|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية التكرار لتثبيت الحفظ د. إسماعيل عبد عباس إن التكرار طريق السلف في التحصيل والإتقان، وما ورد عنهم في تكرار المحفوظ والمقروء ليس ضربًا من الخيال؛ وإنما حقيقة ثابتة بغية الإتقان. ومن طرق إحكام المحفوظ عندهم: كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم مَنْ لا يحفظ إلَّا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولا سيَّما في حفظ القرآن الكريم؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشدُّ تَفَلُّتًا من الإبل في عقلها))[1]، وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))[2]، ومن أمثلة التكرار عند العلماء: • عن أبي مسعود الرازي: أنَّه كان يُكرِّرُ كلَّ حَديثٍ خمسَمائة مَرَّة[3]، وقَالَ له رَجلٌ: إنَّا نَنْسى الحديثَ؟! فقال: أيُّكمْ يرجعُ في حِفْظِ حديثٍ وَاحدٍ خمسمائة مرَّة؟! قَالوا: وَمَنْ يَقوَى عَلَى هَذَا؟ فَقَال: لِذاكَ لا تحفظون[4]. • قال أبو بَكْرٍ الأَبْهَريِّ المالكيِّ: ((قَرَأتُ مُخْتَصَرَ ابنِ عبدالحكم خمسمائة مرة و(الأَسَديةَ) خمسًا وسبعين مرة، و(المُوَطَّأَ) كذلك، و(المَبْسُوطَ) ثلاثين مرة، ومختصرَ ابنِ البرقي سبعين مرة))[5]. • وقال عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: سمِعْتُ يحيى بنَ مَعِينٍ يقولُ: ((لَو لم نَكتُب -وفي لفظٍ: نَسْمَع- الحَديثَ خمسينَ مَرَّةً مَا عَرَفنَاه))[6]. • قَالَ المزنيُّ: ((قَرأتُ "الرِّسَالةَ" خمسَمِائة مَرَّةٍ، مَا مِنْ مَرَّةٍ إلا واسْتَفدتُ مِنْهَا فَائِدَةً جَديدَةً، وقَالَ أيضًا: أَنَا أَنْظُرُ في "الرِّسَالةِ" من خمسينَ سَنَة، مَا أعْلمُ أنِّي نَظَرتُ فِيهَا مَرَّةً إلا استفدتُ مِنْهَا شَيئًا، لم أكُنْ عَرَفْتُهُ))[7]. • قال أبو إسْحَاق الشِّيرَازيِّ: ((كُنتُ أُعيدُ كلَّ قِيَاسٍ أَلفَ مَرَّةٍ، فَإذَا فَرغْتُ منه أَخذْتُ قيَاسًا آخَرَ وهَكَذَا، وكُنتُ أُعيدُ كُلَّ درسٍ أَلفَ مَرَّةٍ، فإذا كَانَ في المسْأَلةِ بيتٌ يُسْتَشْهَدُ به حَفظتُ القَصِيدةَ))[8]. والتكرار وإن كانت فيه سآمة؛ لكنه أبقى للمحفوظ في الذهن[9]، وقد قيل: السبق حرف، والتكرار ألف. • وقيل: حفظ حرفين خير من سماع وِقْرَيْنِ، وفهم حرفين خير من حفظ سطرين، والوِقْر: الحِمْل الثقيل. وقال الخليل بن أحمد الشجري رحمه الله تعالى: اخدم العلم خدمة المستفيدِ ![]() وأدِمْ درسَه بفعلٍ حميدِ ![]() وإذا ما حفظتَ شيئًا أعِدْهُ ![]() ثم أكِّدْهُ غاية التأكيدِ ![]() ثم علِّقْه كي تعودَ إليه ![]() وإلى دَرْسِه على التأبيدِ ![]() فإذا ما أمنتَ منه فواتًا ![]() فانتدب بعده لشيء جديدِ ![]() مع تكرار ما تقدَّمَ منه ![]() واقتناء لشأن هذا المزيدِ[10] ![]() متون مهمة للحفظ اسم العلم اسم المتن اسم العلم اسم المتن القران الكريم حفظه كاملًا النحو متن الآجرومية الحديث الأربعون النووية مع عمدة الأحكام الصرف متن المقصود أو تصريف الزنجاني مصطلح الحديث المنظومة البيقونية، أو نخبة الفكر الفقه الشافعي متن الغاية والتقريب علم التجويد منظومة الجزرية أصول الفقه متن الورقات الأذكار حصن المسلم آداب طالب العلم منظومة الألبيري، أو ابن الوردي العقيدة متن العقيدة الطحاوية المواريث منظومة الرحبية البلاغة مائة المعاني لابن الشحنة السيرة الأرجوزة الميئية لابن أبي العز القواعد الفقهية: منظومة القواعد الفقهية للسعدي وفي الختام: فإني أدعو طلبة العلم المخلصين السائرين في طريق البناء وتطوير الذات أن يشرعوا في حفظ المتون، وأن ينصحوا إخوانهم بحفظها؛ فهي غراس الأشجار الكبيرة، وأساس البناء المتين، فليجتهد المخلص في تحصيل الأساس؛ ليكون كفيلًا بالوصول إلى سُلَّم الترقِّي والنجومية في تخصُّصه الذي يسعى للاستزادة منه وإتقانه. فيا طالب العلم أو محبه، بعد أن تعرَّفت على معنى المتون وفوائدها ومميزاتها، أرجو أن تكون هذه المعرفة طريق خير وبداية لك في طلب العلم الشرعي من أوثق طرقه وأكثرها منفعة، ألا وهي البداية بالمختصرات (المتون)، وأخذ شرحها عن عالم مُحقِّق، فالمتن شرحه لا يكون إلَّا عن عالم بذلك الفنِّ محقِّق له. [1] البخاري مع الفتح 9/ 79، وصحيح مسلم 1/ 543. [2] البخاري مع الفتح 9/ 79، وصحيح مسلم 1/ 543. [3] ينظر: تهذيب التهذيب 1/ 58. [4] يُنظَر: تهذيب الكمال؛ للمزي 1/ 424. [5] ترتيب المدارك وتقريب المسالك؛ للقاضي عياض 1/ 427، والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب؛ لابن فرحون 1/ 137. [6] تاريخ دمشق 14/ 65، وسير أعلام النبلاء؛ للذهبي 11/ 84، و4/ 342. [7] تهذيب الأسماء واللغات؛ للنووي 1/ 59. [8] سير أعلام النبلاء 18/ 458، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 115، وطبقات الشافعية؛ لابن قاضي شهبة 1/ 38. [9] يُنظَر: التكرار هو طريقة السلف في العلم والحفظ؛ لابن المهلهل. [10] الحث على حفظ العلم 35، وتعليم المتعلم 101.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |