|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الرفض المستمر للخطاب انتظارا لمن أحب الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة لاحظت إعجاب شابٍّ من منطقتها بها، هذا الشاب على خلق ودين ومتوافق معها فكريًّا ونفسيًّا، لكنه لم يتقدم لخطبتها، وهي لا ترتاح مطلقًا لأيٍّ ممن يخطبونها، فترفضهم؛ انتظارًا لهذا الشاب، وهي في حيرة من أمرها، ولا تدري ما تفعل، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري، ملتزمة ولله الحمد، كان هناك شابٌّ من منطقتنا يُبدي إعجابه بي كلما التقيتُهُ؛ سواء في مكان عمله، أو في الجامعة، مع أنه لم يكلمني مطلقًا، غير أنني لاحظت إعجابه، وكذلك أختي وصديقتي لاحظتا نفس الشيء، الشاب على قدر عالٍ من الدين والخُلُق، وطَموح، ومهذب، وهو يعرفني جيدًا، ويعرف عائلتي، ووالداي وعائلتي يعرفونه، والجميع يشهد له بحسن الخلق، وهو على علاقة طيبة مع إخوتي، ويكنون لبعضهم احترامًا وتقديرًا متبادلَين، وقلت في نفسي: لا شك أنه ينوي التقدم لخطبتي، وتمنَّيْتُهُ في نفسي، ودعوت الله كثيرًا أن يكون من نصيبي إن كان فيه خير لي، وأصبحت أنتظر تقدمه لي يومًا بعد يوم، ثم إن الخُطَّاب أصبحوا يطرقون بابنا، وأنا لا أشعر تجاههم بأي ارتياح؛ لسببين؛ الأول: لأن مَن يتقدم لي ليس الشخص الذي أنتظره، والثاني: وجود شيء لا يعجبني فيمن يتقدم لي؛ كالسفر الكثير بسبب العمل؛ ما يسبب عدم الاستقرار، أو أن يكون مُطلِّقًا، أو أن يكبرني بفارق كبير، أو يكون غير ملتزم وسمعته سيئة، ورغم أنني أقول في نفسي ربما يكون الشخص المحدد الذي أريده ليس فيه خير لي، على الرغم من دينه وخلقه وجمال صفاته - ورغم ذلك أجدني في حيرة، فلا أرتاح لمن يتقدم لي، وأرفضه فور عرض الأمر عليَّ، ولا أعطي لأهلي فرصة للسؤال عنه، أو حتى للرؤية الشرعية، وذلك بمجرد معرفة شيء من الأشياء التي أرفض وجودها في زوج المستقبل رفضًا قاطعًا، فأرفض على أمَلِ تقدُّمِ الأنسب والأفضل لي، أرجو نصحي وتوجيهي؛ فأنا واقعة في حيرة شديدة؛ فمن جهة أقول المهم أن يكون الزوج على خُلُقٍ ودين، وظروفه تلائمني؛ كطبيعة عمله، وسنه، وسمعته، ومقر سكنه، فالإنسان لا يدري أين الخير، ومن جهة أخرى أقول ليت الشابَّ الذي أنتظر يكون هو المتقدم؛ لأنني معجبة كثيرًا بصفاته؛ ففيه كل ما أرجو من دين وخُلُقٍ وتوافق فكري واجتماعي، وأنا أعلم أنه معجب بي وبشخصيتي، لكن لا أدري لماذا لم يتقدم؛ فهو في سنٍّ مناسبة للزواج، ولديه عمل مستقر، وإعجابه واهتمامه بي كان واضحًا، ولا أدري إلى متى سأظل أنتظر قدومه، أو على الأقل متى سأرتاح بتقدُّمِ الشخص المناسب، حتى ولو لم يكن نفس الشاب، فجميع مَن تقدموا لي قبل الآن أجد فيهم ما يدفعني للرفض والشعور بعدم ارتياح كبير، أرجو نصحي، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيتلخص من سردكِ لمشكلتكِ الآتي: 1- شاب مقبول عندكِ، وارتحتِ له، وتشعرين بنفس ارتياحه لكِ، لكنه لم يتقدم لخطبتكِ. 2- تقدَّم لكِ عدد من الخطاب غيره، وكلهم تردِّينهم فورًا دون دراسة متأنية، ولا استخارة؛ لأنكِ تجدين فيهم نواقصَ أو عيوبًا حسب كلامكِ. 3- وتسألين: هل تنتظرين الشاب المعجب بكِ، أو تنتظرين لعله يتقدم لكِ مَن تقبلينه!؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: الحل بمشيئة الله في الآتي: أولًا: يبدو أن تعلقَّكِ بالشاب هو السبب الرئيس لردِّكِ للخُطَّاب كلهم، وليست العيوب التي فيهم؛ لأنكِ وجدتِ فيه حسب كلامكِ صفاتٍ تتمنينها، والأهم من ذلك تعلق قلبكِ به، وهذا في رأيي خطأ؛ لأنه حبٌّ من طرف واحد، ولأنه تعلُّقٌ بالمجهول، ولأنه تفويت لفُرَصٍ قد لا تتكرر من أجل ما يشبه الأوهام. ثانيًا: ولكي تُريحي نفسكِ من هذا التعلق، ولا تُفوِّتي على نفسكِ مزيدًا من الفرص؛ حتى لا يفوتَكِ قطار الزواج، فبالإمكان جسُّ نبض الشاب عن طريق غيركِ بسؤاله: هل له رغبة في الزواج منكِ أو لا؟ فإن كان جوابه بنعم، فيُقال له: تقدم لها كثيرون غيركِ، ولم يكتب الله لهم نصيبًا؛ فبادرْ قبل أن تطير. ثالثًا: تذكري أنه ليس كل ما يتعلق به الإنسان ويتمناه، فهو خير أو علامة على الخير، بل أحيانًا يكون التعلق فتنة وسببًا للمشاكل؛ وتذكري هنا قوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. رابعًا: بدل التعلق الشديد بالمجهول وردِّ ما قد يكون فيه خير عظيم لكِ، أكْثِري من الدعاء والاستخارة، كلما تقدم لك خاطب، متناسية نهائيًّا وجود الشاب، ومتذكرة أن عدم تقدمه قد يكون خيرًا عظيمًا لكِ، وأن الزواج منه ليس بالضرورة أن يكون خيرًا، بل قد يكون شرًّا. خامسًا: قد يكون تعلُّقُكِ الشديد بشابٍّ لم يتقدم للزواج منكِ، ولم يُبْدِ أيَّ رغبة - مجردَ أفكارِ حبٍّ مراهقة، فانتبهي لنفسكِ، ولا تضيعي مستقبلكِ. سادسًا: تذكري أن الزوج الكامل صعبُ الوجود، وأنه لا بد من النقص، وأن كل نقص قد يُتغاضى عنه إلا النقص في الدين والخُلُق؛ وتأملي الحديث التالي الذي ينطبق على الزوجين معًا: ((لا يَفْرَكُ مؤمن مؤمنة؛ إن كرِهَ منها خُلقًا، رضيَ منها آخر، أو قال: غيره))؛ [رواه مسلم]. سابعًا: تذكري أن وضع شروطٍ صعبة أو خيالية أو مثالية في زوج المستقبل، أو ربط صفات المتقدمين بشخص آخر أُعجبتِ به ولم يتقدم - كل ذلك سيتعبكِ كثيرًا، وقد يسبب لكِ مشاكلَ وتأخرًا، ثم عنوسةً. حفظكِ الله، ورزقكِ زوجًا صالحًا تقرُّ به عينكِ. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |