اضطراب الآنية وتشتت الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 955 - عددالزوار : 121067 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2023, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,456
الدولة : Egypt
افتراضي اضطراب الآنية وتشتت الحياة

اضطراب الآنية وتشتت الحياة
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة عشرينية مصابة باضطراب الآنية؛ ما يجعلها في ذهول عن الواقع وخوف شديد، ولا تستطيع استكمال دراستها، وقد أدمنتِ العادة، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين من عمري، أُصبتُ في الصف السادس بالعين واضطراب الآنية، وعند وصولي للمرحلة الجامعية أجَّلتُ ترمين بسبب ذلك، وقد عدت للدراسة قبل سنة، ولكنني لا أدري فأنا تائهة حائرة، أشعر أن عقلي فارغٌ، وأشعر بالخوف، وضربات قلبي سريعة أحيانًا، وأحيانًا أشعر بالدوار، وضيق في التنفس، والحزن الشديد، وقبل ستة أشهر أصبحت العادة ملازمة لي، وقد تركتها مرارًا، لكن أعود إليها في كل مرة، لا أعلم كيف الخلاص منها، جرَّبتُ كل الطرق، وقد أستمر عشرين يومًا بغيرها، ثم أعود، لكني بإذن الله عازمة على الإقلاع عنها، لكنني الآن لا أعلم ما بي، فأنا أشعر بالخوف والحزن، ولا أستطيع الدراسة وحدي، فقد جعلت أختي تساعدني في محاضراتي، لا أريد أن أظلَّ هكذا، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فبعد التأمل في مشكلتكِ تبين لي أنها تحتاج لعلاجين؛ أحدهما: شرعي، وسأذكره، والآخر نفسي، وهذا يحتاج لطبيب نفسي، ويبدو لي من حالتكِ أنكِ تُعانين فعلًا من اضطرابات نفسية، لكن السؤال المهم: ما أسبابها؟ هل هي كما ذكرتِ عينُ حاسدٍ وتبعاتها، أو هي نفسية متدهورة بسبب الخوف والقلق والحزن؟ كل ذلك مُحتملٌ، ومن جانبي سأذكر لك العلاجات الشرعية؛ وهي:
أولًا: أعظم علاج لكل الأمراض الحسية والمعنوية هو اللجوء لله سبحانه بصدقٍ وإخلاص، مع قوة اليقين بعظمة الله سبحانه وقدرته عز وجل على كل شيء؛ فالله سبحانه قال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

ثانيًا: ولا تنسَي اختيار الأوقات والأحوال الفاضلة للدعاء؛ مثل: ثلث الليل الأخير، وأثناء السجود، وآخر الصلاة قبل السلام، وكذلك التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه الحسنى، ثم بصالح أعمالك؛ فهي أسباب عظيمة لإجابة الدعاء.

ثالثًا: أكثري من الاسترجاع؛ أي: قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها؛ قال سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وحتى يؤتيَ الاسترجاع أُكُلَه؛ لا بد من قوة الإيمان واليقين به وبثمرته.

رابعًا: أكثري من الاستغفار؛ فهو علاج عظيم؛ فقد جعله الله سبحانه سببًا للرزق وتفريج الكرب؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

خامسًا: تصدقي ولو بالقليل؛ فالصدقة من أسباب إجابة الدعاء.

سادسًا: ارقي نفسكِ بالرقية الشرعية، والرقية ليست خاصة بأناس محددين؛ فبإمكانكِ رُقْيَةُ نفسكِ ووالداكِ وإخوانكِ يرقونكِ.

سابعًا: إن تيسر معرفة العائن، والأخذ من أثره؛ فذلك سبب شرعي طيب.

ثامنًا: مما يُخفف الأمر عليكِ أن تعلمي أن ما أصابكِ قدرٌ كتبه الله عليكِ؛ رفعة لدرجاتكِ، وتكفيرًا لخطاياكِ؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]؛ قال علقمة: "هو الرجل - والمرأة - تصيبه المصيبة، فيصبر ويحتسب".

تاسعًا: من العلاجات المهمة جدًّا: الإكثار من الصلاة، وتلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء؛ فهي علاجات عظيمة، ولها أثر فعَّالٌ جدًّا.

عاشرًا: جاهدي نفسكِ على عدم الاستسلام للخوف والقلق، وعلى عدم الجلوس وحيدةً كثيرًا؛ فالوحدة مَجْلَبَةٌ للأحزان والوساوس الشيطانية.

حادي عشر: ذكرتِ شيئًا لم أفهمه جيدًا، عندما قلتِ: (وقبل ستة أشهر، أصبحت العادة...)، فإن كنتِ تقصدين أنكِ تمارسين العادة السرية، فهي أمر محرم، وهي محاولة للهروب من واقعكِ؛ حيث تشعرين بالحرمان العاطفي، فتلجئين للعادة تعويضًا، لكنها ليست تعويضًا سليمًا أبدًا، فلا تزيد من يعملها إلا اشتعالًا ولهيبًا للشهوة الجنسية.

ثاني عشر: ما دام ذكرتِ أنكِ تتوبين منها ثم تعودين، فاستمري في التوبة بصدقٍ، وأبشري بفضل الله سبحانه ومغفرته؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل، قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت؛ فقد غفرت لك، قال عبدالأعلى: لا أدري، أقال في الثالثة أو الرابعة: اعمل ما شئت))؛ [رواه مسلم]، وهذا الحديث ليس دعوة للتمادي، ولكنه بشرى للتائبين الصادقين، ولو عادوا للذنب كثيرًا، لكن اجتهدي في قطع الأسباب المهيجة لها من صورٍ ومقاطعَ وغيرها.

حفظكِ الله، وجمع لكِ بين الأجر والعافية، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]