|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أشعر بعدم التكافؤ مع خطيبي أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة في كلية طبية، تقدم إليها أحد أقربائها، وهو حاصل على درجة الدبلوم، فتشعر - من ثَمَّ - بعدم التكافؤ بينه وبينها، وهي في نفس الوقت لا تريد أن تخسره، فصفاته جيدة، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله. أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري، جميلة، أدرس في كلية طبية، غير أنني ضعيفة الشخصية، وأهتم برأي الناس، ومترددة في قراراتي، وأحيانًا لا أجيد التصرف في بعض المواقف، تقدَّم لي أحد أقربائي قبل سنة ووافقت عليه، وعقد عليَّ قبل ستة أشهر، على أنني أشعر دومًا بأنه أقل مني، وأنني أستحق مَن هو أفضل منه؛ لأنه حاصل على دبلوم هندسة من جامعة مرموقة، هو حَسَنُ الخُلُقِ، ومعروف بين أهلنا بطيبته وحِلْمِهِ وتديُّنِهِ، وهو يحترمني ويحترم أهلي، وهو اجتماعي، على العكس مني؛ فأنا لستُ اجتماعية، يحبني ولا يرفض لي أمرًا، كان يقول لي بأنه سيصعد لنَيْلِ درجة البكالوريوس؛ كيلا أشعر بأنه أقل مني، لا أدري كيف أتجاوز شعوري بعدم التكافؤ، فأنا أريد أن أحيا حياة طيبة، ولا أريد أن أخسره؛ إذ إن صفاته جيدة قد لا أجدها في رجلٍ آخر، ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فأريد أن أُصحِّح شيئًا في رسالتكِ، أنتِ تشعرين أن شهادتَكِ الجامعية تستحق شهادة جامعية في نفس مستواها، وليس كما قلتِ في رسالتكِ: "تشعرين أنكِ تستحقين من هو أفضل منه"، الموضوع ليس الشخص في حد ذاته، فقد ذكرتِ مواصفاتٍ كثيرةً جيدةً عن شخصيته وحبِّهِ لكِ، واهتمامه بكِ، فلو كان هذا الشخص بنفس المواصفات لا يزيد شيئًا عما هو عليه إلا الشهادة العلمية، فلن تكون هناك مشكلة وقتها في نظركِ. ربما أن سبب ذلك هو اهتمامكِ بنظرات الناس إليكِ، فأنتِ تريدين أن تقدمي زوجكِ للناس على أنه المهندس فلان، الحاصل على بكالوريوس الهندسة من الجامعة الفلانية، ثم تنتظرين نظرات الإعجاب في أعينهم، وكلمات الإطراء، وربما نظرات الحسد. هذه الشهادة لا تعدو إلا أن تكون رخصةً من الدولة لممارسة مهنة معينة، يفترض أن يملك صاحبها قدرًا من العلم الذي يمكِّنه من ممارسة هذه المهنة، الأمر ليس له علاقة بالثقافة ولا المعرفة، فقد يكون الرجل أُمِّيًّا لا يعرف القراءة والكتابة، وعنده من العلم ما يفوق به حملةَ الشهادات والمؤهلات العليا. إن نظرات الإطراء هذه لن تفيدكِ في شيء، إذا كان زوجكِ لا يهتم بكِ، أو أنه يُلقِي عليكِ بتَبِعَاتِ الحياة وتربية الأولاد، ولا يهتم إلا بنفسه، أو أن يكون سيئَ العِشرة، فظًّا، أو لا يتورع عن ضرب زوجته أو أذيَّتها. عزيزتي، لقد أحسنتِ الاختيار عندما اخترتِ رجلًا طيبًا ومتدينًا، يحبكِ ويحترمكِ ويحترم أهلكِ، وقد قبِلَ بكِ، وأنتِ كأي إنسان فيكِ من العيوب الكثيرُ، لقد ذكرتِ أنتِ بعضَ عيوبكِ بنفسكِ، والإنسان لا يرى عيوبه كلها، مهما حاول أن يكون موضوعيًّا ومُنصِفًا، أما الآخرون فَيَرَون الكثير من هذه العيوب. ثم مَن أدراكِ أنه لو كان حاصلًا على هذه الشهادة العليا أكان يرتبط بكِ، أو لا يستكثر نفسه عليكِ؟ من خلال رسالتكِ لو أني قيَّمتُ كلًّا منكما، وبكل إنصاف، لَرَجَحَتْ كِفَّةُ هذا الرجل، وأنصحكِ وبشدة أن تتمسكي به بكل قوة، وأن تبادليه هذا الحب والاحترام والاهتمام أضعافه، فلو افتقد الحب والاهتمام عندكِ، فسوف يبحث عنهما عند غيركِ، وربما زَهِد فيكِ، وعندها سوف تخسرين كل شيء ولن ينفعَكِ الندم، والقلوب إذا انكسرت لا تلتئم كما كانت، بل تظل فيها نتوءاتٌ وجِراحاتٌ تؤلم صاحبها، وتؤلم مَن حوله، وأنتِ على وشك الدخول لجنَّةِ الحياة الزوجية، فلا يُخرجنَّكِ منها الشيطان بالوساوس والأوهام، فالاهتمام بنظرات الناس يضر ولا ينفع، وكم هُدمت بيوت بسبب تدخل الناس فيها، وانسياق بعض الأزواج السُّذَّجِ خلف قِيل وقال! في قلبكِ مرضٌ، وأمراض القلوب نلتمس شفاءها عند مُقلِّب القلوب، ونور القلوب القرآن، ودواؤها كثرة الطاعات والبعد عن المعاصي والذنوب، فأقْبِلي على الله بقلبكِ وأكْثِري الدعاء، عسى الله أن يشفيَ أمراضَ قلوبنا ويرزقنا الرضا والقناعة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |