|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحكماء ودورهم في نزع فتيل الأزمات حدثت في التاريخ الإسلامي حوادث وفتن كادت تعصف بالأمة لولا رحمة الله عز وجل ولطفه، ثم حكمة العلماء والصالحين على مر الزمن لنزع فتيل الحرب والدمار والفوضى بين الراعي والرعية، ومن ذلك: - أراد الخليفة المنصور خراب المدينة لإطباق أهلها على حربه مع محمد بن عبدالله بن حسن، فقال له العالم الرباني جعفر بن محمد: «يا أمير المؤمنين، إن سليمان \ أعطي فشكر، وإن أيوب \ أبتلي فصبر، وإن يوسف \ قدر فغفر، وقد جعلك الله عز وجل من نسل الذين يعفون ويصفحون، فطفئ غضبه وسكت وقال لولا هذه النصيحة لأطبقت عليهم».- وموقف آخر للعالم الرباني المهلب بن أبي صفرة، فقد كتب إلى ابن الأشعث عندما غرته قوته وكثرة أتباعه ومناصريه، فأراد أن يخرج على الحاكم وإمامه في ذلك الوقت، فقال له: «انظر إلى نفسك فلا تهلكها، ودماء المسلمين فلا تسفكها، والجماعة فلا تفرقها، والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف الناس على نفسي، فالله أحق أن تخافه من الناس»؛ فهدأ ورجع بعد تلك النصيحة الصادقة المخلصة من عالم جليل. - وموقف ثالث مع إمام السنة أحمد بن حنبل - رحمه الله - في مسألة خلق القرآن، فقد قام الخليفة بتعذيبه ومن يقول بأن القرآن غير مخلوق؛ فضاق الناس ذرعا بالحاكم وانزعجوا، فذهبوا إلى أحمد بن حنبل حتى يعطيهم الإذن في الخروج عليه، فقال لهم: «عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى تستريحوا أو يستراح منه»؛ فهدأ الناس وعادوا إلى رشدهم وعلموا أنها فتنة وستزول، فأين من يقول بخلق القرآن الآن؟! - قال العلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله -: «إن مذهب السلف هو الصبر على الأمراء والدعاء لهم وعدم إثارة الناس عليهم، وتسكين الأمور، بل قال رسول الله [»: «اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»، وهذه المسألة من أخطر ما يكون على العامة وعلى ولاة الأمور وعلى الجميع؛ لأن الناس إذا شحنت قلوبهم ببغض ولي الأمر فسدوا وصاروا يتمردون على أمره ويخالفونه، ويرون الحسنة منه سيئة وينشرون السيئات ويخفون الحسنات، وإذا زيد على ذلك التقليل من شأن العلماء فسد الدين أيضا، فتمرد الناس على الأمراء اختلال للأمن، وتمرُّد الناس على العلماء فساد للشريعة؛ لأن الناس إذا لم يثقوا بعلمائهم بشريعة الله فبمن إذاً يثقون؟ بالجهال؟! أو كل واحد من الناس سيركب رأسه ويفتي نفسه بنفسه، وهذا لا يستقيم». - وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -: إن من مفاسد إثارة الناس على السلطان وتنفير القلوب عنه أن يجتمع حوله أهل السوء ومؤججو الفتن على الشعوب ودخول الأعداء المتربصين بالمسلمين، فيجتمع أعداء الداخل مع الخارج، ويضيع الدين والأمن. - وقال ابن حجر العسقلاني: «الحكمة في أمر طاعة ولي الأمر: المحافظة على اتفاق الكلمة؛ لما في الافتراق من الفساد». - وقال الحسن البصري إمام التابعين: «والله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر، وإن جاروا وظلموا، والله لَما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون». - إن واجب علماء الأمة اليوم نشر المحبة لولي الأمر وبيان حقه على أفراد المجتمع؛ انطلاقا من الحديث: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم»، ولابد من كف اللسان ولاسيما في وقت الفتن والأزمات، وليقل الجميع خيرا، ولقد كره الله عز وجل لنا ثلاثا «قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».. ونسأل الله أن يجعل البلاد واحة أمن وأمان واستقرار وسعادة وإن ويبعدنا جميعا عن الفتن ما ظهر منها وما بطن. اعداد: د.بسام خضر الشطي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |