|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي يرفض زواجي من أجل خدمته أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: سائلة لديها أخ معاق وأمٌّ مصابة بشلل نصفي، وفي بيتها يحملها أبوها وإخوتها كل الخدمة، وقد تقدَّم إليها شاب رفضه والدها؛ لأنه يريد منها أن تظل في خدمة البيت وأهله، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أنا فتاة في العقد الثالث من العمر، لي أخ من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمي منذ ثلاث سنوات أُصيبت بشللٍ نصفيٍّ، فأصبحت أنا مَن يعتني بهم في كل شيء، وأقوم كذلك بأعمال البيت من تنظيف وطبخ لباقي العائلة، ولا أجد مساعدة من أحد منهم، وعندما تقدم لخِطبتي شابٌّ قام أبي برفضه لأسبابٍ واهية، وعندما استفسرت عن الأمر، وجدتُ أن سبب الرفض أنه يجب عليَّ أن أظل في خدمة العائلة، بحكم أنني الفتاة الوحيدة لهم، أما إخوتي فسوف يتزوجون جميعًا، ويقيمون حياتهم الخاصة، أشعر بالقهر والتعب، أخبروني ماذا أفعل. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيا غاليتي، أسأل الله الكريم الحليم الرزاق الودود أن يتولَّاكِ بعلمه ورحمته، ويجزيَكِ خير الجزاء، لقد امتحنكِ الله سبحانه امتحانًا صعبًا، وأنتِ بإذن الله من أهل الخير الصابرات المحتسبات لوجهه سبحانه وتعالى، اعلمي أن الوالدين حقُّهما عظيم، وأن الله سبحانه يجازي مَن يؤدي هذا الحق بسعادة الدنيا والآخرة؛ فكوني على يقين من ذلك، املئي قلبكِ بالأمل في المستقبل، فهو بتقدير الله لكِ خيرٌ مما تتوقعين، أكاد أقسم لكِ - رغم أن ذلك من الغيب - أن الله سبحانه يدخر لكِ فوق ما تتخيلين من السعادة والرضا، هذا ليس توقعًا، بل يقينًا في الله سبحانه الذي جعل البر بالوالدين من أعظم الأعمال بعد توحيد الله عز وجل. بالنسبة لمشكلتكِ، فأمرها يسير بإذن الله: أولًا: صارحي والدتكِ برغبتكِ في الزواج، وهي سوف تنسق الأمر مع والدكِ، وتقنعه أنه ليس من العدل أن يحرمكِ من هذه الحاجة الفطرية المهمة بسبب مرضها، أو خدمة الإخوة. ثانيًا: عمرك ثلاثون عامًا، وأنت الثالثة في ترتيب إخوتكِ، بمعنى أن هناك اثنين أكبر منكِ، حتمًا قد تزوَّجا أو في طريقهما للزواج، فإن كانا تزوَّجا، فعليهم المشاركة معكِ في خدمة والديكِ؛ سواء كانوا هم من يخدمون أو مَن ينوب عنهم كزوجاتهم مثلًا، أو قسِّموا أيام الأسبوع عليكم جميعًا، باستثناء ذلك المريض، فعددكم سبعة، كل يوم يتولَّى أمر البيت شخصٌ منكم، وسيدور عليكِ الدور مرة أو اثنين على الأكثر في الأسبوع، وهذا يسير بإذن الله، وسيقبل به أي خاطب. ثالثًا: حاوري أباكِ أن يقبل بمن يراه زوجًا مناسبًا لكِ، ويشترط عليه أن يكون السكن قريبًا من بيت الأهل؛ نظرًا لظروف الوالدة الصحية، وأنكِ سوف تخصِّصين ساعتين في اليوم من وقت فراغكِ لوالدتكِ، وهذا من باب البرِّ، وربكِ الذي ابتلاكم بهذا البلاء قادرٌ سبحانه أن يسخِّرَ لكِ رجلًا بارًّا ودودًا يقبل بذلك، وأنتِ كوني ذكية في ترتيب وقتكِ وأولوياتكِ؛ بحيث لا يؤثر وقت ذَهابكِ للوالدة على زوجكِ، وهذا ليس صعبًا، فغالب النساء تخرج من البيت ثماني ساعات للعمل، ومع ذلك تراعي بيتها وأولادها، واعلمي أن هذا الحال مؤقت، حتى يتزوج باقي إخوتك، وتساعد زوجاتهن في رعاية الوالدين مثلًا. تحاوري مع إخوتكِ حول هذه الحلول، ثم بلِّغوا بها أباكم أو اجعلوا واحدًا من الأهل يبلِّغه ويُقنعه، ولا تنسي أنه أبٌ يحمل لكِ من المشاعر ما يجعلكِ تطمئنين أنه حريص على مصلحتكِ، كذلك ربما رفض هذا الخاطب؛ لأنه رأى به من العيوب ما لا تعرفينه أنتِ، وليس رغبته في إبقائكِ لخدمته هي السبب الوحيد، فالرجال لهم نظرة قد تخفى عنا نحن النساء. رابعًا: أنتِ مهما فعلتِ، فلن تأخذي من الدنيا إلا ما قدَّره الله لكِ، ولن تفقدي إلا ما قدره الله عليكِ، وهذا قدر ورزق مكتوب لكِ في اللوح المحفوظ مِن قبل خلق الدنيا ومَن عليها، واصبري ولا تجزعي، ورزقكِ سيطْرُقُ بابكِ في موعده المحدد من قِبَلِ اللطيف الخبير؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمْئِنُ فؤادكِ بقوله: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعتِ الأقلام، وجَفَّتِ الصحف)). أعيذكِ بالله أيتها الغالية أن ترتكبي أيَّ فعل تندمين عليه بعد ذلك؛ كأن تعقِّي والديكِ أو تتزوجي رغمًا عنهما، أو تَضيقي بخدمتهما، فقد اختصكِ الله بهذا الفضل دون غيركِ، فاصبري واحتسبي ولن تندمي، فهناك كثيرات لم يَعقهم شيءٌ عن الزواج ومع ذلك لم يتزوجْنَ، الله يختبر برَّكِ وصبركِ، وأنتِ بإذن الله أهلٌ لكل خير. همسة في أذنكِ: 1- اخدميهم راضية غير ساخطة؛ حتى تفوزي بحسن الجزاء، وتجمَّلي في قبول القضاء، يجمِّلِ الله قلبكِ بعطائه، ويَجْزِكِ فوق ما تتمنين، فإن خدمتِهم ساخطةً، فقد أضعتِ جهدكِ وأجركِ. 2- نسِّقي المهامَ بينكِ وبين إخوتكِ؛ فليس معنى أنهم ذكور أنكِ تُسحَقين وهم سادةٌ جلوس، بل هم أقوى بِنيةً منك، فليخدموا أنفسهم وأنت اختصي بوالديك، حتى الأخ المعاق قسِّموا خدمته بينكم، سيكون هذا صعبًا في البداية، ولكن مع الوقت سيهون الأمر، اطلبي منهم ذلك برفق ولين، أو استعيني بأخوالكِ في تنسيق ذلك؛ حتى لا تحدثَ ضغوط جديدة عليكِ. رزقكِ الله الزوج الصالح والحياة المطمئنة التي تبغين. 3- تأملي قول الحق جل جلاله: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |