|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طلاق بعد ثماني عشرة سنة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة منذ ثماني عشرة سنة، تشكو عدم انسجامها مع زوجها، وإهماله لأبنائه وجفافه في معاملتهم، وترى في الطلاق خلاصًا مما تعانيه، وتسأل: ما الرأي؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم. أنا امرأة متزوجة منذ ثماني عشرة سنة، بلغتُ الأربعين من عمري، لي من الأبناء خمسة، تحملتُ تربيتهم وحدي؛ إذ إن زوجي يعامل أبنائي بجفاف وغلظة؛ فهو دائم الخصام معهم، وبعيد عنهم كل البعد؛ يعمل ثم يأتي للبيت ليأكل ويخرج، ولا يعود إلا آخر الليل، فلا يجلس معهم، ولا يحاول معرفة أمورهم ودواخل نفوسهم، اللهم إلا إذا احتاج أحدهم الذهاب للمستشفى، فكأنه لا يريدنا في حياته، كأنه مجبر علينا؛ ما أحدث شرخًا في نفوسهم، فبات كلٌّ منهم يتمنى البعد عنه، مع محاولتي دائمًا بإظهاره بشكل حسن أمامهم، وإيضاح وجوب تحملهم له، لكن بلا جدوى، أصبحت أباشر أدق الأمور بنفسي، وهو لا يدري؛ لأنه لا يعجبه شيء في الحياة، ويرى أن لا داعيَ لأي شيء، وفوق هذا كله يريد زيادة في الإنجاب، وقد رفضت رفضًا قاطعًا؛ فلا قدرة لي على التحمل، وحاولت التفاهم معه حول الأمر؛ إذ كيف يطلب الإنجاب، وهو لا يهتم لأمور أبنائه؛ فما كان منه إلا أن هددني بالزواج من امرأة أخرى لتُنجب له، أعلم أن ذلك حقٌّ له، ولكن من المستحيل أن أتحمل هذا الوضع، ولا يمكنني العيش معه متحملة كل هذه الأمور، ثم يتزوج أخيرًا، لا أتوافق معه فكرًا ولا روحًا، وهو لا يتوافق معي، أصبحت أرى في الطلاق الراحة النفسية لي ولأبنائي، وأكثر ما يؤلمني نفسية ابنتي ذات الثمانية عشر عامًا؛ إذ وصل بها الأمر إلى أن تمنَّت موته؛ لسوء معاملته لها، أرجو الإفادة منكم في وضعي؛ فلم أعُدْ قادرةً على التحمل أكثر، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتكِ هو: 1- زوجكِ غير مهتم بكِ ولا بتربية أبنائكما. 2- أسلوبه في التعامل مع الأبناء جاف وسيئ، لدرجة أن البنت الكبرى تتمنى موته. 3- يطالب بزيادة الذرية، وأنتِ ترفضين بحجة عدم قدرته على تحمل مسؤولياتهم، ولا على تربيتهم. 4- يهددكِ بالزواج من زوجة أخرى لتنجب له. 5- وأنتِ لا تستطيعين تحمُّلَ ذلك. 6- تجدين عدم توافق فكريٍّ وروحي بينكِ وبين زوجكِ؛ وبمعنًى أدق: تفتقدان أسس السعادة الزوجية؛ وهي المودة والسكن والرحمة. 7- ثم تطلبين الإفادة عن وضعكِ؛ لأنك لا تستطيعين التحمل أكثر؛ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: لا بد من معرفة أسباب السلوكيات غير السوية التي أشرتِ إليها، والغالب أن ما عليه زوجكِ حسب وصفكِ هو ما يُسمى بالاتكالية واللامبالاة، أو ضعف الإحساس بالمسؤولية، مع شيء من القسوة في التعامل، وهذا موجود عند بعض الأزواج وعند بعض الزوجات، ومن أسباب مثل هذه الحالة التربية السابقة؛ حيث يكون الزوج أو الزوجة قد تربَّى في بيتٍ يُخدم فيه ولا يخدم، ولم يُعطَ مسؤوليات في شبابه، فعاش مُهمَلًا ومُهمِلًا، وأيضًا قد عاش في بيئة اتسمت بالقسوة والجفا؛ فيعيش بقية حياته مُهمِلًا، غليظَ الطبع، ضعيف الإحساس بالمشاعر، وقد يكون عاش في بيئة تحتقر الزوجة والبنات وتزدريهم، وترى أن بسط الوجه معهن مَنقصةٌ للرجولة، ومدعاة لاستغلالهن للرجل. ثانيًا: وأصدقكم القول أن مَن عاش في ظل هذه التربية قد يصعُب تعديل سلوكه، وقد يبقى عليه دائمًا. ثالثًا: إذا علمتِ بما سبق، فليس أمامكِ إلا أن تقضي بقية حياتكِ معه، مستسلمة لواقعكِ، محتسبة الأجر في الصبر والتحمل من أجل تربية أبنائكِ. رابعًا: ومع ما سبق ذكره من صعوبة تعديل سلوكه، فإنه يجب عدم اليأس من استصلاحه، وبذل الجد لذلك بالوسائل الآتية: 1- أقواها وأعظمها الدعاء له بصلاح الحال؛ فهو مؤثر جدًّا، خاصة إذا خرج من قلب صادق، وكذلك الدعاء لكِ ولأبنائكِ بالصبر وبتفريج الكرب. 2- كثرة الاستغفار، وله أثر عجيب؛ ولأننا نُبتلى أحيانًا بسبب ذنوبنا ونحن لا نشعر. 3- كثرة الاسترجاع، وهو أيضًا مؤثر جدًّا، خاصة مع الإخلاص فيه. 4- سؤال الله باستمرار الإعانة والإخلاص في تربية الأبناء. 5- الصدقة ولو بالقليل؛ فهي من أسباب تفريج الكرب. خامسًا: مناصحته من قِبل عقلاء العائلة، خاصة أعمامه وأخواله وإخوانه. سادسًا: الطلب من خطيب الجامع إلقاء خطبة عن حسن العشرة مع الزوجة والأبناء. سابعًا: وعظه وتذكيره بمسؤوليته أمام الله سبحانه عن حقوق زوجته، وعن تربية أبنائه، وذلك بوسائل؛ منها: إرسال مقاطع يوتيوب مؤثرة عن هذه الحقوق، وعن فضيلة حسن الخلق، وعن عواقب إهمالها. ثامنًا: ما ذكرتم شيئًا عن محافظته على الصلاة، ولا عن تعاطيه للمسكرات أو المخدرات، أو شرب الدخان، والغالب أن الذي يتساهل بالصلاة، أو يتعاطى شيئًا مما ذكرته يعيش قلقًا متوترًا، وينعكس ذلك على سلوكه في البيت، فلا بد من معالجته عن هذه المساوئ؛ لأنها السبب الرئيس. تاسعًا: ذكرتم أنه يقضي يوميًّا كثيرًا من الليل خارج المنزل، وهذا الفعل له أثر في كل ما تشتكون منه؛ لأنه قد يكون يجالس جلساء غير صالحين يُحرِّضونه، وأيضًا قد يرتكبون معاصيَ تسبب القلق وسوء الخلق؛ فلا بد من العمل على تغيير جلسائه. عاشرًا: ذكرتِ أنكما لا تتوافقان لا فكريًّا ولا روحيًّا، ومعنى هذا أنكما تفتقدان أسس الحياة الزوجية السعيدة، ولعل فقدانكما لذلك من أسباب هروب زوجكِ من البيت؛ إذ لو وُجد الحب، لوُجدت معه المودة والسكن، والرحمة والراحة في البيت، والتلطف للزوجة والأبناء. حادي عشر: ذكرتِ أنكِ تفكرين في الطلاق، وتَرَينه حلًّا لمشاكلكِ، لكني مع تقديري لوضعكِ المؤلم أرى عدم الاستعجال في ذلك، وبذل الأسباب التي ذكرتُها لكِ سابقًا؛ لعل الله سبحانه أن يُغير من حاله، فتسعدا، وما ذلك على الله بعزيز. حفظكم الله، وهدى الله زوجكِ، ورزقه حسن الخلق ورعاية الأمانة. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |