التقلبات العنيفة في مرحلة المراهقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 815 - عددالزوار : 118191 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40012 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366518 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-07-2023, 06:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,191
الدولة : Egypt
افتراضي التقلبات العنيفة في مرحلة المراهقة

التقلبات العنيفة في مرحلة المراهقة
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
أمٌّ تشكو التحول المفاجئ لابنها المراهق بعد انتقالهم لمنزل جديد ومدرسة جديدة، وإعراضه عن الدراسة، وإعراضه عن التعامل مع أسرته، وحديثه تجاهها ووالده بالألفاظ النابية، وتركه الصلاة والصوم، وتسأل: ما السبب؟ وما النصيحة؟

التفاصيل:
ابني في الرابعة عشرة من عمره، المشكلة حدثت منذ ثلاثة أشهر، وبعد انتقالنا إلى منزل جديد ومن ثَمَّ إلى مدرسة جديدة، فقد كان مستواه الدراسي ممتازًا، أما الآن فهو لا يدرس مطلقًا؛ إذ إنه بعد شهر في تلك المدرسة الجديدة شكا أن أحد الطلاب يقوم بمضايقته، فأخبرنا المدرس بذلك، لكنه لم يفعل شيئًا إزاء ذلك، ومنذ ذلك الحين وبدأ ابني بالتغير؛ فأصبح يقول كلامًا غريبًا؛ مثل: أنتم لا تصدقونني، أنا لا أحب أبي، أنتِ كاذبة، لا يتحدث معي أو مع والده وإخوته، ولديه غرفة مستقلة، ويريد اللعب فقط، كنت أحزن كثيرًا وأخاصمه ثم أعود لأتفاجأ بتصرفات جديدة، حاولت محاورته مرات كثيرة، لكن ليس لديه ما يقوله، حتى إنني لما اضطُررت للسفر خمسة عشر يومًا، لم يودعني، بل قال: "اخرسي"؛ فصعدت للطائرة وأنا في حالة ذهول شديد، ورجعت ومعي هدية مميزة كَسَرَتْ حاجزَ الصمت الذي خيَّم على البيت، ثم عاد لِما هو عليه، وعندما أحاول سؤاله عن الدراسة: لماذا لا تدرس؟ ماذا جرى لك؟ لماذا لا تكلمنا؟ فإنه يزيد من الكلمات النابية، ولا يريد أن يتحدث إلى أحد، يخرج من غرفته ويأكل وحده، ثم يعود، وإذا لم أحدِّثْهُ يمرُّ يومنا بخير، كنت قلِقَةً على فحصه؛ فهذه السنة شهادة، ولكني الآن قلقة عليه هو، وأريده أن يعود كما كان، مع العلم أنه توقف عن الصلاة ولم يَصُمْ رمضان، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيتضح من مشكلة ابنكِ الملامح الآتية:
1- يبدو أنكما - أنتِ ووالده - اشتركتُما في التفريط في احتواء الولد، والقرب منه، ومَنْحِهِ الحنانَ والمتابعة في التربية.

2- ولعلكما مثل بعض الأولياء اكتفيتُما بالعناية بالأمور الدنيوية فقط.

3- ذكرتِ أنكِ طبيبة، وبعض الذين ينخرطون في الطب أو التجارة ينشغلون كثيرًا عن بيوتهم وأُسَرِهم؛ أعني: الانشغال عن منح العاطفة والحنان، والمتابعة في التربية لفِلذات أكبادهم.

4- ذكرتِ أن ابنكِ شكا من مضايقة أحد الطلاب لابنكِ، ولم تذكري نوع المضايقة: هل هي جسدية أم لفظية أم جنسية؟ ولم تذكري أيَّ ردة فعل أو تفاعلٍ منكم مع هذه الشكوى.

5- يبدو أن لعدم تفاعلكم مع شكواه دورًا في كرهه لكم، واتهامه لكم بأنكم لا تصدقونه.

6- ذكرتِ أن ابنكِ كان محافظًا على الصلاة، ثم بعد تغيير مقر السكن والمدرسة، تغيرت أخلاقه، وترك الصلاة والصوم، وهنا يبدو ملمحٌ للارتباط بين هذا التغيير للسكن والمدرسة، وبين التحولات الحادة القاصمة عند ابنكِ.

7- ذكرتِ أن ابنكِ يُحبُّ العزلة في غرفته مع الأجهزة، فماذا يشاهد فيها؟ وهل لها ارتباط بتحولاته؟ يبدو ذلك جليًّا.

8- هذا التغير المفاجئ الحاد في ترك الصلاة والصوم، وسوء الأخلاق - ما جاء فجأة، بل كانت له أسباب؛ بعضها منكما؛ تقصيرًا وتفريطًا، وبعضها من البيئة المحيطة به أو الأجهزة الحديثة وما فيها من تسميم لأفكار المراهقين، ودعوات للتمرد على الدين والأخلاق والوالدين، واجتمعت هذه الأسباب، وتراكمت دون حلول لها؛ فأنتجت انفجارًا ولَّد كُرهًا للدين وللوالدين وللمجتمع.

9- أيضًا ما جاءت هكذا دَفعةً واحدة بدون مقدمات، بل جاءت تدريجية، ومع غفلتكم عنها، أو تساهلكم في معالجتها منذ البداية، أنتجت هذا العلقم المُرَّ.

10- يبدو أنكما لم تُدركا خطورة مرحلة المراهقة، وما تحتاجه من احتواءٍ وحنان ومتابعة، وكأنكما تعاملتما معه على أنه طفل لا يستحق الاهتمام.

والآن بعد هذا التشخيص التحليلي الاجتهادي، جاء دور الإجابة على السؤال الكبير؛ وهو: ما الحل؟ فأقول مستعينًا بالله ومتوكلًا عليه: لعل الحل بمشيئة الله في الآتي:
أولًا: اتباع منهج الأنبياء الإلهي في كثرة الدعاء للأبناء بالصلاح وإبعاد الفتن عنهم؛ قال سبحانه: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].

ثانيًا: البدء بمحاسبة جادَّةٍ لنفسكِ ولوالده على أخطائكما مع الابن؛ سواء كانت تربوية، أو لفظية، أو عاطفية، أو إهمالًا، أو غيرها؛ ومن ثَمَّ الاستغفار منها، وتغيير سلوككما معه تمامًا؛ فهو رجل، وليس طفلًا، ولكنه مراهق يستحق العناية بحكمة.

ثالثًا: لا بد من القرب منه وتحسيسه بحُنوِّ الأبوة والأمومة، وألَّا يكون بينكم وبينه حواجز نفسية.

رابعًا: لِتَعْلَما وليعلم كل أبٍ أن التربية ليست بالأموال، ولا بمجرد الأوامر والنواهي، ولا بالصراخ، بل أهم من ذلك كله الإحساس الشفاف بالمسؤولية عن الأبناء، ووجوب رعايتهم، وحسن تربيتهم، والبحث عن أفضل السُّبُل التربوية لتحقيق هذه المقاصد الجليلة.

خامسًا: ومما يعينكما على تحقيق ما سبق تذكُّرُ قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته...))؛ [متفق عليه].

سادسًا: فإذا علمتما بعِظَمِ أمانة رعاية الأبناء، فعليكما أولًا بكثرة الدعاء لأبنائكم بالصلاح، ولكم بالإعانة والتوفيق لحسن رعايتهم وتربيتهم.

سابعًا: لا بد من معرفة الأسباب الحقيقية لتغير الابن: هل هي من تقصيركم، وهذا وارد، أم من جلساء السوء، أم من تشويشات الوسائل الحديثة، ودعوات بعضها للإلحاد وللعقوق، أم من صدمات نفسية لمشاكلَ تعرَّض لها، ولم تَعْتَنُوا بحلِّها، سواء في المدرسة أو البيت أو غيرهما؟

ثامنًا: لا تيأسوا أبدًا من صلاح الابن؛ فمرحلة المراهقة مرحلة إسفنجية حادة، سريعة التقلبات، وسريعة التقبل للخير وللشر أيضًا، ولكن لا تتركوا الأسباب أبدًا.

تاسعًا: يمكن التنسيق مع المدرسة في دراسة حالته النفسية، وأسباب تغيراته.

عاشرًا: من الحلول تعريفُهُ على جلساءَ قريبين من عمره، طيبين محافظين على الصلاة؛ سواء من الأقارب أو في الحي أو المدرسة.

حفظكم الله، وأصلح ابنكم، وحماه من الفتن.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 107.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]