|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمور تعين على الحفظ د. إسماعيل عبد عباس ♦ إخلاص النية؛ قال ابن عباس رضي الله عنه: إنما يحفظ الرجل على قدر نيَّتِه. ♦ تقوى الله تعالى بالابتعاد عن صغائر الذنوب فضلًا عن كِبارِها؛ قال محمد بن النضر: سمِعْتُ يحيى بن يحيى يقول: سأل رجل مالك بن أنس: يا أبا عبدالله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء، فتركُ المعاصي، وقال بشر بن الحارث: إذا أردْتَ أن تلقن العلم فلا تَعْصِ. وقال علي بن خشرم: سألت وكيعًا، قلت: يا أبا سفيان، تعلم شيئًا للحفظ؟ قال: أراك وافدًا، ثم قال: تركُ المعاصي عونٌ على الحفظ. وقال بعضهم، ويُنسَب للشافعي: شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ![]() فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي ![]() وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ![]() ونورُ الله لا يُهدى لعاصي ![]() فالقلب يحتاج إلى أن يُفرغ، فيكون محلًّا صالحًا للعلم، فإذا كان القلب مليئًا بالأدناس، والمدنسات، والأرجاس، فإن ذلك يحول بينه وبين العلم. ♦ اختيار المكان والأوقات المناسبة للحفظ من أوقات الصفاء، والبعد عن الضوضاء، وانقطاع الشواغل، وغياب الملهيات؛ كوقت الفجر، وبعد العصر؛ يقول الخطيب البغدادي: "أجود الأوقات في الأسحار - يعني: للحفظ - ثم بعدها وقت انتصاف النهار، ثم بعد ذلك ذكر أول النهار"، وقال: "إن حفظ الليل أصلحُ من حفظ النهار، وذكر أماكن الحفظ، أن الغرف العلوية أفضل من السفلية، وهكذا في كل مكانٍ بعيد عما يُلهي، ويشوش الأذهان"، وهذا يُقال أيضًا لمن يريد أن يحفظ القرآن، أو يُقال لمن أيضًا يريد أن يفهم في دراسةٍ أو نحو ذلك. فأنت بحاجةٍ إلى أن تجمع الذهن؛ ولهذا فإن المُجربين يقولون: كلما كان المكان ليس فيه ما يشوش، فهذا أفضل، وكلما كان أضيق، فهو أدعى إلى الحفظ. ولهذا بالإمكان أن يقترب الإنسان جدًّا من الجدار؛ لتكون المساحة التي تراها العين ضئيلة؛ لأن العين تصب في القلب المشَاهِد التي تراها، والقلب هو محل الحفظ، فيحصل له تشويشٌ وانشغالٌ بهذه الأشياء التي ترِد عليه، أو يضع الجوَّال بجانبه ويُكلم ويقرأ كل رسالة تصل، فإن ذلك يأخذ شعبًا من قلبه، فلا يجتمع عليه، فيطول عليه وقت الحفظ؛ ولذلك تجد الإنسان أحيانًا يُريد أن يحفظ شيئًا يسيرًا، فيجلس مدة طويلة بينما يُمكن أن يُحفظ هذا في عشر دقائق؛ بل لربما يُريد الإنسان أن يقرأ صفحة واحدة، ويجلس مدة طويلة من الزمن، وإذا نظر يجد كأنه لم يقرأ الأسطر الأولى، فيرجع مرة، وثانية، وثالثة، لماذا؟ لأنه في مكان غير مُهيَّأ؛ يجلس في الصالة مع مَنْ حولَه، مع أهله، ويسمع بأُذُنٍ الحديث، وينظر بعينٍ إلى الكتاب، ولا يحصل له كبير مطلوب. ♦ مما يُعين على الحفظ: محاولة الربط بين الأشياء من جهة المعنى، يعني في الأبواب الفقهية مثلًا تجد: المياه، والطهارة، ثم بعد ذلك تأتي الصلاة، والمواقيت، والأذان، والإقامة، كذا، فينبغي الفهم كيف رُتبت بهذه الطريقة؟ وكذلك في حفظ القرآن، مثلًا ذكر في خاتمة هذه الآية شيئًا يتعلَّق بالتذكُّر أو بالتعقُّل، ثم بعد ذلك التفكُّر، ثم بعد ذلك التذكُّر مثلًا، فتربط بين هذه الأشياء أن إنسانًا يعقل الأمور، ثم يتفكَّر، ثم يحصل له الذكرى. ♦ أوقات الجوع: أفضل من أوقات الشبع، كما ذكر ابن جماعة أيضًا أن أفضل أوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الإبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل. ♦ مما يُعين على الحفظ: وهو التفطُّن للمطعومات والمشروبات، هناك أشياء ذُكر لها أثر إيجابي؛ مثل: العسل والزبيب على الريق يقوي الحفظ، اللبان المر؛ فعن ابن جريج قال: قال الزهري عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وقال أيضًا: مَنْ سرَّه أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب[1]، وقد ذكر الأطباء التفَّاح وغيره كذلك، إلا أن الواجب هو الاعتدال والتوسُّط في الطعام[2]؛ لأن الشبع يؤثر في الحفظ، فالحفظ أوقات الجوع أفضل وأنجع من الحفظ أوقات الشبع. ♦ مما يُعين على الحفظ: أنه مهما استطعت أن يجتمع في الحفظ (اللسان والقلب والعين والأذن) فتتواطأ هذه جميعًا على التحصيل، فتحفظ بهذه الطريقة في أقصر مدة. ♦ مما يُعين على الحفظ: العمل بهذا العلم، وكلام أهل العلم في ذلك كثير، وقد جاء عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به، وجاء هذا عن جماعة من السلف رضي الله عنهم. ♦ مما يُعين على الحفظ: اعتماد نُسخة واحدة، يحفظ منها ويُراجع؛ ليرتسم ذلك في ذهنه، سواءً أكان في حفظ القرآن أم في حفظ المتون، نسخة واحدة من أجل أن يكون ذلك كالمطبوع في القلب، كأنك تتصوَّر الأسطر، وأن بداية الصفحة هي الكلمة الفلانية، ويأتي بعدها كذا، فهذا أدعى إلى الضبط بإذن الله. ♦ ومما يعين أيضًا كثرة السماع للمتن الذي يروم الطالبُ حفظَه، وخاصة النظم فإنه أثبت، وهناك تسجيلات كثيرة بأصوات العلماء مع حسنها وجمال صوتها تحظى بضبط للنصوص وتشكيل للكلمات؛ مثل: نظم الجزرية بصوت الشيخ أيمن رشدي، ونظم البيقونية، والآجرومية وغيرها؛ كي لا يحفظ الطالب المتن مع اللحن والخطأ فيه من غير دقة ولا إتقان. ♦ الجد والمواظبة؛ قال بعضهم: بقدر الكَدِّ تُكتَسَب المعالي ![]() ومَنْ طَلَبَ العُلا سهرَ الليالي ![]() ترُومُ العِزَّ ثُمَّ تنامُ لَيْلًا ![]() يغوصُ البحر مَنْ طلَبَ اللآلي ![]() تركت النوم ربي في الليالي ![]() لأجل رضاك يامولى الموالي ![]() فوفِّقْني إلى تحصيل عِلْمٍ ![]() وبلِّغْني إلى أقصى المعالي[3] ![]() [1] الجامع؛ للخطيب 2 /262. [2] وهناك أشياء لها أثر سلبي؛ مثل: الحوامض، الحوامض أثرها سلبي في الإنسان، تُضعف حافِظَتَه؛ مثل: التفاح الحامض، واللبن الحامض، وما أشبه ذلك. [3] انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2 /257، وتعليم المتعلم 95، ولفتة الكبد 38، وتذكرة السامع والمتعلم 167، وما بعدها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |