أحد أركان الإيمان الستة – معالم ووقفات مع الإيمان بالقضاء والقدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137916 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42200 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5456 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2023, 10:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي أحد أركان الإيمان الستة – معالم ووقفات مع الإيمان بالقضاء والقدر

أحد أركان الإيمان الستة – معالم ووقفات مع الإيمان بالقضاء والقدر


الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة، ولا يقبل الله من عبدٍ صرفًا ولا عدلاً حتى يؤمن به وفق ما جاءت به النصوص، وللإيمان به معالم منها: الإدراك الجازم بأن الله -عز وجل- حكم عدل لا يظلم أحدًا، والاعتقاد الجازم بأنه -سبحانه- قد علم كل شيء أزلاً، وأنه قد أحاط بكل شيء علماً، وبهذا يصل العبد إلى كمال الراحة والطمأنينة فيما قدره الله -تعالى- له، فلا يجزع من مصيبة، ولا يضرب نصوص الشرع بعضها ببعض.
وهذه المسألة لابد من ضبطها ببعض الوقفات؛ حتى يستقيم فهم الإنسان لهذه القضية وإيمانه بهذا الركن على الوجه الصحيح؛ لأن كثيرًا ممن انحرف في هذا الباب إنما انحرف لاختلال معلم من هذه المعالم.
الوقفة الأولى: اليقين بعدل الله -تعالى
لابد من اليقين التام بعدل الله -تبارك وتعالى- وأن الله -تعالى- لا يظلم أحدًا، وهذه قضية كبرى يجب على العبد أن يؤمن بها إيماناً عميقا من غير شك ولا ريب، فالله -سبحانه وتعالى- حكم عدل لا يظلم الناس شيئاً، ويبنى هذا على عدد من الأسس:
الأساس الأول: كمال صفات الله -سبحانه وتعالى
فهو العزيز الحكيم، وهو الغفور الرحيم، وهو العليم القدير، وهو -سبحانه وتعالى- الحكم العدل، ومن ثم فالإيمان بهذه الأسماء والصفات يجعل قلب المؤمن يقر بأن الله كامل، ويقر بأن الله لا يمكن أن يظلم أحدا.
الأساس الثاني: الله -تعالى- لا يظلم أحدًا من الناس
قال -تعالى-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (الأنبياء:47)، ويقول الله -تبارك وتعالى- عن نفسه: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (الكهف:49)، فهذه قضية يقينية لابد أن تكون مستقرة في قلب الإنسان، أن الله لا يظلمك، بل إنه -تعالى- حرم على نفسه الظلم؛ فقال -تعالى كما في الحديث القدسي الصحيح-: «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً؛ فلا تظالموا»، والذي يحتج بالقدر ويعترض على ربه -سبحانه وتعالى- هو -بلسان حاله أو قاله- متهم لربه -سبحانه وتعالى- بهذا؛ لأنه يعترض على ربه، فهو يزعم أن التقدير ظلم من الله -تبارك وتعالى.
الأساس الثالث: أن الله -تعالى- غني عن العالمين
فهو -سبحانه وتعالى- ليس بحاجة إلى عباده حتى يظلمهم، ولو تأملنا أحوال العباد لوجدنا بعضهم يظلم بعضاً لأمور: إما لحب العلو في الأرض، أو لأجل أن يأخذ أموالهم، أو ليتسلط عليهم، أو لغير ذلك من الأسباب، أما ربنا -سبحانه وتعالى- فهو غني عن العالمين، لا تنفعه طاعة المطيعين، ولا تضره معصية العاصين، ومن ثم قال الله -تبارك وتعالى في الحديث القدسي الصحيح-: «يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا».
ربنا -سبحانه وتعالى- غير محتاج إلى أحد
إذاً فربنا -سبحانه وتعالى- غير محتاج إلى أحد، ومن ثم فهو ليس بحاجة إلى أن يظلم أحداً من الخلق، وبهذه القضية وبهذا المعلم وهذا الميزان يستريح الإنسان؛ لأن قلبه في هذه الحال يستقر على يقين تام أن الله -تبارك وتعالى- في عليائه بأسمائه وصفاته غني عن العالمين، فهو غير محتاج إليهم، وأنه -سبحانه وتعالى- لا يمكن أن يظلمك أبدا، فإذا وقعت في معصية فتب إلى الله، وإذا أصابتك مصيبة أو رأيت الناس قد اختلفوا في أرزاقهم أو أحوالهم فلا تعترض على الله أبدا، وإنما أيقن يقيناً تاما أن الله حكم عدل لا يظلم أحدا.
قضية في غاية الأهمية
وهذه القضية وهذا المعلم من المعالم المهمة، التي يجب على كل واحد منا أن يذكر بها نفسه وأن يربي عليها من حوله؛ لأن القلب إذا استقر على ذلك استراح، ومن ثم كان السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- يقررون هذه القضية مع أنها مقررة في الكتاب والسنة، لكن كانوا يقررونها ويعلمونها من حولهم.
روى أبو داود وابن ماجه وابن أبي عاصم والإمام أحمد -رحمهم الله تعالى- بإسناد حسن عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر؛ فحدثني لعل الله -جل ثناؤه- أن يذهبه من قلبي؛
فقال له أبي بن كعب: «لو أن الله -جل ثناؤه- عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله، ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار».
فتأمل هذا التعليم، لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، قضية إيمانية؛ لأن الله غير محتاج إلى الخلق: {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (العنكبوت:6).
منهج الصحابة -رضوان الله عليهم
وهذه العقيدة وهذا اليقين ليس منهج أبي بن كعب - رضي الله عنه - فقط، بل إن ابن الديلمي ذهب إلى مجموعة من الصحابة فقالوا له مثل ذلك، ذهب إلى عبدالله بن مسعود فقال له مثل ما قال أبي، وذهب إلى زيد بن ثابت فقال له مثل ذلك، وذهب إلى حذيفة بن اليمان فقال له مثل ذلك، فدل هذا على أن هذه الحقيقة مستقرة في نفوس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
وقد روى مسلم عن أبي الأسود الدؤلي -رحمه الله تعالى- قال: قال لي عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون أشيء قضي عليهم من قدر قد سبق أو مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم وثبتت عليهم به الحجة؟
يقول أبي الأسود: قلت لا، بل شيء قضي عليهم.
قال: فهل يكون ذلك ظلماً؟
قال: ففزعت من ذلك فزعًا شديدًا وقلت: ليس شيءٌ إلا وهو خلق الله وملكه {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23).
فانظر إلى تسليم هذا التابعي {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23) بعد أن فزع من هذا الكلام، يقول: فقال لي عمران بن حصين: يرحمك الله! إني -والله- ما سألتك إلا لأحزر عقلك، أي: لأختبر عقلك.
كل ميسر لما خلق له
أتى رجل من مزينة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أرأيت ما يعمل ويكدح الناس فيه اليوم أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق، أو فيما يستقدمون مما أتاهم به نبيهم وثبتت عليهم به الحجة؟
قال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم.
قال: ففيم العمل إذًا؟ قال: من كان خلقه الله لواحدة من المنزلتين فسييسره، وتصديق ذلك في كتاب الله -عز وجل-: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (الشمس:7 [ 8)).
إذاً هل هذا ظلم؟ لا.
وهل يترك الإنسان العمل؟ لا.
وإنما يعمل، وكل ميسر لما خلق له، فإذا عمل فكيف يعمل هذا الإنسان والرسول -[- يقول: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، كيف يعمل الإنسان وهو يجهل قدر الله؟
والجواب:
يعمل الإنسان على مقتضى شرع الله -سبحانه وتعالى-، فيعمل بالطاعات ويبتعد عن المعاصي، والله -سبحانه وتعالى- ييسر الجميع لما خلقوا له.
هذا هو المعلم الأول من معالم الإيمان بالقضاء والقدر، وأهميته تنبع من أن الإيمان والتصديق به يعين الإنسان على الرضا بالقضاء وعدم الاعتراض.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.60 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]