|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفة مع بعض القاعات الافتراضية لطيفة بنت مهنا السهلي تطورت وسائل التعليم عبر الزمان إلى يومنا هذا حتى أصبح المتعلم يتلقَّف العلم من جميع أنحاء المعمورة دون التقيُّد بالمكان بدءًا من التعليم عن طريق المراسلة إلى التكنولوجيا في التعليم الإلكتروني عبر القاعات الافتراضية من خلال شبكة الإنترنت. فتسابقت الأيادي في طرح التعليم عن بُعْد، وفُتِحت القاعات الافتراضية، وتنوَّعت المعارف والعلوم، وصارت سُبُل التعلُّم أمرًا يسيرًا، فكم من مُقعدٍ! وكم من ربة منزلٍ! وكم من موظف لحق بركب العلم واستطاع إكمال مسيرة علمه دون عائق المكان! فالحمد لله الذي سخَّر لنا هذا. لكن هناك قاعات افتراضية من نوعٍ آخر تسعى وراء الدراهم لتمتصَّها من جيوب طالب العلم المتلهِّف للتعلُّم. فبعض المواقع الإلكترونية والقاعات الافتراضية برع في تصميمها أصحاب الشهادات المزيفة بتقنية رائعة وجودة عالية، وتفنَّنوا في عرض مسمياتهم حتى أبهروا الباحث المتلهِّف الذي يجوب الإنترنت بحثًا عن مصدرٍ يُلقِّيه علمًا محترمًا يرتقي لفكره ومطلبه مؤمنًا بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا؛ وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر))؛ رواه أبو داود والترمذي، فيقع في شراكهم معجبًا بمسمياتهم التي حصلوا عليها زيفًا مُتناسين أن السارق والغشَّاش في الوزر سواء؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ غشَّنا فليس منا والمكر والخداع في النار))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن...)) إلى آخر الحديث، فيسارع في التسجيل في الموقع قبل اكتمال العدد المحدود، وقبل أن يفوِّت على نفسه فرصةً ذهبيةً فينفق ما ينفق استحقاقًا لالتحاقه في الدورات التدريبية أو المحاضرات العلمية على حدِّ قولهم، فيحمل جهاز الحاسوب، ويبحث عن مكانٍ هادئ حاملًا الورق ممسكًا بالقلم متشوقًا للعلم لتباغته الصدمة! ليرى صاحب الشهادة العليا يتكلم فلا يُقدِّم سوى قشورٍ قد قرأها هنا وهناك ليراوغ في حديثه متظاهرًا بعلمه فاجعًا الورق والقلم الذي بين يدي الطالب الذي أتاه مُتلهِّفًا، فلم يشبع لهفته بتلك المعلومات التي يُقدِّمها وليس لها أساس علمي. عذرًا أيُّها القارئ الكريم، فليست لنا حيلة إلا أن نلفت عناية الباحثين عن القاعات الافتراضية حول تلك الفئة، وأن البحث واجب، والتحرِّي مطلب؛ ليعرف كلٌّ منا أين يتَّجه ولمن يتوجَّه فيتلقَّى العلم ممن هو أهل له، ونحن في هذا الصدد لا نلغي أهمية هذه الوسيلة الحديثة القاعات الافتراضية، فقد حقَّقت مطالب ونقلت علومًا ومعارفَ. رسالة إلى كل مخادع: قال الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ﴿ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9]، فقد خدعت نفسك، وجلبت لها الإثم والعدوان، فهنيئًا لك بما قدَّمَتْ يداك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |