|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فن التعبير الكتابي أسامة طبش إن التدريس فنٌّ، وسنُحدِّثكم في هذا الموضوع عن أبرز مظاهره، وهو "التعبير الكتابي"، وعن كيفية صياغة المطلوب منه، وعرض ما يُستلزم في فحواه، واختيار الكلمات المناسبة المُوظَّفة فيه. قُلنا عن التعبير الكتابي إنه فنٌّ؛ لأن صياغة التعليمة اللازم احترامها من قِبَل التلاميذ، تَتَطلَّب مهارةً لُغويةً من المدرس، ووضوحًا في المنهج الْمُتَّبع، وسلاسة في استثمار الكلمات في النصِّ. يُراعي المدرس الاختصار فيها؛ حتى لا تُبعِد التلاميذ عن المطلوب منهم، ويُحدِّد فيها نوعَ النصِّ المراد تحريره من قِبَل التلاميذ، سواء كان نصًّا شارحًا أو واصفًا أو عارضًا لحجج وبراهين، وبذكاء وحنكة وأسلوب سهل سلس، يَصيغ المدرس سياق التعليمة؛ لتكون الفكرة بيِّنة في أذهان التلاميذ، ويُدركوا المطلوب منهم بالضبط. نأتي الآن إلى المعايير الواجب احترامها في النص، فمن المهم عدم الإكثار منها، ثلاثة معايير أو أربعة تكفي، وكمثال توضيحي على ذلك، يَشترط المدرس في الموضوع استعمالَ زمن المضارع بشكل سليم، وتوظيف علامات الوقف في النصِّ، واختيار عنوان مناسب له، فيُقبل التلاميذ على تحرير النصِّ بعزيمة وثبات. يَرجع الاختصار في المعايير المطلوبة في النص إلى تسهيل المهمة أكثر فأكثر على التلاميذ، ومُراعاة عدم قدرة البعض منهم على مجاراة زملائهم، لاختلافهم في المستوى، فهذا التبسيط مُشجِّع ومُحفِّز، ويَقذف في اعتقاد التلميذ أنه يُحرِّر نصًّا، ولو أنه يَتعثَّر فيه، فرويدًا رويدًا سيَتحسَّن المردود. نختم هاتين المرحلتين بعُلبة الوسائل، وهي ذات أغراض متعددة، نحصر كلامنا فيها عما هو أساسي، فيَنتقي المدرس الكلمات بعناية شديدة، ويَرجع هذا إلى مقدار تَمكُّنه من اللغة، فيُقسِّمها إلى أسماء وأفعال وصفات، يقترح في القائمة الأولى عددًا من الأسماء المرتبطة بالنص المراد كتابته، والأمر نفسه بالنسبة للأفعال والصفات، فيَمنح بذلك الأسلحة الْمُمكِّنة للتلميذ من تحرير الجمل، ويَتدخَّل المدرس بين الفينة والأخرى، مبرزًا الطرق الْمُيسَّرة لتركيبها: فعل ثم فاعل ثم مفعول به، ويُمكن للتلميذ التشاوُر مع زميله، فهذا يأخذ من خبرة ذاك، ليَحصل التفاعُل المطلوب، والتلميذ الذي يُعاني ضعفًا ما، سيَشعُر بثقة في نفسه، ويَتشجَّع هو أيضًا للإدلاء بجمل، ولو كانت مملوءة بالهفوات والأخطاء، فالمهم هو حثُّه على العمل، وتحفيزه على التغلُّب على قناعاته السلبية بأنه غير قادر على الفهم والتمكُّن من اللغة. حينما ذَكرنا صفة الفن في التعبير الكتابي، فإننا أردنا من خلالها التنويه إلى أنه يقع على عاتق المدرس إيلاؤه المكانة التي يَستحقُّها؛ فعبر هذا النشاط يكتشف المدرس المواهب المتوافرة في تلاميذه، فالتلميذ الذي له مُستقبل في الكتابة، تَجده يُبدع ويُركِّب الجمل بأسلوبه الخاص، وهذا ما يجب أن يلفت نظر المدرس؛ ليَستثمر فيه هذه الملَكَة، فيَنجح في تجسيد كفاءة من الكفاءات الأربع للغة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |