|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تجاوزات جنسية مع خطيبتي أورثتني الشك فيها الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب خطب فتاة، وقعت بينهما تجاوزات بالقول والفعل تتعلق بالجنس؛ ما جعله يشك فيها، وهو في حيرة من أمره أيُكمل معها أم لا، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا خاطب منذ شهرين، حدثت بيني وبين خطيبتي تجاوزاتٍ في الكلام والفعل على الهاتف فقط؛ إذ إننا في بلدين مختلفين؛ فقد وقع بيننا كلام جنسي وأفعال جنسية، ورؤية الأعضاء الجنسية، وتلفُّظ بأسماء الأعضاء الجنسية، وكيف ستكون العلاقة بيننا بعد الزواج، ولقد ظللتُ أحادثها لأرى آخر ما ستصل إليه في مثل هذا الحديث، وقد شَكَكْتُ في ماضيها، أنا في حيرة من أمري، ولا أدري أأكُمْلُ معها أم لا، مع العلم أنها وعائلتها لهم سمعة جيدة جدًّا بين الناس، وقد كانت مخطوبة سابقًا لمدة عام، وتم فسخ الخطبة قبل الزواج بشهرٍ؛ بسبب مرض أحد المقربين لها؛ فلم يستطيعوا إتمام الزواج، أنا في حيرة من أمري، أرجو منكم الرد اليقين على سؤالي. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتك: 1) أنك وقعت في مخالفات شرعية خطيرة مع خطيبتك. 2) بدأت معها في المخالفات، وشجَّعتها، وكسرت حاجز الحياء والخوف عندها، ثم بعد ذلك شَكَكْتَ فيها. 3) تزعم أنك تماديتَ معها لترى إلى أين يصل الموضوع. 4) وهذا كلام غريبٌ جدًّا جدًّا، لا يقوله عاقل، إلا أن يكون مفتونًا، أو مخادعًا لنفسه، أو يضحك على غيره. 5) بعد جملة من الأخطاء والمعاصي الشنيعة المتراكمة منك، والاستسلام لهواك وشهواتك، تقول بأنك في حيرة من أمرك، وأنت الذي وقعت فيما يُحيِّرها. فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: بنات الناس لَسْنَ ألعوبة بيدك، تلعب بهنِّ وبمشاعرهن وتُوقِعهن في المعاصي، وتكسر الحياء لديهن، وتُهيج شهواتهن، ثم بعد ذلك كله وزيادة عليه تتشكَّك في عفافهن، ما هذا؟ اتَّقِ الله يا هذا، وارجع لربك سبحانه مستغفرًا تائبًا منيبًا إليه؛ لعل الله سبحانه أن يعلم بصدقك فيتجاوز عنك. ثانيًا: ومن تمام توبتك أن تُقلع تمامًا عن كل ما حصل سابقًا من كلام وأفعالٍ شائنة، وأن تمسح كل ما في جوَّالك من صور مخزية للبنت، وكذلك المحادثات العاطفية. ثالثًا: ليس معنى كلامي السابق تبرئة ساحة البنت من الأخطاء، فقد أخطأت بتجاوبها معك في الرذائل، وعليها أن تتوب إلى الله سبحانه، وأن تستغفر بصدقٍ، وأن تمسح كل ما حصل بينكما، وعليك واجبُ نصحها. رابعًا: تذكَّرا جميعًا أنكما لا زلتما أجنبيَّيْنِ عن بعضكما، ولا يحل لكما إلا الكلام العادي الضروري، ولا يجوز لك النظر منها إلا ما يدعو لخطبتها فقط، مرة واحدة فقط أو مرتين، حسب الضرورة، وليس دائمًا؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30، 31]. خامسًا: من الأخطاء الشائعة عند بعض الناس رفع الكُلْفَةِ والحواجز عن الخطيب، والتعامل معه كأنه زوج، وذلك بالخَلوة والتبرُّجِ والتغنُّجِ في الكلام، بينما كل ذلك محرم شرعًا؛ لأن الخطيب لا زال رجلًا أجنبيًّا إلى أن يُكتب كتاب الزواج، أما مجرد الخطبة والموافقة المبدئية، وبدعة قراءة الفاتحة، فكلها لا تجعل الخطيبة مَحرمًا للزوج، ولا يجوز له منها شيءٌ من الخلوة، والتميُّع في الكلام، ولا التبرج، ولا...؛ قال سبحانه ناهيًا النساء عن التبرج وعن الخضوع بالقول للأجانب عنهن: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 32، 33]، والخطاب هنا عامٌّ لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ولغيرهن. سادسًا: اسمح لي أن أكون ناصحًا صريحًا معك، وأقول لك: إن تصرفاتك الممقوتة شرعًا مع امرأةٍ لا زالت أجنبية عنك قد تُعطي انطباعًا عنك أنك رُبما لك سوابق سيئة؛ لأن الرجل إذا عاشر الخبيثات خاف أن تكون زوجته مثلهن، أو شكَّ فيها؛ مما يرى من الخيانات، وكما يقولون: كلٌّ يرى بعين طبعه، فانتبه لنفسك، ولا تظلم خطيبتك بسبب حماقات قد تكون وقعت فيها. سابعًا: ومع كل ما سبق ومن باب الاحتياط فقط، وقطعًا لحبل الوساوس الشيطانية عنك نهائيًّا، فلعلك تتوصل للخطيب السابق لخطيبتك، وتسأله سرًّا وبصراحة عن سبب فسخه لخطبتها؛ لأنه يبدو أنه قد يكون هناك سبب آخر؛ لأن الادعاء بمرض أحد الأقارب غير مقنع. ثامنًا: أنصحك أن تبادر عاجلًا لكتابة عقد الزواج والدخول بخطيبتك؛ فالوضع بينكما يُنذر بخطر مُحدقٍ بكما جميعًا، كيف لا وقد حصل بينكما ما يهِدُّ الجبال الرواسيَ، ويُهيِّج الشهوة ويؤجِّجها، ويجعل السليم مريضًا، ويُعرضكما لخطر الفاحشة، أو لتشتت الذهن حتى عن أهم شيء وهو عبادة الله سبحانه؟ فعجِّل ولا تتأخر، حتى ولو تقترض مبالغ مالية. تاسعًا: في هذه الظروف العصيبة لكما، اسألا الله بإلحاح أن يُعِفَّكما عن الحرام، وأن يُسهِّلَ أمر زواجكما. عاشرًا: اعلم - رحمك الله - أني شدَّدتُ عليك، وأغلظت لك القول؛ حرصًا على مصلحتك ومصلحة خطيبتك، ورغبة في إنقاذكما من خطر محدق. حفظكما الله، ووفقكما للتوبة وللزواج السعيد. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |