زوجي يشرب الخمر ويريد أخذ ذهبي

[ابوالوليد المسلم]

زوجي يشرب الخمر ويريد أخذ ذهبي
أ. لولوة السجا

السؤال:
♦ الملخص:
سيدة متزوجة منذ عام، تشكو مِن زوجها الذي يشرب الخمر، ويسب الدين ويشتمها بأهلها ويتهمها في شرفها، ويريد أخذ ذهبها، وتسأل: هل أطلق أو لا؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا في حالة نزاعٍ دائمٍ مع زوجي، فقد تزوَّجتُ منذ عامٍ، وأنا شخصية سريعة الاستفزاز وعاطفية جدًّا، وزوجي إنسانٌ خشنٌ فظٌّ، وأسلوبُه جافٌّ، ولا يُؤمن بالكلمة الطيبة، حتى الغزَل لا يَعتَرِف به، وبالنسبة له الحبُّ بين الزوجين هو غرفة النوم فقط، ولا يجوز للزوجة أن تَطْلُبَ مِن زوجها أن يُسْمِعَها إطراءً زوجيًّا!


إضافة إلى ذلك فهو يطلُب مني أن أبيعَ ذهبي، ويَنْعَتني بكلِّ الألفاظ السيئةِ، ويَعتبرني زوجةً سيئةً؛ لأني لم أرضَ أن أبيعَ ذهبي؛ وسبب عدم رضاي أني أرى الوضع لا يَستحقُّ أن أبيعَ ذهبي!


اكتشفتُ أن زوجي يَشرَب الخمر، وإذا ناقَشتُه يكون مَصيري الضربَ، حتى إنني في بعض الليالي لا أغمض عيني مِن شدة الألَم.


شَكوتُ لأهلِه فكانوا يَقِفون في صفِّه، وأمُّه ترى أن الزوجة لا بد أن تصبرَ على زوجها مهما فَعَل فيها، بل الأدهى والأَمَرُّ من ذلك أنها تسبني بأهلي وهو يقف وراءها مكتوف الأيدي لا يستطيع أن يتكلَّم!


شَكَوتُه في حقوق الأسرة فاعتذر لي، وبعدما تنازلتُ عن حقي عاد كما كان، بل أسوأ؛ فأصبح يَسُبُّ الدين ويتَّهمني في شرفي، ويَبْصُق في وجهي في الشارع، مع أنه يصلي، لكنه يشرب الخمر، ويأكل المال الحرام.


أوهمني أنه لا يمكن لأحد أن يتحملني، لسوء تصرفاتي، ولأنني لستُ زوجة محترمة، لذا استمررتُ معه خوفًا من الطلاق.


صبرتُ كثيرًا، لكنني تعبتُ، وأنا الآن عند أهلي بعد مشكلة بيني وبينه، وأنتظر الطلاق، وهو لا يريد الطلاق كي لا يدفع المؤخر، ويريدني كالمُعَلَّقة انتقامًا مني، ولا أدري ماذا أفعل؟ وما التصرف الصحيح الذي أفعله؟



الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فرجلٌ بهذه الصفة لا يجوز ولا يَحْسُن لك البقاء معه، انتَظِري حتى يَمَلَّ فيُطلق، إلا إن كنتِ حريصةً على الحصول على ورقة الطلاق بشكلٍ عاجل، فهنا أمامك أكثر من طريقة؛ منها مثلًا: التنازُل عن المؤخر لو كان المبلغُ بسيطًا؛ لأنك أنتِ مَن طلَب الطلاق، ويمكنك اللجوء إلى (حقوق الأسرة) لمعرفة حقوقك عند الطلاق!

وعلى كل حالٍ لا تُفَكِّري في مسألة الرجوع إلا إذا طلَب هو الرجوع، ووَعَدَ بتغيير حاله، وخصوصًا ما يتعلق بالألفاظ الكُفرية مِن سب الدين وخلافه، وأنا لا أعلم حقيقة هل حاولتِ في بداية العلاقة الزوجية أن تتعاملي معه التعامل المناسب الذي يَحتاجه، أو أنك بمجرد ما رأيت سوء خلقه ودينه لزمت الصمتَ ظنًّا منك بأنه هو الحل؛ وأقصد: هل بذلتِ شيئًا مِن حُسن الخلُق والتعامل، واجتهدتِ في امتصاص غضبه واحتوائه بالطريقة المناسبة؟! فهناك صنفٌ مِن الرجالِ لا يُريد مِن المرأة شيئًا سوى أن تُشْعِرَهُ برُجولته وتتقبل شخصيته بما فيها، وأن تُظهر له إعجابها ورضاها ولو كذبًا، وأن تجتهدَ في مدحه والثناء عليه، وتقديم الشكر له على أيِّ عمل ولو كان بسيطًا، تمامًا كما تفعل مع طفلها.

أما إن كان الرجلُ لم يَنفعْ معه شيء مِن ذلك، وقد جَرَّبْتِ وصبرتِ ولم تِجِدي نتيجةً فلا يُكَلِّف اللهُ نفسًا إلا وسعَها.

هذا ما أنصح به، ولك الخيارُ فيما تُقرِّرين، وفَّقك الله ووجَّهك لكلِّ خيرٍ وفرَّجَ هَمَّك، و‏لا تنسَي الدعاء.