|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي تضربني الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: رجل ثلاثيني يشكو زوجته التي تجعل الأمور اليسيرة مشاكل كبيرة، وقد جعله ذلك يضربها، لكنها أصبحت ترد عليه بالمثل، ويسأل: ما الحل؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا رجل في منتصف الثلاثينيات، متزوج منذ ست سنوات، ولي من الأولاد ثلاثة؛ توءمان ولد وبنت في الثالثة من العمر، وبنت في الخامسة، أعمل وزوجتي في وظائف مرموقة، ووضعنا المادي جيد، نحن ملتزمان بالصلاة والصيام والحمد لله، تزوجت بعد علاقة عاطفية استمرت عشر سنوات، وخلال فترة زواجي حدثت مشاكل بيني وبين زوجتي كأيِّ زوجين، لكنها كانت تتطور بسبب أسلوبها الفظ وكلامها المهين الذي لا أتحمله، حتى وصل الأمر بي أن ضربتها لردعها وتخويفها، ولكن دون جدوى، بل أتى الأمر بنتائج عكسية، فقد حدا بها الأمر إلى ضربي؛ لكي تدافع عن نفسها كما تدَّعي، وكنت أتصل بوالدها كي يأتي ويأخذها لعلها تعترف بخطئها، ووقع بيننا الخلاف مرتين، كنت أنا فيهما المبادر بالإصلاح؛ علَّها تتعظ، وسألخص لكم شخصية زوجتي؛ فهي البكر عند أهلها، ومسيطرة عليهم نوعًا ما، حتى إن لها تأثيرًا كبيرًا على والدها، كما أنها من النوع كثير الحزن والتأفُّف من عمل البيت والعناية بالأولاد، أضف إلى ذلك أنها عنيدة ومتعنتة كالصخر الجلمود، لا تتنازل بسهولة، يصل بها الأمر لمعايرتي بأخطائي القديمة التي تعلمها عني بحكم علاقتي الطويلة بها، على استعداد لتطوير المشكلة، وليس لتهدئة الأمور، حتى إن كثيرًا من المشاكل كنت أنا المبادر بالصلح، والحديث معها بروِيَّة وهدوء، وقد عدنا بعد سنتين، وحدثت نفس المشكلة، واستفحل الأمر بسببها رغم أنه أمر يسير، وعادت لتتطاول بيدها عليَّ، وتستخدم أدوات حادة كالسكين لمهاجمتي، فضربتها لأردعها، واتصلت بوالدها وأتى ليأخذها، وهي وأولادي عند أهلها منذ شهر، ولم تقُمْ بأي تصرف تجاهي يُشعرني بالإيجابية من ناحيتها، وكل أسبوع أذهب لأرى أولادي، وقد دعاني والدها مؤخرًا بالاتصال بي لجاهة ابنته الصغرى في آخر الليل وقبل يوم؛ ما أشعرني بعدم رغبته بحضوري، وعدم مساعدتي على الإصلاح، لقد تعبت من التفكير؛ فمن جهة أرى أنها عصية على الإصلاح سيما مع وقوف أهلها بجوارها نوعًا ما، ومن جهة أخرى لا أتقبل فكرة الطلاق من أجل أولادي، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فعند التأمل الدقيق في مشكلتك، اتضحت الأمور الآتية: زوجتك من النوع قوي الشخصية. وعنيدة ومعتدة بآرائها. لا تصل المرأة إلى درجة رفع اليد على الرجل إلا لأحد سببين؛ إما قوة زائدة جدًّا في الشخصية مع حدة الغضب، أو ضعف في شخصية الرجل، أو هما معًا. قد يكون لاستقلالها المالي أثر زائد في عنادها وتطاولها. كذلك ذكرت أنها موظفة، وبعض الموظفات يجدْنَ من صويحبات السوء في العمل مَن يحرضْنَهُنَّ على أزواجهن. والآن يبقى السؤال المهم: ما الحل؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: أعظم علاج وأقواه هو الفزع إلى الله سبحانه بطلب شفائها من الخصال المذمومة فيها، وأن يصرف عنها شرَّ صويحبات السوء. ثانيًا: كثرة التوبة والاستغفار؛ لأنه ربما أنك ابتُليت بتصرفاتها بسبب معاصٍ لم تكترث لها، والله سبحانه ندبنا للإكثار منه، وأخبرنا أنه سبب للرزق، وتفريج الكرب؛ فقال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. ثالثًا: ما ابتُليت به مصيبة، والمشروع حال المصيبة كثرة الاسترجاع؛ أي: قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها، ولها أثر عظيم إذا قلتَها بصدق وإخلاص ويقين. رابعًا: مما يخفف عليك الألم أن تعلم يقينًا أن ما أصابك قدر كتبه الله عليك؛ ابتلاء وامتحانًا، ورفعًا لدرجاتك في الآخرة، وتكفيرًا لسيئاتك؛ فأشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم مَن يلونهم، ويُبتلى الإنسان على قدر إيمانه؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. خامسًا: جرِّب أن تُخيِّرَها بين الرجوع للبيت مع التزام الأدب، أو الطلاق، وأن تحدد لها أجلًا معلومًا لذلك؛ فإن كان فيها خير، وفي رجوعها خير، فسترجع. سادسًا: أخبرها أنك لا يمكن أن تستمر على هذه الحال، وأنك بدأت بالبحث عن زوجة أخرى تُسعدك؛ فالمرأة المُحِبَّةُ لزوجها ستتحرك غَيرتها من هذا الكلام وترجع. سابعًا: إذا رجعتَ، فلا أنصحك أبدًا بالضعف أمامها؛ لأن المرأة قوية الشخصية تحب أن يكون زوجها أقوى منها، ولاتحب الضعيف أبدًا، ولكن لِتَكُنْ قوتك منضبطة بالضوابط الشرعية، فلا اعتداءَ ولا ظلمَ. ثامنًا: إذا بذلت جميع الأسباب السابقة، وبقيَتْ في بيت أهلها مستكبرة ومعاندة، فاستخر في بقائك معها، ولن يخيبك الله. تاسعًا: بعض النساء القويات المستقلات ماليًّا تجد في نفسها شعورًا بالتفوق على الرجل ماديًّا ومعنويًّا، وهذه من الأسباب الرئيسة للعناد والاستكبار؛ ولذا فإني من باب حفظ كرامتك وقوامتك، أوصيك - إن رجعت - ألَّا تأخذ منها أي مبالغ مالية، وأن تقوم وحدك بالإنفاق على البيت. عاشرًا: تفقَّد أحوالكما وعلاقتكما بالله سبحانه، ومحافظتكما على الصلاة في أوقاتها، وأذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن في البيت؛ لأن التفريط في هذه الأمور من أسباب تسلُّطِ شياطين الإنس والجن؛ ومن ثَمَّ كثرة الخلافات. حادي عشر: طهِّر بيتك من صور ذوات الأرواح، خاصة المجسمات ورسوم اليد؛ لأنها تمنع دخول الملائكة للبيت، وقد تدخل بدلًا عنها الشياطين؛ فيكثر التنازع والاختلاف. ثاني عشر: ذكرت أنها تعيب عليك أخطاءك القديمة وتعايرك بها، وهذا مسلك خاطئ وسيئ جدًّا، وهو عادةً حيلةُ من يريد تحطيم معنويات مَن يختلف معه، ووسيلة لتشتيت الذهن عن الهدف الأهم، وربما أنها وجدت منك ضعفًا؛ ولذا تجرأت عليك. ثالث عشر: إن كانت بداية حياتكما طيبة، ولم تعرف عنها هذه المواقف الحادة، ثم أصبحت تختلف معك على أسباب تافهة، وتغضب أثناء مناقشتها بحِدَّةٍ، وتتلفظ بكلام غير لائق، ثم ترفع السكين، فهنا يوجد احتمال ضعيف؛ وهو وجود حسد أو مس شيطاني بها، فتُعالج مع ما سبق بالرقية، وقد ترددت كثيرًا في ذكر هذا الأمر، إلا أن كثرة هذه الحالات أخيرًا اضطرتني لذكره من باب الاحتياط. حفظكما الله، وأعاذكما من نزغات الشياطين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |