قبل أن يتهشم الكوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أحكام تزيين النساء وعرض صورهن في مجموعة نسائية مغلقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم طباعة الصور المجانية من الإنترنت على القمصان وبيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2023, 03:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي قبل أن يتهشم الكوب

قبل أن يتهشم الكوب

نور الهدى سعد
مثل جوهرة غالية.. يخشي عليها المرء الضياع أو حتي مجرد التلوث ببعض ذرات التراب .. صنتها.. خبأتها بين عيني .. جعلت منها هدفي وغايتي .. أقسمت علي نفسي أن أصوغ منها نموذجا بلا نقائص .. كيانا إنسانيا يبهر العقول .. صورة نموذجية تتحول إلي قبلة يتحراها طالبو الفضيلة والصلاح .
فعلت ما أستطيع لأجنب ابنتي كل ما يمكن أن يهز قيمها أو يؤثر علي سلوكها.. فالتلفاز يفتح بمواعيد، ونسبقها أنا وزوجي لنشاهد ما تشاهده ، ويختبئ في صندوق أثناء الدراسة والصديقات نزنهن بعين فاحصة تدقق فيهن، وتستبعد من نجد فيها مجرد شبهة ؛ حتي لو كانت لثغة لسان، أو نقصا عن مرتبة متقدمة في امتحانات آخر العام، أو نشأة في أسرة عادية لا تعمل للإسلام.
أزياؤها تفصلها حائكة محل ثقة بعد أن أعياني الحصول علي ملابس مناسبة جاهزة وسط ركام السراويل الضيقة والبلوزات القصيرة والأكمام الشفافة، والفساتين التي تلتصق بالجسم. والتفصيل يتم بمقاييس ومواصفات الزي الشرعي بعد أن أختار أنا الألوان المناسبة الهادئة غير اللافتة للنظر .

قراءاتها نحددها معا- أنا وزوجي - ونشتري لها ما نراه مناسبا دون مشورتها، وإن اقترحت أن تذهب إلي المكتبة لتختار بعض ما تود قراءته نهرتها وقلت بلوم شديد: وهل ستعرفين ما يناسبك أكثر منا؟
كان كل شيء محددا ومقننا ومضبوطا ومحسوبا بدقة، وكانت ابنتي كما أردنا حتي بلغت الرابعة عشر.

حتى وقعت الواقعة، ورأيت بأم عيني ما لصق قدمي بالأرض وأخرس لساني ، وأغرقني في عرق الارتباك والذهول.
كنا في النادي وتلقيت هاتفا عاجلا اضطرني إلي الانصراف وطلبت ابنتي مني البقاء في المكتبة فوافقت ، وبعد ساعتين عادت إلي البيت بملابسها الفضفاضة وغطاء رأسها المنسدل بوقار علي صدرها.
بعدها زارتني صديقة عضوة بالنادي نفسه، ومعها شريط فيديو حول أنشطة النادي ، جلست أشاهده بلا مبالاة ، وانشغلت لدقائق قبل أن أسمع صوت صديقتي تقول باندهاش:
انظري : أليست هذه... ابنتك ؟
ما هذا الذي ترتديه؟
ما شاء الله شعرها رائع.. وساقاها جميلتان ؟ أين كان كل هذا الحسن مختبئا؟

سقط في يدي وقلت بصوت واهن : هي تشبهها بالتأكيد ولكنها ليست ابنتي ، ولكنني دققت النظر فتأكدت أنها هي .. ترتدي الملابس الفضفاضة ذاتها ، ولكنها تحيط خصرها بحزام ضيق .. وشعرها مسترسل وتجلس علي كرسي تقرأ مجلة أمام حمام السباحة، عرفت من صديقتي أن الفيلم تم تصويره يوم تركت ابنتي في النادي وسبقتها إلي البيت فوجدتها هي فرصة للانطلاق والتمرد.
كانت طاعة ابنتي العمياء لي رمادا فوق نار وكان انصياعها المطلق لأبيها ستارا يخفي رغبتها أن تكون لها استقلاليتها ولذلك ما إن غاب القط حتي تقافز الفأر فرحا بنجاته من مخالبه.
واجهت ابنتي وأنا أتصنع ابتسامة.. فبكت وأطرقت ولم تنطق سوي بجملة واحدة : أنتما السبب .. ثم جرت إلي حجرتها وتركتني ذاهلة ؛ حتي عن نفسي .
أفكر فيما قالته، وأراجع تصرفاتي فأكتشف أن لديها كثيرا من الحق ، فالطوق الخانق لا يسعد صاحبه ، والمساحات الشاسعة تربك من يسير فيها فيضل طريقه .

ابنتي في الرابعة عشرة - في بداية مرحلة المصاحبة - سأصاحبها ، ولكن هل سأنجح بعد أن تجاوزت هي مرحلتي اللعب والتأديب ، وفشلنا - والدها وأنا - في أن نمسك العصا من المنتصف ؛ بحيث لا تصبح صالحة للضرب بها ؟
عذرنا نيتنا.. وخوفنا علي فلذتنا، وما نسمعه ونقرؤه من مآس وحوادث تؤكد أن الأمان والأخلاق صارا عملة نادرة .
كنا نريد أن نحميها من كل ماحولها، ولكننا نسينا أن نحميها من نفسها، من ثورة حقوق طفولتها.

صارحت زوجي بما حدث وتناقشنا طويلا ، وكان رأيه أن البنت لم تخلع حجابها خلاعة ، ولم تقصر رداءها انحرافا ، ولكن كان هذان السلوكان وسيلتها للإحساس بالاستقلال ، ولذلك فلا خوف عليها، وأردف مبتسما: سنبدأ من جديد، فالكوب لم ينكسر تماما، إنه الآن علي حافة المنضدة ، ويمكننا برفق أن نحركه إلي منطقة آمنة ، قبل أن يسقط ويتهشم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]