|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() استخار في أمري لكنه لم يطمئن أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة تعرفت على شاب، وقاما بارتكاب بعض المحرمات من خلال الجوَّال، ثم إنهما تابا، وصلَّى كلٌّ منهما الاستخارة، فاطمأنَّت الفتاة، ولم يطمئنَّ هو، حتى بعد ذَهابه إلى مكة ليدعو الله، وهي تسأل: ما الحل؟ وهل يتقدم إليها مباشرة حتى ولو لم يطمئن في صلاة الاستخارة؟ ♦ السؤال: تعرفتُ على شابٍّ منذ ستة أشهر، وكان الهدف أن يعرف أحدنا الآخر بغرض الزواج، وبالفعل بعد التعرف، وجدنا تناسبًا وتلاؤمًا بيننا، ووجدنا أننا نريد أن نكمل حياتنا معًا، على أننا فعلنا بعض المعاصي عن طريق الجوال، وفي الوقت الذي كنا نرتكب فيه هذه المحرمات صلى كلٌّ منا صلاة الاستخارة، فشعرت أنا بالراحة تجاه الأمر، أما هو فلم يرتَحْ، وكرر الاستخارة مرات كثيرة، وكانت الاستخارة أحيانًا تكون بلا إجابات، وأحيانًا لا يكون فيها مرتاحًا، ثم إننا بعد ذلك تُبْنا إلى الله وعزمنا على ألَّا نعود إلى أي محرم نهائيًّا، وتصدقنا ودعونا الله بشكل مستمر، وافترقنا لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وذهب هو إلى مكة لكي يستخير ويطلب من الله أن يجمعنا، ولكنه لم يشعر بالراحة أيضًا، فبدأت أفكر بأن أساس هذه العلاقة حرام، وأننا قد ارتكبنا أشياء محرمة، وأنه لم يأتِني من باب أهلي، وهو ما أمره الله بفعله، فأرجوكم انصحونا: ما الحل؟ وهل يجب أن يخطبني بشكل رسمي كما أمر الله ومن ثَمَّ يستخير؛ لعل الله ييسر أمورنا ويرتاح ونتزوج؟ فوالله إن نيتنا صالحة، ونحن أشخاص طيبون، وهدفنا كان الزواج منذ البداية، وبيننا تناسب، وكلانا يريد الآخر، فما الطريقة الصحيحة في حل هذا الأمر؟ فقلبي يتقطع، وليس بيدي حيلة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فإن صلاة الاستخارة من جنس الدعاء، فإذا كان الأمر مباحًا وقد فكر فيه الإنسان جيدًا، وعلم أن فيه خيرًا له في دينه أو دنياه، أو عاقبة أمره، ثم قرر أن يأتي هذا الأمر ويفعله، فإنه بعد ذلك يستخير الله أن ييسر له ما عزم عليه، أما الإنسان الذي لم يعزم على شيء وهو متردد فيه، ثم يصلى استخارة في انتظار أن يظهر له علامة تشجعه على أن يفعله، مثل أن ينشرح صدره أو يسمع آية أو حديث مثل: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159]، أو شيئًا من هذه العلامات، فهذا فهم غير صحيح لصلاة الاستخارة، قد يفوِّت عليه فوائد جمة. فخطوات الاستخارة: 1- فكِّر في الأمر جيدًا بشرط أن يكون مباحًا ومشروعًا. 2- اعزم عليه. 3- صلِّ استخارة. واعلمي يا فتاتي، أن الله غنيٌّ عن عقابنا؛ حيث قال عز وجل في سورة النساء: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]. فلا حاجة لله في أن يعذب عباده بعدما تابوا وأنابوا، وعادوا إليه نادمين عازمين على ألَّا يعودوا للذنب والمعصية؛ لأنه لا يجتلب بعذابكم إلى نفسه نفعًا، ولا يدفع عنها ضُرًّا، وإنما عقوبته للعصاة من خلقه جزاءٌ منه على جرَاءتهم عليه، وعلى مخالفتهم أمره ونهيه، وكفرانِهم نِعَمَه عليهم، فإن أنتم شكرتم له على نِعَمِهِ، وأطعتموه في أمره ونهيه، فلا حاجة به إلى تعذيبكم، بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعةٍ له وشكر، بمجازاتكم على ذلك بخيرٍ ونِعَمٍ تقصر عنها أمانيُّكم، ولا تبلغها آمالكم. فإن كان هذا الشاب يراكِ مناسبة له، فليتقدم لخطبتكِ فورًا، وليدخل البيت من بابه، ويتصل بأهلكِ، ولا يلزم أن تخبريهم بما كان بينكما من حديث، بل لا ينبغي، وليتقدم إليكِ وكأن إحدى صديقاتكِ قد رشحتكِ له، ويصلي استخارة وقتها كيفما يشاء وكل يوم، وكلما كان صادقًا مع الله في توبته ودعائه، فسوف ييسر الله له تلك الخِطبة، أو يصرفه عنها، لكن أن يكون مترددًا، فلن تُجدي معه الاستخارة شيئًا. ويجب أن تنتبهي إلى أن هذا الشخص غريب عنكِ، ولا تعرفين عنه إلا أقل القليل، ولقد كان يستغلكِ لقضاء شهواته عبر الهاتف، وليس بالضرورة أن ما ظهر لكِ من تفاهم وتقارب يكون صحيحًا. فهو كأي خاطب غريب عنكِ تمامًا من حيث معرفتكِ بطباعه وأخلاقه الحقيقية، فلا تبني قصورًا على الرمال، ولا تُحمِّلي تلك الخطبة - إن تمت - أكثر مما ينبغي. فإن ظهر منه مزيد من التردد، فانصرفي عنه فورًا، ولا تدخلي معه في أي نقاش أو جدال، ولتكن رسالتكِ الأخيرة له هو نص هذه الاستشارة، ومعها رقم هاتف أهلك، ولا تزيدي على ذلك شيئًا. ولا تستبعدي احتمال أنه يتهرب منكِ ويخدعكِ، فهذا دأب كثير من الشباب الذي يعبث ويلهو مع الفتيات، وهو لا ينوي الارتباط بهن، فيُظْهِر لهن الحب، ويُغدِق عليهن من مشاعره الكاذبة؛ حتى ينال ما يريده، ثم ينصرف عنهن بحجج كثيرة، مثل تلك الحجة الواهية التي يتشدق بها هذا الشاب. يسر الله لكِ أمركِ، وكفاكِ شرَّ نفسكِ وشر الكذابين والمخادعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |