|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحد أركان الإيمان الستة – معالم ووقفات مع الإيمان بالقضاء والقدر الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة، ولا يقبل الله من عبدٍ صرفًا ولا عدلاً حتى يؤمن به وفق ما جاءت به النصوص، وللإيمان به معالم منها: الإدراك الجازم بأن الله -عز وجل- حكم عدل لا يظلم أحدًا، والاعتقاد الجازم بأنه -سبحانه- قد علم كل شيء أزلاً، وأنه قد أحاط بكل شيء علماً، وبهذا يصل العبد إلى كمال الراحة والطمأنينة فيما قدره الله -تعالى- له، فلا يجزع من مصيبة، ولا يضرب نصوص الشرع بعضها ببعض. وهذه المسألة لابد من ضبطها ببعض الوقفات؛ حتى يستقيم فهم الإنسان لهذه القضية وإيمانه بهذا الركن على الوجه الصحيح؛ لأن كثيرًا ممن انحرف في هذا الباب إنما انحرف لاختلال معلم من هذه المعالم.الوقفة الأولى: اليقين بعدل الله -تعالى لابد من اليقين التام بعدل الله -تبارك وتعالى- وأن الله -تعالى- لا يظلم أحدًا، وهذه قضية كبرى يجب على العبد أن يؤمن بها إيماناً عميقا من غير شك ولا ريب، فالله -سبحانه وتعالى- حكم عدل لا يظلم الناس شيئاً، ويبنى هذا على عدد من الأسس:الأساس الأول: كمال صفات الله -سبحانه وتعالى فهو العزيز الحكيم، وهو الغفور الرحيم، وهو العليم القدير، وهو -سبحانه وتعالى- الحكم العدل، ومن ثم فالإيمان بهذه الأسماء والصفات يجعل قلب المؤمن يقر بأن الله كامل، ويقر بأن الله لا يمكن أن يظلم أحدا.الأساس الثاني: الله -تعالى- لا يظلم أحدًا من الناس الأساس الثالث: أن الله -تعالى- غني عن العالمين ربنا -سبحانه وتعالى- غير محتاج إلى أحد قضية في غاية الأهمية روى أبو داود وابن ماجه وابن أبي عاصم والإمام أحمد -رحمهم الله تعالى- بإسناد حسن عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر؛ فحدثني لعل الله -جل ثناؤه- أن يذهبه من قلبي؛ فقال له أبي بن كعب: «لو أن الله -جل ثناؤه- عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله، ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أنما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار». فتأمل هذا التعليم، لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، قضية إيمانية؛ لأن الله غير محتاج إلى الخلق: {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (العنكبوت:6). منهج الصحابة -رضوان الله عليهم وقد روى مسلم عن أبي الأسود الدؤلي -رحمه الله تعالى- قال: قال لي عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أرأيت ما يعمل الناس ويكدحون أشيء قضي عليهم من قدر قد سبق أو مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم وثبتت عليهم به الحجة؟ يقول أبي الأسود: قلت لا، بل شيء قضي عليهم. قال: فهل يكون ذلك ظلماً؟ قال: ففزعت من ذلك فزعًا شديدًا وقلت: ليس شيءٌ إلا وهو خلق الله وملكه {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23). فانظر إلى تسليم هذا التابعي {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23) بعد أن فزع من هذا الكلام، يقول: فقال لي عمران بن حصين: يرحمك الله! إني -والله- ما سألتك إلا لأحزر عقلك، أي: لأختبر عقلك. كل ميسر لما خلق له قال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم. قال: ففيم العمل إذًا؟ قال: من كان خلقه الله لواحدة من المنزلتين فسييسره، وتصديق ذلك في كتاب الله -عز وجل-: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (الشمس:7 [ 8)). إذاً هل هذا ظلم؟ لا. وهل يترك الإنسان العمل؟ لا. وإنما يعمل، وكل ميسر لما خلق له، فإذا عمل فكيف يعمل هذا الإنسان والرسول -[- يقول: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، كيف يعمل الإنسان وهو يجهل قدر الله؟ والجواب: هذا هو المعلم الأول من معالم الإيمان بالقضاء والقدر، وأهميته تنبع من أن الإيمان والتصديق به يعين الإنسان على الرضا بالقضاء وعدم الاعتراض. اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |