|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أملي الوحيد في الزواج أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: فتاة تعلقت برجلٍ منذ ثلاث سنوات، لكن ليس ثمة طريق للتعارف بينهما أو للوصول إلى أهلها، وهي تسأل: لماذا يتركنا الله نتعلق بمن ليس لنا نصيب فيه؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا في الثالثة والعشرين من عمري، منذ ثلاثة أعوام قابلت رجلًا وأُعجبت به، مع أنني طوال حياتي لم أُكِنَّ أيَّ مشاعر تجاه أي أحد، ولم أكن متقبلة فكرة الزواج، المهم أصبح هناك إعجاب متبادل بيني وبين هذا الرجل، مع العلم أننا لم نتحدث من قبل، وحتى الآن لم أعرف اسمه، فلا سبيل للتواصل بيننا؛ لذا أحاول أن أسهِّلَ له الطرق ليتواصل معي أو مع أهلي، وقد حاول التقرب مني بعض الشيء، لكنه يبدو أنه محرج أو خائف، سؤالي: إذا لم يكن لي نصيب في هذا الرجل، فلمَ أذِن الله بلقائنا وتبادلنا المشاعر؟ وهل أتوقف عن محاولة التقرب منه؛ فهو أملي الوحيد في الزواج؛ إذ لم يتقدم لي أحد من قبل؟ وهل ما زال هناك أمل في أن يتقدم لي، أو أن المدة (ثلاث سنوات) طويلة؟ علمًا بأنه ما زال يبدي اهتمامًا بي، وأهلي على دراية بالأمر، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا بكِ ابنتنا الفاضلة، بارك الله فيكِ ووفقكِ لِما فيه الخير والصلاح لكِ في الدنيا والآخرة. دعيني في البداية أحكي لكِ موقفًا، ثم أطرح عليكِ سؤالًا: في يوم من الأيام شعر أحد الأشخاص بالجوع الشديد، ولم يكن هناك ما يخفف به حدة جوعه، وبينما كان يسير في طريقه، إذا به يجد أمامه طعامًا شكله جميل، ورائحته جذَّابة، فوقف أمام هذا الطعام يتأمله ويُمنِّي نفسه به، ثم أخذ يقترب أكثر وأكثر منه، كلما حاوطته هذه الرائحة الزكية. طال الوقت عليه وهو واقف أمام هذا الطعام يستنشق رائحته الزكية، فإذا بهذه الرائحة لا تُسْمِن ولا تغني من جوع، بل تزيده جوعًا إلى جوعه، وألمًا إلى ألمه! حينما ازداد الجوع والألم فكر في أن يتناول من هذا الطعام قطعة بشكل محرَّم؛ علَّها تخفف عنه ما هو فيه! كان هذا تفكيره الذي سوَّله له الشيطان وسوَّلته له نفسه، فماذا لو أقبل هذا الجائع وسرق بالفعل قطعة من هذا الطعام؟! هل من المنطقي أن نقول: لماذا ساقه القدر إلى رؤية هذا الطعام، أو نقول: لماذا لم يبتعد هو عن المصدر الذي قد يشده إلى الحرام، ولماذا كان يقترب أكثر وأكثر منه؟! كلنا - يا عزيزتي - نتعرض في هذه الحياة لمواقف وأحداث قد لا تلبي لنا احتياجاتنا وتزيد من متاعبنا وألمنا، فنتعرض لبعض خيبات الأمل، وهنا نحتاج إلى الصبر على المكاره، وهذا ما حدث معكِ بالفعل حينما تأخر زواجكِ كما تظنين، فاصبري وأكثري من الدعاء بأن يرزقكِ الله الزوج الصالح. وقد نتعرض كذلك لأمور يمكنها أن تلبي احتياجاتنا بالفعل، ولكن بشكل لا يتناسب مع ديننا وما يحبه منا ويأمرنا به إلهنا، بل إنَّ هذه الأمور تتوافق مع النفس الأمارة بالسوء داخلنا ومع رغبات الشيطان الذي يزين لنا ما يجرنا إلى الهلاكِ والخسران، وهنا نحتاج إلى الصبر عن المعصية؛ حتى لا نقع في ظلماتِ ما نهى الله عنه، وهذا ما حدث معكِ حينما سعيتِ إلى تسهيل الأمور له للحديث والتواصل معكِ؛ فدرِّبي نفسكِ يا ابنتي على البعد عن السير وراء خطوات الشيطان، واعلمي أن الزواج رزق، ورزقُ الله لا يُنال أبدًا بمعصية الله، بل يُنال بطاعته والامتثال لأوامره، فاحرصي على الابتعاد عن هذا الرجل، ولو كان هذا الرجل من نصيبكِ بالفعل، فسيأتيكِ في الوقت الذي حدده الله لكِ. كذلك نحن في حياتنا نمر بمئات وآلاف الأشخاص، فهل من المنطقي أن نقول: لماذا وضعهم الله في طريقنا، كلما مررنا معهم بتجربة أرهقتنا أو لم تتوافق مع رغباتنا؟! عليكِ حبيبتي أن تعلمي أن مشاعركِ تجاه هذا الشخص حدثت بسبب أفكاركِ أنتِ، فأنتِ التي أعطيت لنفسكِ ولعقلكِ المساحة للتوسع في التفكير، حتى أصبح القلب أسيرًا لهذه المشاعر، وحتى زادت مساحة التفكير في هذا الشخص داخل نفسكِ، فسببت لكِ ما تمرِّينَ به من حيرة وقلق. مشاعرنا نحن المسؤول الأول عنها، فلننتبه ولا نعلق أخطاءنا المتعلقة بهذه المشاعر على الأقدار. عليكِ كذلك أن تدركي أنه ليس من الضروري أن يكون ما نشعر به تجاه شخص ما شعورًا سيترتب عليه السعادة والهناء، فلربما جاء الشر والعذاب من الباب الذي طالما أردنا فتحه وتمنَّينا الدخول منه. استعيني بالله يا ابنتي، وابتعدي عن طريق هذا الرجل، فلو كان يريدكِ بالفعل، لم يمنعه مانع عن التقدم إليكِ، ولو كان يشعر تجاهكِ بهذه المشاعر سيتحرك بشكل إيجابي؛ لتكوني زوجته وشريكة حياته. أكْثِري من الدعاء بأن يرزقكِ الله الزوج الصالح، ولا تحددي في دعائكِ من هو هذا الزوج، بل اطلبي من الله أن يختار لكِ الخير، وأكثري من الاستغفار؛ فهو مفتاح عظيم للرزق والخير. واعلمي أن رزق الله سيأتيكِ في الموعد المحدد، فلا تقلقي بهذا الشأن، فكل إنسان سيأخذ نصيبه ورزقه الذي كتبه الله له، حتى لو كان عمره أكبر من ذلك بكثير، ثم إنكِ ما زلت صغيرة، ولم تتقدم بكِ السن كما تظنين. أبشري ولا تقلقي؛ ففي هذا الزمن ارتفع معدل سن الزواج، وأصبحت الفتيات يتزوجن أحيانًا في الثلاثين من عمرهن، بل وبعد ذلك؛ فلا تجعلي اليأس يسيطر عليكِ، واستبشري خيرًا وأحسني الظن في الله، وحاولي أن تشغلي نفسكِ حاليًّا بأمور مفيدة، تُدخِل السعادة إلى قلبكِ، وتُرضِي الله عز وجل عنكِ؛ لتكون متنفسًا لكِ وتفريغًا لطاقتكِ ومشاعركِ. أسأل الله عز وجل أن يرزقكِ الزوج الصالح، وأن يريح قلبكِ، ويهبكِ الخير، وينعم عليكِ بالرضا عنه وعن أقداره.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |