|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحيرة بين أهلي وأهله أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة يسكُن أهلها وأهلُ زوجها في مدينة بعيدة عنهم، وفي الأعياد والمناسبات يتناوبون الأدوار في البدء بالزيارة، لكن ثمة خلافًا وقع بين الأهل، وزوجها يُصر على البدء بزيارة أهله، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي تكمن في أن أهلي وأهل زوجي يقطنون في نفس المدينة، بينما أقطن أنا وزوجي في مدينة تبعد عن مدينتهم بنحو 500 كم، وكنا في كل مرة نأتي للزيارة في الأعياد والمناسبات، ندخل في مشاحنات وخلافات حول من سنزوره أولًا، وفي أي منزل من منزلَيْ أهلينا سيكون مبيتنا، فاتفقنا معًا على أننا إذا بدأنا بزيارة أهله في مرة، ففي المرة التالية لها سنبدأ بزيارة أهلي؛ بحيث لا نجرح شعور أيٍّ من أهلينا، غير أنه وقع في الفترة الأخيرة خلاف بين أهلي وأهله، وأصبح حل التناوب في الأدوار لا يرضي أهل زوجي، ويقولون له أنت الرجل ولك القوامة ولا بد أن تبدأ بزيارة أبويك، وأرى أن أهلي لهم حقوق مثل أهله، وأنهم ضحُّوا من أجلي، وأن الأمر ببرهم مذكور أيضًا في القرآن، ومن حقهم أن يفرحوا ويشعروا بتقديرنا لهم، سيما أن منزل أهلي أصبح شبه فارغٍ من الإخوة، ولا أريد أن أُدخل الحزن في قلوبهم، وزوجي يحب بيت أهلي أيضًا، مع العلم أننا عندما نبدأ بزيارة أيٍّ منهما، فإننا نتوجه في نفس اليوم لزيارة الآخرين، ونمكث عندهم تلك الليلة، وفي بقية الأيام يكون هو عند أهله، وأنا عند أهلي، أو نقسم مكوثنا بينهم بإنصاف، فكيف لزوجي أن يحل هذا الأمر بما يُرضي الله؟ أرجو إرشادي وإفادتي؛ فنحن في حيرة بالغة، وما خاب من استشار، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. العلاقة بين الزوجين قائمة على المودة والرحمة، يملؤها الصفاء، ويُغذِّيها الحُب والتفاني، وكلما كان التناغُم بين الزوجين حاضِرًا، كانت العلاقة أكثر صُمُودًا في مواجهة التحديات، وللعلم فإن الحفاظ على هذا الصفاء هو كذلك من أجل الأبناء؛ فالأطفال حينما ينشؤون في أسرة مستقرة وهادئة، ينشؤون وهم بصحة نفسية عالية، وشخصية متماسِكة، والمحافظة على تماسك هذه العلاقة المتينة ينبغي أن يكون فوق كل شيء، فلا شيء يَعدِل الاستقرار الأسري؛ فبه ينعم أفراد الأسرة بالراحة والأمان النفسي، ويُقبِلون على شؤون حياتهم بأذهان صافية، وأنفسٍ مُعتدِلة المزاج. وحينما تأتي المُنغِّصات لِتقتَحِم أسوار الاستقرار، لا بُدَّ من التعامُل معها بعقلانِيَّة، ونبذ أسباب الفُرقَة والشِّقاق، واستحضار الصُّورة الكبيرة والجميلة لهذه العلاقة، ووضع كل شيء في حجمِه وموضِعِه. أختي الكريمة، لن أُوَجِّه لكما طريقة الزيارة وكيف تكون، لكني أهمِس في آذانِكما بالنقاط الآتية: أولًا: الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]؛ يقول العلَّامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ ﴾؛ أي: اجتهد والداك ﴿ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾، ولا تظن أن هذا داخل في الإحسان إليهما؛ لأن حق الله مُقدَّم على حق كل أحد، و((لا طاعة لمخلوق، في معصية الخالق))، ولم يقل: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما"، بل قال: ﴿ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾؛ أي: بالشرك، وأما برهما، فاستمر عليه؛ ولهذا قال: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾؛ أي: صحبة إحسان إليهما بالمعروف، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي، فلا تتبعهما. ﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾؛ وهم المؤمنون بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، المستسلمون لربهم، المنيبون إليه. واتباعُ سبيلهم أن يسلك مسلكهم في الإنابة إلى الله، التي هي انجذاب دواعي القلب وإراداتِهِ إلى الله، ثم يتبعها سعي البدن فيما يُرضي الله، ويقرب منه. ﴿ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ﴾: الطائع والعاصي، والمنيب، وغيره، ﴿ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾، فلا يخفى على الله من أعمالهم خافية"؛ ا.هـ. ثانيًا: هذا النوع من الخِلافات يُعطي انطباعًا تربويًّا خاطئًا لدى الأبناء. ثالثًا: لا بُد في الحياة الزوجية من تقديم التنازلات لأجل استمرارها بالشكل الصحيح. رابعًا: لا بُد من إظهار زوجكِ بالشكل اللائق أمام أهلِه، وأن القِوامَة له، وأن المرأة تابِعةٌ لزوجِها. خامسًا: احرِصي على تطييب خواطر الأهل بالكلمة الطيِّبة، واللطافة، وحسن المُقابَلَة. سائلًا الله لكما التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |