّمات دينية، لا يختلف عليها المعتنقون للديانات عموما: كالإقرار بالخالق الرازق المدبر، وكالإقرار بالرسل والملائكة واليوم الآخر ونحوها من المعتقدات الثابتة المتفق عليها. وبالوقوف عند الثوابت والمسلَّمات، والانطلاق منها، يمكن إيجاد قواسم مشتركة للحوار والتفاهم، ويتحدد بها مُريد الحق، ممن لا يريد إلا المراء والجدال. 2- سلوك الطرق العلمية والتمسك بها عند الحوار، ومن أهمها: ا - تقديم الأدلة المُثبِتة للقول، أو المرجِّحة للدعوى؛ قال الله سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وأما القول بغير دليل فمردود، كما قال سبحانه: {إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون} (يونس: 68). وقال سبحانه: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} (النجم: 28). ب - التأكد من سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض؛ فالمتناقض ساقط بداهة. ج - إثبات صحة المنقول من الحجج والأقوال، وفقا للقاعدة المعروفة: إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدَّعيا فالدليل. وغير ذلك. أما الآداب التي يجب أن يسير عليها الحوار فتتمثل في: العدل والإنصاف، وهما من أهم الضوابط والآداب في الحوار، فيجب على المحاور أن يكون منصفا فلا يرد حقا أبدا، بل عليه أن يقبل الأدلة الصحيحة التي يوردها محاوره، ويبدي إعجابه بالأفكار الصحيحة، وهذا الإنصاف له أثره العظيم لقبول الحق، واستمرار الحوار. وأما التعصب وعدم قبول الحق، فإنه من الصفات الذميمة في كتاب الله عز وجل، فقد أمرنا عز وجل بالعدل، فقال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان..} (النحل: 90). بل إن الله يأمرنا بالعدل والإنصاف حتى مع الأعداء فيقول: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْم عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8). فلا بد من التسليم للحق والقبول به إذا اتضح وبان، فلا يستنكف المتحاور من قبول الحق ولو جاء ممن هو دونه علما أو سنا أو قدرا، والرجوع للحق بعد أن يتبين له، خير من التمادي في الباطل. ومن الأخلاق العظيمة: التمسك بخلق الصدق والأمانة في النقل، والإخلاص والتجرد في طلب الحق من كل غرض دنيوي، ومصلحة عاجلة. وتجنب اللدد في الخصومة والتشدد، ومجاوزة حد الاعتدال، والأخذ باللين والرفق؛ فإن الله تعالى يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وقال تعالى: {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. وكذا البعد عن التهكم والسخرية والاستهزاء بالمخالف والإثارة والاستفزاز. ومن الآداب أيضاً: حسن الاستماع للآخر، وتدبُّر قوله الذي لا يتحقق إلا بحسن الاستماع له حتى آخره. كذلك من الأخلاق المهمة: الحلم والصبر أثناء الحوار، فالمحاور يجب أن يكون حليما صبورا، فلا يغضب لأتفه الأسباب؛ فإن ذلك يؤدي إلى النفرة منه والابتعاد عنه، والغضب لا يوصل إلى إقناع الخصم وهدايته، وإنما يكون ذلك بالحلم والعلم، والحلم من صفات المرسلين والمؤمنين، قال تعالى: {إن إبراهيم لأواه حليم} (التوبة: 114)، وقال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. ومن الأخلاق المطلوبة: البعد عن التسرع في إصدار الأحكام؛ إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون رويّة وتثبت، مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أخطاء وظلم للمخالف. وبعد: فالحوار مبدأ شرعي في دين الإسلام، وكتاب الله تعالى مليء بعشرات المحاورات التي يمكن الاستفادة منها في الباب المهم، وقد كتبت عدة كتب فيه يمكن الاستزادة منها، والله الموفق والهادي للصواب وحده لا شريك له. الوحدة - ما السمة التي يجب أن تسود بين أبناء البلد الواحد؟ - روح التسامح وحب الخير للجميع، يجب أن تسود بين أبناء الوطن الواحد. هذه الروح هي التي يجب أن تسود حتى في البلاد ذات الأديان المتعددة، أو المذاهب المختلفة، بين أبناء هذه الأديان: من التسامح وحب الخير وتحمل الآخر، والجدال بالتي هي أحسن، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة، والموعظة الحسنة، يجب أن يتحلى بذلك الجميع؛ لمواجهة الفتن والشرور، ومحاولات جر البلاد للتناحر والتصادم الذي لا تحمد عقباه. فهذا مما دعا إليه الإسلام، وحثت عليه الشريعة؛ قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. وقوة البلد لا تكتمل ولا تؤتي ثمارها، إلا إذا اقترنت بقوة مماثلة في جانب الوحدة الوطنية. وهذا لا يمنع من قول الحق الذي تعتقده، والتحاور بالخلق الحسن. منع الاختلاط - قانون منع الاختلاط في الجامعات كان ولايزال مثيراً للجدل في الفترة الحالية، فما رأي الشرع في قضية الاختلاط؟ - قد جاءت الشريعة بصون المجتمع، وحفظه من الفتن والشرور والرذائل، والعمل على تزكية المسلمين والمسلمات من الرجال والنساء، واستكمال الفضائل عندهم بما شرع من الأخلاق الكريمة، والأحكام الشرعية، والضوابط والتوجيهات الربانية. وذلك أن انجذاب الرجل إلى المرأة والعكس أمر فطري، ومن القوة بحيث إذا لم يوضع هذا الحاجز، خيف عليهما من الوقوع في المحرم وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر معاند. فجاءت فريضة الحجاب في الشريعة الإسلامية. لكن لما كان من الضرورة أن تخرج المرأة في حاجاتها أحيانا، كان لها الإذن في ذلك، فقد قال رسول الله [: «إذاً لكن أن تخرجن لحاجتكن» رواه البخاري، لكن بشرط لزوم الحجاب الذي يحقق لها الستر والصون، ولن يكون ذلك إلا بأمرين: - أولا: أن يكون الحجاب في نفسه يحقق الستر، وذلك بأن يكون ساترا لكل البدن، وأن يكون واسعا لا يبدي شيئا من المفاتن، وأن يكون صفيقا لا يشف عما وراءه ولا مطيّبا. ثانيا: أن تبتعد قدر الإمكان عن طريق الرجال ومجالسهم ومخالطتهم والحديث معهم، فلا تتعرض لهم إلا بقدر الحاجة إن احتاجت، كبيع وشراء، ونحو ذلك من المعاملات. والغرض من ذلك معلوم وهو صون المرأة، وتزكية الرجل، وحفظ المجتمع من انتشار الرذيلة؛ لأن الحجاب كما قلنا مقصوده ستر محاسن المرأة عن الرجل، فلا يقع نظره على ما يفتنه منها، وأتم ذلك وأحسنه حجاب البيت، وهو قرارها في بيتها، كما قال تعالى: {وقرن في بيوتكن}. فإذا كان هذا هو معنى الحجاب، فإن من يعترض على دعاة التبرج والسفور، ولا يعترض على دعاة اختلاطها بالذكور، إنما يأخذ من معنى الحجاب ظاهره، وهو اللباس، دون أن يتأمل المعنى الحقيقي للحجاب وهو: منع افتتان الرجل بالمرأة والعكس بالنظر والكلام والاقتراب، وصيانة المرأة من عدوان الرجل عليها. وكل من يفهم هذا المعنى من الحجاب، فلا يمكن أن يرضى للفتاة أن تشارك الفتى مقاعد الدراسة، ولا يمكن أن يرضى للمرأة أن تشارك الرجل في مقاعد العمل. فالحجاب في معناه العميق هو: الفصل بين الجنسين فصلا تاما؛ فلا يلتقيان إلا لأمر طارئ لا بد منه، لا أن تيسر السبل، وتفتح الطرق لأجل وقوع هذا الالتقاء. وكل إنسان يعلم حقيقة نفسه، فالرجل يعلم ويدرك ما يحصل له عند نظره إلى المرأة، وكيف أن غريزته تتحرك تلقائيا، دون إرادة منه! وهذا أمر لا يجادل فيه إنسان عاقل؛ ولهذا أمرت النصوص بالبعد عن النساء، وبهذا جاءت نصوص الشريعة، فمن ذلك: 1- قول تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}. فمنع الله تعالى السؤال لهن إلا من وراء حجاب، أي: يكون هناك حائل بين المرأة والرجل، وهذا هو منع للاختلاط. 2- وقال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}. فأمر بغض البصر، وغض البصر محال عند الاختلاط؛ فدل هذا على تحريم الاختلاط. 3- قوله عليه الصلاة والسلام: «المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان» رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه. وكونها عورة، أي: لا يجوز النظر إلى زينتها أو شيء من جسدها، أو تأمل محاسنها، والاختلاط معناه النظر إلى كل ذلك؛ لأن معناه طول المجالسة وكثرة التحدث معها. 4- ومنها: أن صفوف النساء كانت على عهد النبي [ في مؤخرة المسجد خلف صفوف الرجال، فالنساء كن يصلين على حدة مع بعضهن، ولم يكنّ يشاركن الرجال في الصف، أو يختلطن بهم، والرجال مع بعضهم، لا تجد رجلا داخلا في صفوف النساء، أو العكس. ولو كان الاختلاط مباحا، لكانت صفوف الصلاة أولى وأحسن مكان لذلك؛ لأن المساجد أشرف البقاع، حيث إن كل مصل إنما يأتي ليناجي ربه، وليطلب منه الرحمة والمغفرة والرضوان، لا لأمر دنيوي . ولنا أن نتساءل: لم جرى الفصل بين الجنسين بهذه الطريقة، حتى في هذا المكان المقدس الطاهر؟! 6- ومنها: أنه [ جعل للنساء يوما خاصا يأتيهن فيه ليعلمهن أمور دينهن، وله مع الرجال أيام يتعلمون فيها. فلماذا لم يجمع النبي [ الرجال والنساء، ليتلقوا جميعا عنه في مجلس واحد؟! فكل هذه الأدلة وغيرها لا تدل إلا على شيء واحد وهو أن الشريعة جاءت بالفصل التام بين الجنسين، وهو ما نسميه بالاصطلاح الحادث: منع الاختلاط. - كيف ترى قضية حجاب المرأة والخلاف الذي نشب حول فتوى خلع الحجاب في الدول الأوروبية وفرضها غرامات مالية على النساء اللاتي يرتدين الحجاب؟ - نحن نتعجب من هؤلاء الذين يدّعون الحرية والعلمانية، وأن للإنسان أن يعتقد ما يشاء، وأن يفعل ما يحلو له، ثم يمنعون المسلم أن يقول ما يعتقد! أو أن يتعبد لله بما أمره الله به، ثم يخالفونها بأقوالهم وأفعالهم وقوانينهم! وما هذا القانون إلا من مخالفة ما أنشئوا عليه دولهم. والواجب على المسلم والمسلمة التمسك بالحق الذي هو عليه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإن أكره على فعل ما حرم الله تعالى، فهو معذور. مؤلفات الشيخ الحمود - هل يمكن أن نتعرف على آخر مؤلفات فضيلتكم؟ - صدر لنا بعض الكتب مؤخرا منها: 1- صفات اليهود في القرآن والسنة والتحذير من مشابهتهم. 2- إبطال التأويلات لأخبار الصفات، للقاضي أبي يعلى الحنبلي - الجزء الثالث (تحقيق) تحت الطبع، وقد صدر منه مجلدان. 3- شرح كتاب الإيمان من مختصر مسلم . 4- تحريم المعازف في الكتاب والسنة والرد على الكلباني في إباحته. 5- مسائل ورسائل تهم الأسرة والمجتمع - المجموعة السابعة. كما سجلنا ما يزيد على (90) حلقة صوتية في مكارم الأخلاق، مطبوعة على أسطوانة. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومن جميع إخواننا وأخواتنا صالح الأعمال، إنه سميع قريب مجيب الدعاء. اعداد: سالم أحمد الناشي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |