محمد دعوة إبراهيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119705 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2023, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي محمد دعوة إبراهيم

محمد دعوة إبراهيم
الشيخ مشاري بن عيسى المبلع

أيها المؤمنون، كم من دعوة رفعناها إلى الله عز وجل، فلما استبطأنا الإجابة ظننا أن الله ردَّها، ولم يستجِبْها! فظننا بالله الكريم العظيم الوهاب ظن السوء! فشاركْنا المنافقين والمشركين الذين توعَّدهم الحق -تبارك وتعالى- حينما ظنوا به ظن السوء، فقال: ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [الفتح: 6]، ولو أننا تأملنا القرآن حقًّا؛ لوجدنا حلًّا لهذه المعضلة التي تدور في أذهان كثير من المسلمين.


أيها المؤمنون، دعونا ننظر في القرآن في سيرة أحب الخلق إلى الله بعد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أبيه إبراهيم الخليل -صلى الله عليه وسلم- وذلك حينما رفع قواعد البيت العتيق بالمسجد الحرام، ودعا بدعوات عظيمات، فقال إبراهيم الخليل -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة: 129]، فأخبر ربنا -تعالى وتقدَّس- عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولًا منهم؛ أي: من ذرية إبراهيم، وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر الله السابق في تعيين محمد -صلوات الله وسلامه عليه- رسولًا في الأميين إليهم، إلى سائر الأعجمين، من الإنس والجن، يشهد لذلك ما رواه العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين))، والمعنى: أن أمهات الأنبياء يريهن الله عز وجل ما يفرحهن ويبشرهن بقدوم أولادهن من الأنبياء.


يقول أبو أمامة -رضي الله عنه-: قلت: يا رسول الله، ما كان أول بدء أمرك؟ قال: ((دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بي، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام))، فأول من نوَّه بذكره وشهره في الناس، إبراهيم عليه الصلاة السلام، ولم يزل ذكره في الناس مذكورًا مشهورًا سائرًا حتى أفصح باسمه خاتم أنبياء بني إسرائيل نسبًا، وهو عيسى ابن مريم -عليه السلام- حيث قام في بني إسرائيل خطيبًا، وقال: ﴿ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف: 6]؛ ولهذا قال في هذا الحديث: ((دعوة أبي إبراهيم، وبُشْرى عيسى بن مريم)).


أيها المؤمنون، فيما مَرَّ رأينا مدى افتخار سيد الثقلين محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنه جاء نتيجة دعوة أبيه إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- فكان يرفع بها رأسًا ويقول: ((أنا دعوة أبي إبراهيم))، وحق له أن يفتخر بجده خليل الله، كما حق للجد أن يفتخر بابنه خليل الله -صلى الله عليهما وسلم- ولهذا لما قابل عليه الصلاة والسلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج، قال له إبراهيم: ((مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح))، مع أن غيره من الأنبياء باستثناء آدم كانوا يقولون: ((أهلًا بالأخ الصالح والنبي الصالح))، لكن إبراهيم ناداه بالنبوَّة والبنوَّة؛ لأنه من ذريته، وقد كان عليه الصلاة والسلام يعرف قدر إبراهيم، فلما ذكر لواء الحمد قال: ((كل الأنبياء يومئذٍ تحت لوائي، إبراهيم فمن دونه))، فخصَّ ذكر جده إبراهيم، ومعلوم أن هذا يشعر بأن لإبراهيم مقامًا عظيمًا عند الله، وكان إبراهيم يعلم ذلك، ﴿ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 47]، وإبراهيم كان يعلم يقينًا احتفاء الله به؛ ولهذا كان يتكئ على هذا الاحتفاء، فقال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [الشعراء: 84]، وإلى الآن نحن في صلاتنا نقول: ((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)).


أيها المؤمنون، لو نظرنا إلى المدة الزمنية بين إبراهيم ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- لوجدناها قرونًا متطاولة؛ لكن تلك الدعوة قد رفعت من قلب تقي سليم مؤمن بالله، محسن الظن بالله، قدم بين يدي دعوته توبة حين قال: ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا [البقرة: 128] وأكَّدها بذكر أسماء الله ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 128]، وفي موضع هو أشرف المواضع عند الله بيته الحرام بمكة المكرمة، فهل ترد دعوة مثل هذه؟ وهل جزع إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-؟ أو ظن بالله سوءًا حين لم ير دعوته قد استجيبت وهو حي؟! لقد كان قلبه قلبًا سليمًا من كل ما يكدره من سوء الظن بالله، فاستجاب الله دعوته بعد قرون طويلة، في الزمن الذي يريده الله، لا الزمن الذي يريده العبد؛ لأن الله هو الحكيم العليم في اختيار الزمان والمكان المناسبين.


أيها المؤمنون، لقد أمرنا باتباع مِلَّة إبراهيم والاقتداء به، ومن الاقتداء به الدعاء لمن يحب المرء، ولذريته في المقام الأول، وهذا أمر عظيم جليل القدر عند الله تبارك وتعالى، والإنسان إذا أكثر منه فقد يكون في ابنه أو حفيده أو في صديقه من ينفع الله جل وعلا به نفعًا عظيمًا بدعاء ذلك الوالد، وكل ولد صالح بعد ذلك ولو بعد ألف جيل هو ميزان حسنات الداعي الأول، ولكننا أحيانًا نستهين بأمور عظَّمها الشرع، ويغيب عنا أحيانًا أن نفقه فقه الشرع، وهذه المواقف حينما يقُصُّها القرآن، ليس المقصود منها مجرد الإخبار، ولكن القرآن هدًى وموعظة وبشرى للناس، وهذا الجد قبل أن يكون نبيًّا هو جد لنبينا صلى الله عليه وسلم، فدعا أن يخرج الله من ذريته من هذه صفاته: تعليم الناس وتزكيتهم، فكان ما أراد بتوفيق الله جل وعلا له، فخرج نبينا صلوات الله وسلامه عليه، وخرجت للناس أعظم وأكبر أمة مسلمة منذ خلق الله آدم -صلى الله عليه وسلم- إلى أن تقوم الساعة، فلا تبخل أيها المؤمن على نفسك بدعوة صالحة صادقة؛ فإنك لا تدري أي أقدار الله تصيبك فترفعك رفعة لا تبلغها بمجرد العمل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]