مصطلح الناس في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2039360 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310021 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128917 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4807 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-01-2024, 04:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي مصطلح الناس في القرآن الكريم

مصطلح الناس في القرآن الكريم
د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان

مصطلحُ "الناس" ورَدَ ذِكْرُه في القرآن الكريم مائتين وأربعين مرَّة في معانٍ متعدِّدة، وتَبرُز سماحةُ دِين الإسلام وعظمَتُه من خِلال تأمُّل وُرُود هذه الكلمة في كتاب الله - تعالى - وقد جاء لفظ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ في القرآن الكريم في سبعةَ عشرَ موْضِعًا؛ منها: مخاطبتهم بالدعوة، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

ومنها: إخبارٌ عن حقيقة الخَلْق والغاية من خَلْقِهم؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13]، فيُخبِر - تعالى - كما قال السعديُّ -: أنَّه خَلَق بَنِي آدمَ من أصلٍ واحد، وجنسٍ واحد، وكلُّهم من ذَكَرٍ وأنثَى، ويرجعون جميعهم إلى آدمَ وحَوَّاء، ولكنَّ الله - تعالى - بَثَّ منهما رِجالاً كثيرًا ونِساءً، وفرَّقهم وجعلَهم شعوبًا وقبائلَ؛ أي: قبائل صغارًا وكبارًا؛ وذلك لأجل أن يتعارَفوا، فلو استقلَّ كلُّ واحدٍ منهم بنفسه، لم يحصلْ بذلك التعارُف الذي يترتَّب عليه التناصُر والتعاون والتوارث، والقِيام بحقوق الأقارب، ولكنَّ الله جعَلَهم شُعوبًا وقبائل؛ لأجل أنْ تحْصلَ هذه الأمور وغيرها ممَّا يتوقَّفُ على التعارُف ولحوق الأنساب، ولكنَّ الكرمَ بالتقوى؛ فأكرَمُهم عند الله أتْقاهم، وهو أكثَرُهم طاعةً وانكِفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابةً وقَوْمًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكنَّ الله - تعالى - عليمٌ خبيرٌ، يعلَمُ مَن يَقُوم بتقوى الله ظاهرًا وباطنًا؛ فيُجازِي كلاًّ بما يستحقُّ.

وكلمة ﴿ الناس ﴾ في القرآن الكريم وردَتْ في سِياقات مُتعدِّدة، ويُحَدِّد معناها السِّياق الذي ذُكِرت فيه، فقد تَعنِي القلَّة أو الكَثرة، وقد تَعنِي أهل الإيمان، وقد تَشمَل غيْرَهم؛ بَيْدَ أنَّ من المهمِّ هنا التنبيه على السِّياقات الوارِدَة في مُعامَلة الخَلق عمومًا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشِّيَم.

كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وقوله - تعالى -: ﴿ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ ﴾ [النساء: 58]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85].

إلى غير ذلكم من الآيات التي فيها مُعامَلة الخَلْق كلِّهم بمكارم الأخلاق.

ولعلِّي أقفُ عند آيةٍ واحدة من هذه الآيات، وهي المتعلِّقة بالقول الحَسَن: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾، فقد أخرج البيهقيُّ في "شُعَب الإيمان" عن علي بن أبي طالب - رضِي الله عنْه - في قوله: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾، قال: يعني: الناس كلهم.

وقال ابنُ كثيرٍ: أي: كَلِّموهم طيِّبًا، ولِينُوا لهم جانِبًا.

وقال السعدي: أمَرَ بالإحسان إلى الناس عُمومًا، فقال: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾، ومن القولِ الحسن أمرُهم بالمعروف، ونهيُهم عن المنكر، وتعليمهم العلْمَ، وبذلُ السلام والبشاشة، وغير ذلك من كلِّ كلامٍ طيِّب، ولمَّا كانَ الإنسان لا يَسَعُ الناسَ بماله أُمِرَ بأمرٍ يَقْدِرُ به على الإحسان إلى كلِّ مخلوقٍ، وهو الإحسان بالقوْل، فيَكون في ضِمْن ذلك النهيُ عن الكلام القبيح للناس، حتى للكفار؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46]، ومن أدَب الإنسان الذي أدَّب الله به عبادَه أن يكونَ الإنسانُ نزيهًا في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بَذِيء، ولا شاتم ولا مُخاصِم؛ بل يكون حَسَنَ الخُلق، واسِعَ الحلم، مُجامِلاً لكلِّ أحدٍ، صبورًا على ما يناله من أذَى الخلق؛ امتِثالاً لأمر الله ورجاءً لثوابه.

قال ابن عبدالبر: فإنْ أتَوْنا، فلا بأس بحُسْنِ تلقِّيهم؛ لقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83] دخل فيه الكافر والمؤمن، ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا أتاكُم كريمُ قومٍ أو كريمة قوم، فأكرِمُوه)).

وقد أكثَرَ الناسُ في هذين المعنيَيْن، وقد كان طاوس يُسَلِّم على كلِّ مَن لَقِي من مسلمٍ وذميٍّ، ويَقول: هي للمسلم تحيَّة، وللكافر ذمَّة.

إنَّ فقهَ المسلم أنَّ الدعوة التي يعتَنِقها ليست خاصَّةً بقومٍ دون قوم، أو جنس دون آخَر؛ بل هي عامَّة للناس كافَّة - يجعَلُه يَتعامَل مع الناس وفقَ مفهومٍ شرعي محدَّد، ينطَلِق من تَوجِيهات الكتاب والسنَّة، لا من أقوال أو آراء قد تعارضهما، والسعيدُ مَن وَسِعَ الناسَ إحسانًا بقوله وفِعْله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]