آية الزلازل وخلق التضامن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3084 )           »          سلسلة الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 478 )           »          خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإسلام يأمرنا بإقامة العدل وعدم الظلم مع أهل الكتاب ومع غيرهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 469 - عددالزوار : 151149 )           »          الحكمة من أمر الله تعالى بالاستعاذة به من مخلوقاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدرس الثلاثون: العيد آدابه وأحكامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-09-2023, 11:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,280
الدولة : Egypt
افتراضي آية الزلازل وخلق التضامن

آية الزلازل وخلق التضامن

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يُقبَض العلم، وتكثُرَ الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثُرَ الهَرْجُ - وهو القتل القتل - حتى يكثُر فيكم المال فيفيض» [1]، أشار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أن كثرة الزلازل من أشراط الساعة.

وفي الأيام الماضية[2] ضَرَبَ زلزالٌ مُدمِّر إقليمَ الحوز في المغرب الحبيب، وامتدت آثاره إلى الأقاليم الأخرى، وأسفر عن آلاف القتلى، وآلاف الجرحى والمعطوبين، فضلًا عن الدمار الهائل الذي أصاب المبانيَ والقُرى.

وسنقف في هذه الخطبة – إخواني - مع هذا الحدث الجَلَلِ وقفتين اثنتين:
الوقفة الأولى: الزلازل آية من آيات الله الدالة على عظمته؛ لتخويف العباد.
قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]، وآيات الله كثيرة؛ منها: البراكين، والأعاصير، والجفاف، وغيرها، ومن السذاجة أن نعتبر الزلازل ظاهرةً طبيعيةً فقط، كما عند دعاة التفكير المادي، لكن من يستقرِئ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد أنها وإن كانت في ظاهرها ظواهر، لكنها تأتي بأمر الله لا من تلقاء نفسها؛ قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40].

في قوم نوح مثلًا؛ قال تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 11 - 15]، وفي عادٍ قومِ هود؛ قال تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 18 - 20]، وفي ثمودَ قوم صالح؛ قال تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 30، 31]، وفي قوم لوط؛ قال تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 74، 75]، وهكذا.

وخَسَفَتِ الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس، ثم خطب فيهم، فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يُخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فادعوا الله، وكبِّروا، وصلوا، وتصدقوا» [3]، فلم يعتَبِرِ النبي صلى الله عليه وسلم خسوفَ القمر أو كسوف الشمس ظاهرةً طبيعيةً وحسب، بل اعتبر ذلك آيةً من آيات الله، وأمر بما يدل على الإنابة إلى الله، والرجوع إليه.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ((أنه دخل على عائشة رضي الله عنها ورجل معه، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين، حدِّثينا عن الزلزلة، فقالت: إذا استباحوا الزنا، وشرِبوا الخمر، وضربوا بالمغاني، وغار الله عز وجل في سمائه، فقال للأرض: تَزَلْزَلِي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم، قال: قلت: يا أم المؤمنين، أعذابٌ لهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة وبركة للمؤمنين، ونكال وعذاب وسخط على الكافرين))[4]، فأنتم ترَون أنه موعظة للمؤمنين وتذكير لهم، ونكال وعذاب للكافرين، فهل من مُعْتَبِر؟!

الوقفة الثانية: التضامن واجب ديني وإنساني:
في هذا الزلزال رأينا صورًا للتضامن والتعاون والتراحم، سواء من الجهات الرسمية أو الشعبية، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون خلال الأزمات؛ لأنها واجب الوقت، بل رأينا التضامن الإنساني بين الدول والهيئات والمنظمات الإغاثية – وإن اختلف الدين - فمن ديننا نتعلم الأُخُوَّة؛ قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وهذه الأخوة ينبغي أن تظهر بقوة زمن الْمِحَنِ والشدائد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسَّهَرِ والحُمَّى» [5]،

وقال صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسِرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» [6].

والحمد لله وجدنا من يسارع للتبرع بالدم، ومن يتطوع لإغاثة المنكوبين، ومن يرسل مساعدات من مختلف الأقاليم، وغيرها من أنواع القربات والتضامن في مثل هذه الأوقات.

فاللهم إنا نتوب إليك ونستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، اللهم أحسن ختامنا، ووفقنا للعمل الصالح، واقبضنا عليه.

اللهم جنِّب بلدنا وسائر بلاد المسلمين الكوارثَ والزلازل.

اللهم إنا نستودعك إخواننا في الحوز وسوس وكل الأقاليم المتضررة، اللهم اشفِ جرحاهم، وارحم موتاهم، وعوِّضهم خيرًا، وتولَّ أمرهم، واجْبُرْ كسرهم، آمين.

[1] رواه البخاري برقم: 1036.
[2] وقع بتاريخ: 22 صفر 1445هـ/ 8 شتنبر 2023م، الساعة: الحادية عشرة ليلًا.
[3] رواه البخاري برقم: 1044.
[4] العقوبات، لابن أبي الدنيا، ص29.
[5] رواه مسلم برقم: 2586.
[6] رواه مسلم برقم: 2699.
__________________________________________________ ____
الكاتب: عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]