|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حصة التعبير الكتابي أسامة طبش لا يختلف مُدرِّسو اللُّغة على أن حصة التعبير الكتابي من أهمِّ الحصص التي تُدرَّس للتلميذ، على اعتبار أنها تُمكِّن من قياس مدى استيعابه للدروس التي تعلَّمَها، وكذا تطبيقها عمليًّا في تمرين يشمل كل تفاصيلها. تتطلَّب هذه الحصة ذكاءً من قِبَل المدرِّس؛ لأنه عليه تحضير التلميذ لها، على مدى مجموعة من الدروس، فمنذ بدايتها يضع نُصب عينيه هذا الهدف، ويُوصِّل الفكرة إلى التلميذ بطريقة غير مباشرة، حتى يعلم أنها المحك الصعب بالنسبة إليه، والامتحان الذي يُمكِّن من الحكم على تحسُّنه في تعلُّم اللُّغة. يجب بداية على المدرِّس التحكُّم في القسم؛ لأن حصة التعبير الكتابي ورشةٌ يتعاون فيها التلاميذ، ويتبادلون الآراء، ويتعلَّمون كيف يُحرِّرون نصًّا ذا معنى ضمن سياق الموضوع المتناول، من خلال الدروس التي تعلَّمُوها سابقًا. إذا نجح المدرِّس في تحفيزهم ومنحهم الثقة وتمكينهم من الوسائل اللازمة، سارت الحصة بصورة أوتوماتيكية؛ لأن التلميذ كان يعلم أصلًا أنه سيُختبر في هذه الحصة، والمتعة التي يكتسبها تتمثَّل في ممارسة اللغة بالكتابة، وهذا ما سيزيد من نسبة الثقة لديه. الجميل في هذه الحصة، أنها تخلق تضافُر الجهود بين التلميذ ضعيف المستوى والممتاز، فيستفيد هذا من ذاك، فيتحقَّق المراد، بأن كل التلاميذ معنيُّون بهذا العمل، ولا يجب التركيز على الأخطاء المرتكبة، بقدر ما تهمُّ القدرة على تحرير جمل والتعبير بسلاسة وتسخير ما تمَّ دراستُه. كل ذلك يتوقَّف على حنكة المدرس، بتزويدهم بمخزون الكلمات المناسب، وتدريبهم على تكوين جمل يسيرة، وتلقين تصريف الأفعال فيها، فإذا ما حلَّت هذه الحصة، وجد التلاميذ الأسلحة اللازمة، للانقضاض على هذا التمرين. من الأساسي أن تكون تعليمية النص المراد تحريره واضحة ودقيقة، وتُصيب لُبَّ الموضوع؛ لأن العمومية ستُشتِّت ذهن التلميذ، وتخلق له صعوبات لا يمكن له تجاوزها، فهو في بداية مشواره في تحرير مثل هذه النصوص. يُزوَّد التلميذ بمخزون الكلمات، من أسماء وأفعال وصفات، وهي التي مرَّت عليه سابقًا، ويعلم سياقاتها، وكذا الأزمنة التي تُصرَّف فيها الأفعال، فتُصبح الجُمَل التي سيُحرِّرها في متناول اليد. معايير النص المطلوبة يجب أن تكون قليلة، فلا تتجاوز الثلاثة، حتى لا يُحِس التلميذ بالضغط، فمثلًا نطلب منه تصريف الأفعال في الحاضر، وتكوين جُمَل إنشائية، وإدماج الصفات في نصِّه، فبمجرد ملاحظة المدرس استعمال التلميذ لهذه العناصر الثلاث، فهو ناجح في مُهمَّته، ولو كان الاستعمال خاطئًا؛ لأنه سيُصوِّبها فيما بعد، الأهمُّ في ذلك أنه عَلَّمَهم استذكارها وتوظيفها في النص، ويكون بذلك قد نجح في تعليمهم مفاهيم جديدة. جمل يسيرة وسلسة ومفهومة، تفي بالغرض وتُشعِر التلميذ أنه يكتب فعلًا، ومن الضروري عدم تذكيره بالأخطاء؛ بل يجب تشجيعه، فهو ما زال تلميذًا، وإمكانية كتابته هذه الجمل، يُعَدُّ إنجازًا؛ لأنه أصبح قادرًا على التعبير ولو بتَعثُّر، وقد نجح في استثمار أهمِّ وظيفة في اللغة؛ ألا وهي التواصُل. إن حصة التعبير الكتابي محك صَعْب للتلميذ والمدرِّس، وعلى هذا الأخير تقع مسؤولية ثقيلة؛ لأنه يَلزم فيها التمكُّن من وسائل التدريس والتحكُّم في اللغة والذكاء التعليمي، فهو الذي دَوَّن الهدف الذي يَودُّ الوصول إليه في الأخير، فإن لم ينجح، يكون الفشل راجعًا للمدرِّس؛ لأنه لم يعرف كيف يُوظِّف قدرات تلاميذه، ولم يجعلهم يتعاونون فيما بينهم بتحرير جمل يسيرة سهلة، وهذه هي الغاية من تعليم اللغة، فإن لم يتمكن التلميذ من التعبير، فإن ذلك يعني أن تعلُّمه نظري، ولا أثر له في الواقع.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |