خطيبتي انطوائية وأنا عاطفي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118579 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40151 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366894 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2023, 06:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي خطيبتي انطوائية وأنا عاطفي

خطيبتي انطوائية وأنا عاطفي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
شاب محتار في خِطبة قريبة له؛ فهي حيية وصالحة، لكنها انطوائية، وأمها متسلطة على أبيها، ويخشى أن ترِث ذلك التسلط من أمها، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أخطبَ قريبة لي، وهي بنت صالحة حَيِيَّةٌ، أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله، لكن هناك بعض التساؤلات تؤرقني وأبحث لها عن جواب، أولًا: بحكم صلة القرابة بيننا أرى أن علاقة والدها بوالدتها علاقة سيئة، والدتها كريمة وتعرف الواجب، لكنها شديدة وسليطة اللسان على زوجها؛ إذ إن زوجها رجل هادئ وصبور، وطيب جدًّا، وكريم جدًّا، لكنه غير مسؤول، وتعاملاته خارج البيت تتصف بالسذاجة - على حد وصف زوجته - وكثيرًا ما قرأتُ في مواصفات اختيار الزوجة أن يكون علاقة الأب بالأم علاقة صحية؛ لأن البنت لم تَرَ مثالًا حيًّا لزوجة غير والدتها، وهذا ما أخاف منه أن تتغير صفات البنت بعد الزواج، فتتشبَّه بوالدتها، ثانيًا: البنت انطوائية وغير اجتماعية، وأنا اجتماعي وكثير الكلام، فأخاف أن يكون اختلافنا اختلافَ تضادٍّ، وليس اختلافَ تنوع ورحمة، ثالثًا: حين نتحدث معًا، تتأخر في الرد، وردُّها غالبًا ما يكون قصيرًا جدًّا، فهي تُقابِل عاطفتي الجياشة ببرود مميت - ولا أقصد بعاطفتي الجياشة كلامًا محرمًا والعياذ بالله - أحاول أن ألتمس لها العذر، فأحدث نفسي وأقول: علَّ حياءها الزائد هو السبب، أما أنا فبطبيعتي عاطفي وحسَّاسٌ جدًّا، تؤثر كل كلمة فيَّ بالسلب أو الإيجاب، فأخاف من برود مشاعرها ألَّا تستطيع أن تراعيَ مشاعري وعاطفتي، وجزاكم الله خير الجزاء.





الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيتضح من مشكلتك الملامح الآتية:
1- تريد خِطبة بنت حَيِيَّةٍ وانطوائية وقليلة التعبير عن مشاعرها معك، وأنت شاب جريء وعاطفي وحسَّاس، وتخاف أن تكون باردة العواطف، ولا تراعي مشاعرك.

2- حكمتَ على برودها العاطفي من ردودها على رسائلك فقط.

3- متخوِّف من تطبُّعها بطِباع والدتها من الشدة والتسلط.

4- متخوف من تأثير العلاقة السيئة بين والديها على علاقتها معك، وتريد توجيهًا حول تخوفاتك.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: الحياء في المرأة مطلبٌ عزيز وطيب جدًّا، يساعد كثيرًا في استقرار الحياة الزوجية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة؛ فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((دَعْهُ؛ فإن الحياء من الإيمان))؛ [متفق عليه]، وفي الحديث الآخر المتفق عليه أيضًا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))، وفي رواية: ((الحياء خير كله)).

ثانيًا: أنت تدرس في كلية الطب التي فيها اختلاط، والبنات فيها في الغالب اكتسبن الجرأة مع الرجال؛ بحكم طبيعة الدراسة، فحكمُك على من تريدها مرتبطٌ بمعايشتك اليومية لهذه الأجواء.

ثالثًا: والحياء للمرأة مهم جدًّا، خاصة في زمننا هذا؛ زمن فتح الفتن على الفتيات، وانتشار الاختلاط، وضعف الحياء.

رابعًا: حكمتَ على البنت بالحياء الشديد وبرود العاطفة من تعاملك معها ومراسلاتك لها، وهذا أمر طبيعي من فتاة بِكْرٍ حيية، لم تختلط بالرجال كثيرًا.

خامسًا: حتى تعرف مستوى حيائها وعواطفها، وهل هي في المستوى المعقول أم دونه - اسأل من خالطْنَها من قريباتك؛ فهن أدرى بها، وأقرب منك للحكم الصحيح عليها.

سادسًا: ومع ما سبق لا ننكر أهمية التوافق في المستوى الفكري، والقدرة على التعبير عن العواطف، وأثرهما الإيجابي في استقرار الحياة الزوجية؛ لأنه يوجد بالفعل لدى البعض - رجالًا ونساءً - جفافٌ عاطفي متعِبٌ جدًّا لأحد الزوجين؛ فمثلًا تجد أحدهما يُفضي للآخر بعواطفه ورومانسيته وحبه الدافي، والآخر متبلد الإحساس في هذا الجانب، ولا يتفاعل، بل قد يجيب بجواب يقصم ظهر البعير، بقوله: يا فلان أو يا فلانة، تُراك تبالغ لا داعي لهذا الكلام!

سابعًا: ولِما سبق؛ فإني أوصيك بأن تُعيدَ دراسة موضوع خطبتك لهذه الفتاة، مُغلِّبًا الجوانب الإيجابية فيها خاصة الحياء، ومُقدِّرًا وضعها كفتاة بكر تستحيي من الرجال، وغير مُستبعِد للجوانب التي قد تكون سلبية بالنسبة لنفسيتك العاطفية الجريئة.

ثامنًا: فإذا انتهيتَ من تجميع المعلومات عنها، ومن الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، ففوِّض أمرك لله سبحانه بالاستخارة المتجردة من كل هوًى؛ لأن الحياء مطلب عزيز، ولأن حياءها الآن وضعف عاطفتها معك قد يكونان وقتيًّا، أما بعد الزواج والعِشرة، فقد يتغير كل شيء؛ فتجد ما كنت تحلم به وأكثر منه، وقد يستمر البرود العاطفي لأنه شيء متأصِّلٌ فيها؛ ولذا فالاستخارة تحسم لك الموضوع بإذن الله.

تاسعًا: أما تخوفك من تأثير سوء علاقة والديها، ومن سلاطة أمها؛ فسلاطة أمها إن كانت مع والدها فقط، فقد يكون لها ما يبررها من أخطاء والدها، أما إن كانت مع كل الناس، ومع أزواج بناتها، فهذه قد تؤثر سلبيًّا تأثيرًا مزعجًا بتدخلاتها مستقبلًا.

حفظك الله، ووفقك للصواب.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.92 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]