خواطر قرآنية: الصفات الخمس في سورة الأنفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141397 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2024, 11:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي خواطر قرآنية: الصفات الخمس في سورة الأنفال

خواطر قرآنية: الصفات الخمس في سورة الأنفال
يمينة عبدالي

شدَّ انتباهي وأنا أتأمل سورةَ الأنفال هاتان الآيتان، كيف أن الصفات خمسٌ في كل منهما، إلا أن الجزاء متفاوت، فأردت أن أشارككم ما استقر بقلبي:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 74].

هنا خمس صفات للمؤمنين: الإيمان، والهجرة، والجهاد، والإيواء، والنصرة، جزاؤهم مغفرة ورزق كريم.

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 2 - 4].

في الآيات خمس صفات خص بها المؤمنين أيضًا: أصحاب القلوب الوجلة، وزيادة الإيمان، والتوكل، وإقامة الصلاة، والإنفاق، جزاؤهم درجات ومغفرة ورزق كريم.

من عظيم القرآن عظمة بيانه؛ فما ربط وما فصَّل وما استثنى، وما قدَّم وما أخَّر، إلا لغاية ومقصِد.

وأنت تستهل السورة وأنت تبغي معرفة الأنفال ما هي؟ ولمن هي؟ وكيف؟ ولماذا؟ وكل ما يجول بعقلك أيها الإنسان المخلوق من العَجَلِ، تجد أن المولى لما كان القصد من التكليف سعادة العباد في الدارين، في العاجل والآجل معًا، فقد تدرَّج من أعلى الغنائم وأعظمها إلى ما دونها، وفق معيار محدد، من كان من أهل تلك الصفات نال أولها، ومن كان من ثانيها نال تاليها، وهكذا.

فتجد من جماليات هذه السورة أنها مبدوءة بعدِّ بعض صفات المؤمنين، وما لهم من أجر، وأيضًا مختومة بعدِّ بعض الصفات أيضًا، وما لهم من أجر، غير أن الفارق قد يُرى في الأجر ذاته مضاعفًا هناك وهنا لا، لكن المتمعن أيضًا يدرك أن لكل فعل جزاءً، فما زاد إلا واستزاد.

تخيل معي نزول الآيات وأنت في ركب الفائزين بملذات النصر والغنائم والسبايا، وذلك السرور من متاع الدنيا، وإن كان أصله طريقًا لمتاع الآخرة، وأنت تستمع إلى قول الحكيم: لمن الأنفال؟ لله ولرسوله... تذكَّر - أيها المؤمن - أن القصد والنية تسبق الفعل، نحن أمام هذه الخيرات التي لا تنقص من رزق الله شيئًا، ولا تزيد في نفس رسوله شيئًا، وإنما نحن بشر غير معصومين، ومجبولون على حب المال بتفاوت، فهنا تذكرة وإرساء لبَنْدٍ عظيم أن الملك لله لا شك فيه، وللعامة الذي ينوب عنهم رسول الله، فحظُّك - أيها المؤمن – بقَدْرٍ، وكأن الآية الأولى ثبَّتت قلوب المؤمنين بحبل متين اسمه القناعة والرضا بقسمة الأرض (الزهد).

حتى إنْ عَرَضَ إلى الآية الثانية، وبدأ في تعداد صفات المؤمنين، جرَّدها عن حب الدنيا، وهذا هو الاختبار الحقيقي، كيف لك أن تتمنى جنة الآخرة، وتصبو إليها، وتُعرِض عن الدنيا وتزهد فيها؟

فالزهد الحقيقي يكون حين توفر النعيم من المباحات، وهو حال القوم، فكان هذا المقام مقام تهذيب النفوس.

فنجد أن المولى عز وجل عدَّد صفات المؤمنين في المرة الأولى، وحصرها في صفات قائمة على علاقة العبد بربه؛ على الروحانيات، على العبادات التي ليس فيها حظ للنفس، ولا ابتغاء مرضاة غير الله، ولا أجرٌ ملموس، وإنما بذل النفس، ودرجات التعلق بالله، وهذا مقال يتسع فيه الكلام، وما أعظم بيانه! خاصة ونحن نتحدث عن فئة هي المسماة أهل الله وخاصته، وهذه الصفات لا يعلمها إلا الله من حيث القبول هنا علاقة روحانية بحقٍّ: ﴿ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنفال: 2]، وزيادة الإيمان، ويتوكلون، ويقيمون الصلاة، وينفقون، وكل صفة تتشعب منها ما يغني العبد عن دنياه، فإن تمت كان له تلك الدرجات والمغفرة والرزق، وهنا الحديث يطول عن كل صفة، وما يقابلها من أجرٍ كمن رقَّ قلبه بذكر الله بترتيل كلامه: ((فيُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْقَ ورتِّل، كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها))[1]؛ لذا تجد أن هناك حكمة في افتتاح السورة بمثل هذه الصفات والأجر المترتب عنها.

ثم يسوق المولى إلى مقامات أخرى، ومواضيع أخرى، ليعود ويختم حين علاقة العبد هنا فيها حظ للنفس بأخيه المؤمن، ولكل امرئ ما نوى، ويطول الحديث هنا في عرض الصفات وما يقابلها من أجر.

ونخلص في الأخير إلى أن الفرق يكمُن في الطرف الذي تبتغيه؛ حيث لا واسطة، وحق الله هو المقدَّم باختصار.

[1] أخرجه أبو داود (1464)، والترمذي (2914)، والنسائي في السنن الكبرى (8056)، وأحمد (6799) واللفظ له.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]