الافتقار للغني الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129814 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369992 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2023, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي الافتقار للغني الكريم

الافتقار للغني الكريم



كتبه/ محمد خلف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمن أعظم أسباب إجابة الدعاء: أن يُبرِز العبدُ لسيده ومولاه كمال ضعفه وفقره وحاجته، وأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله، وأنه لا غنى له عن رحمته طرفة عين في سائر أحواله، ولو بلغ ما بلغ من الفضل والمنزلة؛ فهذا سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم- يقول لفاطمة ابنته -رضي الله عنها-: (‌مَا ‌يَمْنَعُكِ ‌أَنْ ‌تَسْمَعِي ‌مَا ‌أُوصِيكِ ‌بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ، وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَاحَيُّ يَاقَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).

وهذا خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- توسل إلى ربه في ضعف، وانكسار وخضوع، وتبرؤ من حوله وقوته، فقال مستعيذًا بربه ومستجيرًا به من أن يقع هو وذريته في عبادة الأصنام كما في قوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ ‌نَعْبُدَ ‌الْأَصْنَامَ) (إبراهيم: 35)، فكان إبراهيم التيمي يقص ويقول في قصصه: "مَن يأمن مِن البلاء بعد خليل الله إبراهيم، حين يقول: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ ‌نَعْبُدَ ‌الْأَصْنَامَ)"، ثم علل هذا -عليه السلام- بسبب إضلالها لكثير من الناس، ولذلك سأل ربه أن يعافيه من مصير هؤلاء الذين أضلتهم فعبدوها وأشركوا بربهم، كما قال -تعالى- عنه: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ‌وَمَنْ ‌عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (إبراهيم: 36)، فهذا حال العارفين بربهم وبأنفسهم.

وهذا زكريا -عليه السلام- افتتح الله -سبحانه وبحمده- بذكر دعائه في مطلع سورة مريم بعظيم رحمته -سبحانه- بزكريا -عليه السلام-، وذكر ذلك بمقام الربوبية المتضمنة للرحمة والرأفة، والغنى والإحسان المتواصل، وذكر زكريا بصفة العبودية المتضمنة للفقر والحاجة والنقص، وقد أبرز زكريا -عليه السلام- مقام العبودية والافتقار، والتذلل في مسألته، بأسلوب بديع يصعب معه أن ترد حاجته، وكيف والمسئول هو القريب المجيب -سبحانه وبحمده-؟! فقال -عليه السلام- كما قص علينا ربنا -سبحانه-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ‌وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (مريم: 4-6).

فكانت الإجابة وكان الجبر، وكان المن من الغني الكريم، فقال -سبحانه وبحمده-: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (مريم: 7).

وكما في دعاء عباد الرحمن الذين مدحهم -سبحانه وتعالى- فقال: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ ‌غَرَامًا . إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) (الفرقان: 65-66).

قال السعدي -رحمه الله- في قوله: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا): "وهذا منهم على وجه التضرع لربهم، وبيان شدة حاجتهم إليه، وأنهم ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب" (انتهى).

وكذا كان مِن دعاء أولي الألباب الذين ذكرهم -سبحانه- في خواتيم آل عمران، فقال عنهم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا ‌بَاطِلًا ‌سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (آل عمران: 190-192).

فضمنوا استعاذتهم بربهم الرحيم بإظهار سوء حال أهل النار، وهلاكهم وخزيهم، وفضيحتهم في هذا اليوم، وهو متضمن للتعوذ من النار ومصير أهلها، وتأكيد تحقق هذا المصير، وأنه لا مفر منه، ولا ناصر ومخلص لهم من هذا الخزي والعذاب المقيم، فقالوا: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).

فاللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لنا شأننا كلَّهُ، لا إله إلا أنت.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]