خواطر قرآنية: سورة النور وقفات وموافقات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307674 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126033 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-01-2024, 11:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي خواطر قرآنية: سورة النور وقفات وموافقات

خواطر قرآنية: سورة النور وقفات وموافقات
يمينة عبدالي

﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3].

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

قرأتُ في بعض التفاسير أن الآية الثانية تنسخ الآية الأولى، فمن قال هي منسوخةٌ سعيد بن المسيّب: "حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم القطَّان، قال حدَّثنا يحيى بن عبدالله بن بكيرٍ، قال: حدَّثني اللَّيث بن سعدٍ، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد بن قيسٍ الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب، في قول الله تعالى: ﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾، قال: يزعمون أنَّها نسخت بالآية التي بعدها ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾ فدخلت الزانية في أيامى المسلمين"[1].

وقَالَ أَبو عبدالله مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ) في قوله تعالى:﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً... ﴾: هذه الآية من أعاجيب آيات القرآن؛ لأن لفظها لفظ الخبر، ومعناها معنى النهي"[2]، وللعلماء فيها أقوال أربعة وقد فصلت فيها العلماء، وفي كتب التفاسير من يوافق حكم النسخ فيها ومن رأى غير هذا الحكم.

فجلست إلى رحاب سورة النور أطلب بعض سرِّها بالفهم والتأمل بالربط والفصل بين أحكامها والتمعُّن في قوله تعالى لعل قراءة أحرفها تكشف مسألة النسخ هاهنا فوقفت على بعضٍ منها:
أولًا:
الزاني القائم بفعل الزنا والزانية القائمة بفعل الزنا فالحال المضارع هنا الذي اصطحب فعلهما قرن الفاحشة بالشرك، فكانت أي علاقة قائمة في إطارهما تستوجب تشابه المنغمس فيهما.

ثانيًا:
الزانية جاءت بالتعريف لا التنكير، فتعيين الشخصية هنا التي يطلق عليها فعل الزنا المتعارف عليها لفظًا وشخصًا، ونفس الأمر للزاني كأن يكون في البلدة من يحترف هذا الفعل، فكان الحكم لهما لا يقترنان إلا بشبيه لهما وجاء التخيير بين الشبيه والمشرك لعقيدة واحدة.

ثالثًا:
مجيء الاستثناء هنا (الزاني أو مشرك) جاء توضيحًا وتتمة للآية، فمن استثني من الارتباط بهما لا يحل لهما وهو المؤمن لا المسلم، وهذا ما يبرهن على أن العلاقة بين الزاني المحترف الزنا والمشرك عقدية.

رابعًا:
جاء الفعل في قوله تعالى: ﴿ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3]، فجاء الفعل على صيغة الماضي المبني للمجهول، فلم يذكر لفظ الفاعل (الله جل جلاله) تشريفًا وتعظيمًا وتنزيهًا عن ذكره، فانتقل الخطاب إلىفئة أخرى غير الفئة الأولى وهم المؤمنون، وفيها بلاغة؛ حيث تسليط الضوء على الحكم الشرعي هنا ولفت الذهن إلىالحدث - وهو الأمر بالترك - وأثره على أهله.

خامسًا:
وأنت تتدبَّر في هذه الآية تحسُّ وكأن الأزمنة المذكورة فيها على عظمة القرآن وبلاغته تجسّد لك آية مرئية، فالله موجود من الأزل وما هو محرم اليوم في شريعة الإسلام هو ذاته ما كان مُحرَّمًا في الكتب السابقة، فجاء الفعل على صيغة الماضي مبينًا أن فعل الزنا مُحرَّم منذ بداية التشريع وحمل الرسالات، وما كان من هذا الفعل إلا أن يكون مبتدعًا وخلافًا للفطرة وضربًا من الأهواء وعملًا فاسقًا مُحرَّمًا يتولَّد في المجتمعات عبر الأزمنة والعصور وقبل الإسلام طبعًا كانت المسيحية وطبعًا كانت محرفة مشركة بربِّ العباد، فأحلوا لأنفسهم ما حَرَّم الله على أنبيائه، فجاءت فاتحة الآية بفعل المضارعة تأكيدًا لما مَرَّ قوله من جهة، وتبيانًا لخلقة الإنسان "فما من مولود إلَّا ويُولَد على الفطرة"؛ (صحيح البخاري) وما وصلت إليه بعض المجتمعات صنيعة أيديها.

الآية الثانية:
﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾.

أولًا:
حرف الواو هذا وإن أفاد معانيَ أخرى فهو يفيد الربط والترتيب هذا ومن جهة الإضافة أيضًا، إلى أن في السورة ككل من البداية إلى ها هنا تدرُّج في سرد الأحكام الشرعية ولكل حكم فئته وسببه.
ثانيًا:
جاء الفعل ها هنا بصيغة الأمر والفاعل مستتر تقديره "أنتم" وهنا "أنتم" بمعنى الأغلبية أو الفئة الأغلب في المجتمع، وهنا الفئة المستهدفة هي المؤمنون، وقد ذكروا في الآية السابقة بصيغة الجمع، وفي ذلك نفس الدلالة، وهذا دليل على أن الأمر هنا لا يتجاوز هؤلاء، ولا علاقة بفاعل الفاحشة بهؤلاء، فهو استثناء، وهو أيضًا وإن صحَّ التعبير الفئة القليلة وإن كان الخطاب لعين الفاعل.


ثالثًا:
﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾ لفظ ﴿ مِنْكُمْ ﴾: مِن مَن؟ يعني الأيامى والصالحين بعض من الكل الذين هم فئة المجتمع وهم المؤمنون (منهم من كان مشركًا فأسلم وعاصيًا فتاب) لكن بمجرد إطلاق لفظ المؤمن عليه فلا نعتد بماضيه وإنما بما هو عليه الحين، وهذا لدليلٌ على أن لا علاقة لهذه الآية بالآية الأولى في رفع حكمها.
والله أعلم.

[1] الناسخ والمنسوخ: أبو جعفر النحاس، مؤسسة الرسالة، 1991، ج:2، ص 538.

[2] الناسخ والمنسوخ: ابن حزم، تحقيق: عبدالغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1406هـ/ 1986م، ص: 43.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.72 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]